أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يسري غباشنة - والله خير الماكرين














المزيد.....

والله خير الماكرين


يسري غباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلوبهم معنا وسيوفهم على رقابنا
يعد الإرهاب بمعناه الشائع الآن في العالم اللاعب الأساسي على طاولة الكرة الأرضية بأسرها، هذا الوجه البشع تتعدد مظاهره وأسبابه وتأثيراته المفجعة على كافة الشعوب المستضعفة، بدعاوٍ وتبريرات ُّدينية، وعرقية أثنية، وتحررية حضارية، وما إلى ذلك من قبل مَنْ يتحكَّمون في مصائر العباد والبلاد.وكل الذين يقودون آلة الارهاب المدمِّرة يتفقون تماما في نتائج ما تقترف أيديهم من قتل، وتشريد، وتجويع، وغير ذلك الكثير الذي تكتوي بناره تلك الشعوب، ويتأتَّى ذلك من تصارعهم وتطاحنهم، فهذا يدَّعي الحرية وذاك يدَّعي التحرير. والكلُّ منهم كذلك يروِّج لفكره وقناعاته بمفاهيم تبرق لمعانا، وما أن تنزل هذه
الشهب إلى أرض الواقع حتى تحرق الأخضر واليابس فتحيل كلَّ شيء إلى اللاشئ والعدم.

وعند رصد بؤر الاضطراب في عالمنا، نجد أننا نعيش تحت رحمة إرهابين أحدهما تسيره دول كبرى ولقيطة، وإرهاب آخر يقوده تنظيمات دينية وتكفيرية. فالولايات المتحدة الأمريكية تقود قطيعا من الوحوش تحت مسميات التحالف الدولي، ومن خلال شرعنة القتل وإبادة الحضارات عن طريق مجلس يدعى ويوصف بالدولي والأمن، فلا تجد الشعوب منه إلا الخوف والظلم والبغي.وتبرر أمريكا طغيانها بدعوى نشر الحرية والديمقراطية في العالم؛ هذه الحرية التي ذاق طعمها أطفال العامرية، وينعم في ظلالها المتنزهون في أبو غريب وحديثة والإسحاقي، ويعيش تحت رحمتها وحنوها أهل الفلوجة والنجف والرمادي، ويسيح في جنباتها أطفال كابول، ومن يقضي عطلته الأسبوعية في تورا بورا، ويتنسم هواءها مصطافو باغرام وغوانتننامو. وأما بقية القطيع كبريطانيا التي ما زالت تحمل في أحشائها عقلية المستعمر، وأستراليا التي من يتتبع خطواتها يجد أنها تنافس أمريكا في ماراثون الشر، فتصادق وتقرُّ أي عمل تقوم به أمريكا، وما تبقى من القطيع أكثر مما ذكر وأبشع.

وأما الإرهاب الآخر الذي يندرج تحت هذا المسخ فهو المتأصل في الدولة العبرية التي منذ أن دنست تراب مسرى الرسول -صلعم- وهي لاتتعامل أبدا إلا مع مجازر الهاغانا، ولا تسرح وتمرح إلا في أزقة صبرا وشاتيلا التي ‘وُصِفَ على إثرها شارون بأنه من دعاة السلام حيث نفحه إياه هذا الوصف عراب الإرهاب. مرورا بمجزرة قانا، لتطال بعد ذلك مخيم جنين والخليل، ومن ثَمَّ تلقي رحلها أخيرا على شواطيء غزة ورفح وغيرهما.بالإضافة إلى استحداث نمط تفردوا به والمتمثل بالتصفية الجسدية للرموز الفلسطينية، على الرغم من أنَّ الأنكى من هذا كلِّه قطيع العملاء الذين يقتلون أنفسهم بأيديهم؛ من خلال التعاون مع الموساد وإرشادهم إلى هذا المقاتل أو ذاك. وعلينا هنا أن نعترف بوجود هؤلاء في صفوفنا لإنَّ من أكبر المشاكل وأعقدها هو عدم الإعتراف بوجود هذا الخلل الآثم، وإلا سنصبح كربَّة المنزل التي تكنس الزبالة ولكن تضعها في غفلة عن زوجها تحت السجادة.

في حين يتمثل الصنف الثاني من الإرهاب بالتنظيمات التكفيرية الظلامية التي تستند في شرعيتها إلى الإسلام وتعاليمه، يفسرونها كيف يشاؤون، فنراهم يتنادون برفع راية الإسلام ولكن عن طريق قتل المسلمين في المساجد، والحسينيات، والشوارع، والفنادق. والأخطر من ذلك هو الترويج لهذا الفكر بين صفوف الفتية والصبية ممن هم في مرحلة البحث عن الهوية، مستغلين فقرهم، وظروف الإحباط واليأس ورد الثأر الذي يعيشون فيه، ووعدهم بالحواري والجنان من خلال عملية مسح لدماغهم وتفكيرهم وشخصيتهم. وهذا الصنف بيده مفاتيح الجنة يهبها لمن يشاء، ويحرمها على مَنْ يشاء بتصنيفهم الآخرين إلى كفرة يُسْتَحَلُّ دمُهم وعرضُهم ومالُهم. وهذا الصنف خطير جدا لإنه من أبناء جلدتنا ويسكن في حوارينا، كما أنه يفترس فلذات أكبادنا وهم دون مستوى الإدراك والتمييز، إضافة إلى اتخاذه الشرع بشرعهم مرجعا وسندا، كما تكمن خطورته في شيوعه بوانتشاره كالسرطان بسبب الوضع الاقتصادي البائس الذي فرضته أمريكا واسرائيل على شعوبنا، والممارسات العدوانية على انساننا.وشجرنا وحجرنا؟
وبين خطوط هذا المثلث المرعب تعيش شعوب العالم المستضعفة والمحبة للحياة والخير عند تقاطع رؤوسه وخطوطه .هذا المثلث الذي يدَّعي جلب الخير والسعادة، ويظهر لنا أن قلبه معنا، ولكن محصلة ذلك كله أن سيفه مسلط على رقابنا.




#يسري_غباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يسري غباشنة - والله خير الماكرين