أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يسري غباشنة - بقعة دكناء في المدرج الروماني














المزيد.....

بقعة دكناء في المدرج الروماني


يسري غباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 06:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فصل أسود ومخز من فصول التخلف الفكري والسلوكي تم اقترافه في الساحة الهاشمية بحق من اختاروا هذا البلد كي يقضوا فيه أياما جميلة، فإذا برصاص الغدر تقضي على ما تأملوه من أوقات سعيدة على يد من لايعرف للوطن حرمة، ولا للزائر حقا في رعايته والاحتفاء به، فأوهم نفسه بإن الإجرام جهاد ونصرة للإسلام والمسلمين الذين اكتووا بنار تطرفهم،وانحراف معتقدهم، فاختاروا ولم يحسنوا الاختيار، واختلطت عليهم الأماكن والأمكنة فتخيلوا شوارع غزة وجنين الساحة الهاشمية، وتوهموا من يحمل شمسية منهم بمظلي يهبط من أباتشي في الرمادي أو بعقوبة،وتصوروا الكاميرا في يد عجوز نيوزلندية منظارا ليليا في يد صهيوني على مشارف النبطية.
مَنْ دَوّنَ هذا الفصل لايميِّز بين الأنظمة ومفهوم المواطن، فالشعب الأمريكي ليس كله بوش، والمواطن البريطاني الذي قُتل قد يكره توني بلير أكثر منك،والسيدة الاسترالية التي جُرحت قد لاتعرف من هو هوارد، وللتذكير فقط فإن أكبر مظاهرة على احتلال العراق جرت في بريطانيا، من المواطن البريطاني تحديدا. ماذا نقول للمجموعة البريطانية الإجرامية التي تهدد بحرق المسلمين هناك لأنهم في بلادهم وعددهم بالملايين، إذا كنا لانحتمل وجود فوج سياحي في بلادنا لفترة وجيزة في حين أن ملايين المسلمين في أوروبا وأمريكا وأستراليا كانوا يعيشون في حرية العبادة والمعيشة والدراسة، في وقت لم تنتشر بعد ثقافة هذا التطرف التي بدأت بالفكر التكفيري للقاعدة،تبعه فكر متطرف آخر متمثل في مبدأ بوش القائل( من لم يكن معي فهو ضدي) وصنّف العباد والخلق إلى محوري الشر والخير، فرأينا خيرهم الذي عمّ الفلوجة، والنجف، وتبرطع في نعيمه نزلاء فندق أبو غريب، وتوطدت أواصر المحبة والألفة بين سكاكين السنة، ودرلات الشيعة،واستظل كرد العراق،وعربه تحت العلم العراقي الواحد. هذا غيض من فيض مآثر ديمقراطية التطرف والانحراف. هل تلد الزانية غير اللقيط! وهل تحمل الرذيلة في أحشائها شرفا أو فضيلة.
لابد من الاعتراف بأن عالمنا وخاصة الشرق الأوسط يعيش بين براثن التكفيرين، ومخالب المجرمين الجدد، فالصراع دائر على أشده بين البُرثن والمِخلب، ولابد أن يقع بينهما الضحايا من الأبرياء بين فترة وأخرى حتى يعود هؤلاء إلى بعض من رشدهم. لقد صلبوا الاعتدال وضيقوا عليه المنافذ، هذا بشعاراته القومية وفتاويه المذهبية، وذاك بجبروت قوته الأحادية التي قُيضت له فتطرف في استخدامها وأساء، وأخذ يصول ويجول متنقلا من افغانستان إلى العراق ينثر زهور ديمقرطيته وأزاهيرها، بعد أن طاب له المقام في مهد الأنبياء والرسل، فدنس كل ذرة تراب طالها. .

ما حدث في الأردن من قبل فرد يعطينا مؤشرا ومبررا بضرورة اقرار التشريعات والأنظمة الرادعة لكل من يتطاول على البلد وهيبته من الأفراد والتنظيمات على حد سواء، دون الالتفات للمشككين والمرجفين إذا وصل الأمر للمواطن وأمنه، للوطن وكرامته،للضيف والاحتفاء به والمحافظة على حياته. نعم نحن مع احترام وجهات النظر كافة ما دامت في حدود وحمى المساحة الخضراء التي تنبت الزرع الطيب المتنوع عندما تتعدد الأقنية والقنوات بالماء الصافي العذب، ولكن حمى الوطن محارمه التي على رأسها الأمن والأمان.
قد يلهو العابثون برسم بقعة دكناء هنا، وصبغ بقعة سوداء هناك،وقد يحاولون تغطية نور الشمس ، وحجب ضياء القمر بغربال،وقد يقامرون ويراهنون بحساباتهم الخاسرة وأوهامهم بالنيل من هذا البلد الذي هو موئل العرب كل العرب، ولكل من طاله الضيم والجور ، ولكن مهما تعددت محاولاتهم وتكررت فسيظل الأردن صفحة الخير والأمن ناصعة البياض تخرج بعد كل محاولة من غير سوء،وما أن يقوم حاقد برسم بقعة سوداء حتى يسارع النشامى بزرع شجرة صفصاف بدلا منها ،كما يسارعون باصطياد الغربان والأغربة التي تحاول طمس النور والضياء بأجنحتها السود، وأما الغرابيل فلم تُصنع إلا لتنقية البّر من شوائبه، وإن وجود هذه الشوائب لن يضير حقل القمح وخيره، ما دام الفلاح أردني يرتدي الكوفية الحمراء يروي بيارته وسهله وغوره بعرق انتمائه وولائه ووفائه، فما أن يرى بذرة خبيثة حتى يقوم بطمرها كي لاتفسدعليه الخير الذي ينتظره مع عياله في نهاية الموسم.
آن الأوان لكي يرى كل منا أن الإساءة للأوطان أيا كانت هي عملية انتحار للذات،وأن أي عبث بالبلد ومقدراته لن تخدم بأي شكل من الأشكال أي قضية، وكم وكم من هذه المحاولات العبثية لم نجن منها غير الإساءة لقضايانا الشخصية منها والوطنية والقومية والإنسانية. فلنحافظ على وطن يواري سوآتنا، وبستر عوراتنا، ولنتق الله فيه سفرا أبيض لاتشوبه شائبة



#يسري_غباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقا عزيزي ومعذرة
- ثلاثية آلاء المصرية
- هكذا هم الإخوان المسلمون في الأردن
- سيدي أبا القاسم... عذرا
- والله خير الماكرين


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يسري غباشنة - بقعة دكناء في المدرج الروماني