أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - مجموعة السبعة بين صيحات الحرب والشكوى من التبعية الاقتصادية















المزيد.....

مجموعة السبعة بين صيحات الحرب والشكوى من التبعية الاقتصادية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7621 - 2023 / 5 / 24 - 16:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


انتهت في 21 أيار الحالي قمة مجموعة السبعة في هيروشيما اليابانية. وحتى قبل انعقادها كررت القوى الاقتصادية الغربية شكواها من التبعية، أي ضعفها. وتقول دول المجموعة إنها جعلت نفسها قابلة للابتزاز من قبل بلدان مثل الصين وروسيا. لذلك تعمل الآن على تعزيز استقلالها تحت عناوين مثل "الاستدامة" أو "إزالة المخاطر" أو "مرونة سلاسل التوريد"، ويأتي ذلك في سياق الاستعداد لحرب أخرى.

منذ عقود كانت العولمة تعد نموذج الغرب الناجح واليوم ترى مجموعة السبع أن التكامل العالمي لعلاقاتها التجارية يمثل نقطة ضعف، ولهذا قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في نهاية اذار الفائت: يجب أن يصبح الاتحاد الأوروبي "أكثر استقلالًا اقتصاديًا عن الصين". وفقًا لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، "تحاول الصين أن تجعل نفسها أكثر استقلالًا عن العالم والعالم أكثر اعتمادًا على عليها".

التعبية بشكل ملموس هي حاجة دول المجموعة للصين اقتصاديا، لكي تحافظ على نمو اقتصاداتها. في العام الفائت، استخرجت الصين قرابة 60 في المائة من العناصر النادرة في العالم، والتي تُستخدم في إنتاج المعدات الإلكترونية. توفر مصافي التكرير في الصين 60 في المائة من الليثيوم و80 في المائة من الكوبالت، وكلاهما يستخدم في تصنيع البطاريات. وتهيمن أيضًا على المنتجات الأولية المنفردة في صناعة الأدوية. ولهذا يحذر يورغن ماتيس من معهد الاقتصاد الألماني المرتبط برجال الأعمال: "اعتمادنا على جانب الاستيراد يمثل خطرًا جيوسياسيًا".

الى جانب ذلك، تعد الصين مهمة بالنسبة للغرب كسوق للتصدير، وكمورد للسلع الاستهلاكية الرخيصة وكموقع استثماري. وتتمتع السوق الصينية بذات أهمية السوق المحلية للشركات الأربعين الكبيرة المسجلة في مؤشر الأسهم الألمانية (داكس). ومن بين المتاجر الجديدة التي افتتحتها شركة "لوغو" الدنماركية المصنعة للألعاب في جميع أنحاء العالم في عام 2022، كان 60 في المائة منها في الصين.

وفق حساب بنك مورغان ستانلي الأمريكي، اقتصاديا، تتجه أوروبا نحو الصين، أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية: وتحقق الشركات الأوروبية المسجلة في البورصة قرابة 8 في المائة من مبيعاتها هناك، وفي الولايات المتحدة تبلغ النسية أربعة في المائة فقط،. كلاهما يصدر 7 -8 بالمائة من إجمالي صادراتهما إلى الصين. وتضيف مجلة " إيكونوميست" البريطانية، ان صادرات الشركات الغربية إلى الصين ومبيعاتها فيها، تشكل في حالة الولايات المتحدة، 4,2 في المائة من الناتج الاقتصادي، وفي حالة فرنسا وبريطانيا العظمى 4 – 5 في المائة. وتتقدم ألمانيا الجميع، حيث تصل المبيعات في الصين إلى قرابة 10 المائة من الناتج الاقتصادي.

إن درجة التبعية في الغرب لا تقترب من مثيلتها في معظم بلدان جنوب العالمي، التي صنف مؤتمر التجارة العالمي، أكثر من 100 منها على أنها "تعتمد على المواد الخام " وتعتمد صادراتها جزئياً على منتج واحد وتقلبات أسعاره. ومع ذلك، فإن مجموعة الدول السبع الكبرى تعد الآن علاقاتها التجارية المربحة مع الصين تهديدا. لقد كان السوق العالمي مفتوحًا لجميع الدول والشركات التي يمكنها دفع الأسعار المطلوبة وتحقيق العوائد المتوقعة. في هذه الاثناء، يتم تقييد هذه الحرية بشكل متزايد وتستخدم التجارة العالمية كسلاح في الصراع الجيوسياسي بين القوى المهيمنة (الغرب والصين وروسيا). وفي هذا السياق ردت بكين على قيود أستراليا على الاستثمارات الصينية بوقف واردات السلع الأسترالية. وعندما سمحت ليتوانيا لتايوان بفتح مكتب يمثلها في العاصمة في نهاية عام 2021، احتجت بكين ومنعت دخول الصادرات الليتوانية الى أراضيها.

يمكن ان تستخدم القوة الاقتصادية للصين سلاحا يلحق الضرر بدول مجموعة السبع، عبر عقوبات اقتصادية. ولكن، من غير المرجح أن تبدأ بكين حربًا اقتصادية ضد أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، لأن الثمن سيكون باهظا، فالصين تعتمد بشكل كبير على الغرب. عامل الضغط الاخر على دول المجموعة، هو اعتماد البلدان الأخرى على الصين، لا سيما في جنوب العالم، الامر الذي يؤثر في توازنات الصراعات الجيوسياسية عالميا أيضا. والمثل اليوم هو موقف الكثير من البلدان الأخرى الرافض للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، ما يعيق تحقيق الغرب لأهدافه الجيوسياسية.

وبهذا المعنى، فإن الصين هي "المنافس المنهجي" للغرب، في طار صراع الهيمنة، والسعي لتحقيق الغلبة فيه على الطرف المنافس.

تحاول دول مجموعة السبع الحصول على استقلالية أكثر عن الصين، والبحث عن مصادر أخرى للمواد الخام، ويفرضون قيود على التعامل التجاري لشركاتهم مع الصين. لا تهدف قيود الاستثمار فقط إلى تعزيز استقلالية دول المجموعة، يل تستخدم لإجبار الصين على الاعتماد على نفسها لإضعافها،: وإلحاق الضرر بها على المدى الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم الغرب دعمًا لدول أخرى في جميع أنحاء العالم لمواجهة الصين: تم التخطيط لمزيد من "شراكات المواد الخام" و "منصة ضد التدابير الاقتصادية القسرية"، والتي تريد مجموعة الدول الصناعية السبع بواسطتها تنسيق ردود أفعالها تجاه أي مقاطعة للتجارة أو الاستثمار من جانب الصين. بعد سنوات من تراجع أهمية مجموعة السبع كتب مركز الأبحاث الأمريكي جي زيرو: "حان الوقت لتجديد قيمة وأهمية وتأثير مجموعة السبع".

يريد الغرب بإجراءاته حل التناقض المتمثل في التهديد الذي يمثله صعود الصين الاقتصادي من جهة، والاستفادة منه من جهة أخرى. وبدلا من القطيعة يتبع الغرب استراتيجية الحد من مخاطر الصين. ان توازي الرغبة في الاستقلال عن الصين، مع استخدام مواردها الاقتصادية غيرممكن، إلا إذا استطاع الغرب من وضع الصين تحت السيطرة. وبالتالي فإن الحد من المخاطر وتعزيز سلاسل التوريد يمثل برنامجًا هجوميا.

قبل الغزو الروسي لأوكرانيا كان يقال ان التبعية الاقتصادية المتبادلة ضمانة للسلام، واليوم أصبحت خطر محدق، وخصوصا لبلدان الغرب التي لا تستطيع الاستغناء عن الحرب في صراعها من اجل الحفاظ على مواقع هيمنتها.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشفوا الاشتراكية مجددا*
- تنوع الاستغلال» مقاربة ماركسية.. لا إجماع يسارياً في تحليل و ...
- 21 نائبا ديمقراطيا يطالبون الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن ...
- في المانيا يحظرون رموز الانتصار على النازية*
- دعوة الى قمة أممية للسلام في أوكرانيا
- رافقته معركة على الرموز والنُصب التذكارية.. العالم يحتفل بال ...
- سكرتير الشيوعي النمساوي حول أسباب النجاح الانتخابي في ولاية ...
- الانتخابات المبكرة في اليونان .. صراع مفتوح بين اليمين الحاك ...
- اشترطت الغاء العقوبات وإطلاق الأموال المجمدة.. مؤتمر عالمي ح ...
- حرية الصحافة ونفاق الديمقراطية الغربية*
- خسائر غير مسبوقة للأحزاب التقليدية / الشيوعي النمساوي يحقق ن ...
- الحرب الباردة ليست صراعا على الديمقراطية.. دور الحملة الصليب ...
- تحالف اليسار يدعو للنضال من اجل االاستفتاء / الانتفاضة الفرن ...
- 83 في المائة من الفرنسيين يؤكدون راهنية الصراع الطبقي / المؤ ...
- اليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية.. تجميع القوى والتنسيق مع ...
- الترامبية وانقسام المجتمع الأمريكي
- ماكرون يريد التحالف مع اليمين المتطرف لمواجهة اليسار
- بعد عشرين عاما.. العراق من الدكتاتورية والاحتلال إلى الدولة ...
- عنصرية منهجية ضد المهاجرين في المانيا*
- طبيعة الحركة الاجتماعية التحررية المضادة للرأسمالية


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - مجموعة السبعة بين صيحات الحرب والشكوى من التبعية الاقتصادية