أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - الاثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمناطق الحدودية- التخوم -















المزيد.....

الاثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمناطق الحدودية- التخوم -


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن السياسات الحدودية الأكثر تشدّداً لا تُقدّم مساهمةً تُذكَر من أجل التصدّي للتحديات الإرهابية. كثيراً ما تشدّد الحكومات، في المغرب العربي والعالم، على الروابط بين المهرّبين والإرهابيين. وقد أتاح هذا الربط مبرّراً لاتخاذ إجراءات مشدّدة ضد المهرّبين الذين كانوا يعملون من دون رادع في المراحل السابقة. هناك بعض الروابط بين مهرّبين معينين ومنظمات إرهابية، بدفعٍ من المصالح المالية للمهرّبين أو الابتزاز من الإرهابيين. بيد أن هذه الروابط نادرة نسبياً. ففي نظر معظم المهرّبين، من شأن ارتباطهم بالإرهابيين أن يزيد من المخاطر التي تحيط بعملهم. فالقوى الأمنية التي تغضّ النظر عادةً عن حركة التهريب، لديها استعدادٌ أكبر بكثير للجوء إلى القوة في حال تبيّن أن هناك رابطاً بين المهرّبين والإرهابيين. يشرح مسؤول أمني تونسي: "التهريب هو مصدر رزق لعدد كبير من الأشخاص، ولن يجازفوا به عِبرَ التورّط مع الإرهابيين. ويدخل ضمن أراضي الدولة ورقعتها السياسية المسطحات المائية التي تقع داخل حدودها السياسية، سواءً كانت أنهاراً أو بحيراتً أو قنوات مائية، وكذلك أجزاء البحار التي تجاور شواطئها والتي تعرف بالمياه الإقليمية، وطبقة الجو التي تعلو هذه الرقعة السياسية المحددة. وعند هذه الحدود تنتهي سيادة الدولة وتبدأ سيادة دولة أخرى مجاورة لها بما لها من نظم سياسية واقتصادية خاصة بها وقوانين مختلفة . وإذا كانت الأدبيات النظرية المرتبطة بالمدخل الوظيفي في إطار دراسات الحدود قد صَنَّفت الحدود إلى حدود "مفتوحة" وأخرى "مغلقة"، فإن الدولة في إطار سعيها لصياغة خياراتها الخاصة بحدودها باختيار التموضع بين الحدود المغلقة والحدود المفتوحة، لتقوم بخلق حالة تعكس ما يمكن اعتباره نموذج "الحدود اللينة". وتبقى الحدود تحتفظ بكونها الحدود الأكثر اشتعالًا، فقد ارتبط جزء من الأنشطة الإرهابية أو غير المشروعة التي تم ممارستها على الحدود للدولة بتغذية النشاط الإرهابي.
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية قامت بريطانيا عام 1915م باحتلال العراق وفي عام 1922م عقد مؤتمر العقير الذي مثّل الكويت فيه الميجور مور المندوب السياسي البريطاني في الكويت ومثل العراق السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني ، وعقدت اتفاقية عرفت باسم اتفاقية العقير عام 1922م . وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 التي جاء بها الضباط الاحرار بقيادة عبدالكريم قاسم كرئيس وزراء على العراق بادر الشيخ عبدالله السالم بزيارة العراق في 25 تموز 1958م واستقلبه قاسم إلاً أنه لم يصدر بياناً مشتركاً عن تلك الزيارة. وفي 29 أكتوبر 1960 بعث الشيخ عبدالله السالم برسالة إلى رئيس العراق عبدالكريم قاسم دعاه فيها إلى مناقشة موضوع الحدود وتشكيل لجنة مشتركة للإشراف على ترسيم الحدود وطبقاً لمراسلات 1932م ، إلاّ أن العراق لم يرد على هذه الرسالة فبعث الشيخ برسالة أخرى في 3 يناير 1961م للتذكير بدعوته للبدء في محادثات ترسيم للحدود وبعد شهرين بعثت الخارجية العراقية برسالة اعتذرت فيها عن التأخر على الرد مسوغة ذلك بانشغال الرئيس قاسم مشيرة إلى أن اقتراحات الأمير تحت الدراسة(1).
لقد ثارت كافة الحروب بين الدول من أجل تعديل الحدود على اليابسة، ولم تقم حتى الآن حرب واحدة من أجل تعديل الحدود فوق المسطحات المائية، ولكن الحروب الاقتصادية بدأت بين بعض الدول مثل أيسلندا وبيرو ضد أساطيل الصيد البريطانية والأمريكية على التوالي، فهل تتحول الحرب الاقتصادية إلى حرب ساخنة في فترة لاحقة، خاصة حينما يشتمل الأمر على استغلال الثروة المعدنية عامة والبترولية خاصة . وفي الوقت الحاضر -في عصر حركة الطيران المكثَّفة - لم تعد الحدود مقتصرة على تلك الملامسة لليابسة وسطح الماء، بل أصبحت هناك حدود للدول ترتفع في الغلاف الغازي فوق رقعات الدول المختلفة، فإلى أي مدى ترتفع سيادة الدولة على أجوائها؟ وما هي المشكلات المترتبة على سيادات الدول على الغلاف الغازي؟ وهل يمكن أن تؤدي بدورها إلى نزاعات وحروب. وباستثناء الاتجاه الأول فإننا نجد أن الحدود السياسية، وإن اتجهت إلى التقارب من الحدود اللغوية، إلاّ أن معاهدات الصلح بعد الحربين العالميتين قد دفعت بالحدود الألمانية والنمساوية بعيدًا عن حدودهما اللغوية، ولتجنب مشكلة الأقليات الألمانية النمساوية أعيد توزيع السكان من جديد وهُجِّر الألمان من بولندا والسوديت والتيرول الإيطالي، فالضغط السياسي هنا كان أقوى من الاتجاه الطبيعي للحدود لكي تشمل المتكلمين بالألمانية، كذلك فإن رسم الحدود في مناطق حدود الانفصال لم يؤدِّ إلى تقليل الاحتكاكات بين القوميات، فخط الحدود الذي رُسِم في عام ١٩١٩ للنمسا في منطقة انفصال حدية بينها وبين إيطاليا - التيرول الإيطالي - قد اقتطع أقلية نمساوية كبيرة في هذه المنطقة الجبلية، وبالمثل فإن إنشاء دولة تشيكوسلوفاكيا وتخطيط حدودها مع ألمانيا في مناطق انفصال متمثلة في جبال غابة بوهيميا وجبال الأرتز قد اقتطع ألمان السوديت عن ألمانيا وأدخلهم تشيكوسلوفاكيا، وكانت تلك ذريعة هامة من ذرائع هتلر في توسعه في وسط أوروبا.
منذ الاستقلال، أعطت دول المنطقة العربية الأولوية للتنمية الاقتصادية والاستثمار في مدن الساحل الأساسية، تاركةً المناطق الداخلية والأراضي الحدودية الشاسعة عرضةً للإهمال والتهميش. وفي حين أظهرت دول شمال أفريقيا لامبالاة شديدة إزاء تعزيز الفرص الاقتصادية في الأراضي الحدودية، إلا أنها سعت إلى الحد من خطر غياب الاستقرار في تلك المناطق. لهذه الغاية – وكذلك من أجل تأمين مدخول إضافي للنخب التي تجمع بينها روابط سياسية – سمحت هذه الدول بأشكال بديلة من توليد المداخيل في الأراضي الحدودية، على رأسها التهريب. وقد ساهمت تجارة الشبكات بالبنزين أو المواد الغذائية أو الأقمشة أو الأجهزة الإلكترونية المهرَّبة في تأمين الوظائف، وأتاحت الحرَكية الاجتماعية، وخفّضت من كلفة المعيشة في المجتمعات الحدودية. وهكذا تطوّرت اقتصادات ناشطة عبر الحدود، وبدأت برسم حدود المنطقة. قبل وقت قصير، كان يتم تهريب محروقات بقيمة نحو 119 مليون دولار، بحسب التقديرات، من ليبيا إلى تونس في السنة، في إطار اقتصاد غير نظامي كان يوظِّف الآلاف في الأراضي الحدودية. وكانت تسود ديناميكية مماثلة عند حدود الجزائر مع المغرب، حيث جرى في العام 2013 تهريب 265 مليون ليتر (70 مليون غالون) من البنزين، بحسب التقديرات، عبر الحدود. وفكرة المناطق المحايدة أو الحاجزة فكرة قديمة مارستها الجماعات البدائية ، فعند المجتمعات البدائية كانت الحدود عبارة عن مناطق غير مأهولة بين مناطق الاستقرار والتجمعات البشرية، وبذلك فإن هذه الحدود تشابه مناطق الغير معمورة بين الدول - المنطقة الحرام - وهي على هذا النحو لم تكن خطوط اتصال على الإطلاق، بل نطاقات فصل، فحيث ينتهي السكن تنتهي حدود المجتمع، وقد أخبرنا الرحالة الألماني بارث وغيره من الذين جابوا أفريقيا خلال القرن التاسع عشر أن مناطق اللامعمور هي حدود الجماعات، وفي خلال فترات الحروب تمتد هذه النطاقات الحاجزة مسافات أوسع كنوع من نطاقات الأمان كانت تصل أحيانًا إلى أكثر من مائة كيلومتر اتساعًا، مثلًا تلك التي توجد بين دولة الفولاني وبورنو في شمال شرق نيجيريا، أو بين الأزاندي والبونجو في السودان الجنوبي، وفي اسكندنافيا كانت حدود السلاف والجرمان والفن مماثلة للحدود الموجودة في أفريقيا، كما كانت حقول الثلج الشاسعة تفصل بين السويد والنرويج، وإلى الشمال من تروندهايم كانت الأرض في أقاليم ترومز ونورلاند ولابلاند تعد أرضًا مشتركة بين النرويجيين والسويديين والروس، وكان اللاب المتنقلون يدفعون ضرائب صغيرة لهذه الدول الثلاث، وقد ظلت هذه المساحات الواسعة بدون سكان مستقرين حتى القرن السابع عشر حينما استقرت جماعات من الفن في نورلاند، وهكذا نجد عنصر الفن واللاب يتداخل بين السويد والنرويج اللتين لم تتفقا على حدود فاصلة بينهما إلاّ في عام ١٧٥١، كما خططت الحدود بين النرويج وروسيا في عام ١٨٦٢
أن بحار الاتصال تنتابها تيارات سياسية متشابكة: أولًا سياسات الدول القومية المطلة على تلك البحار، وثانيًا الدور المؤثر لسياسات القوى الكبرى على مصير واستراتيجية القوى في تلك البحار، وتحليل التيارات السياسية في البحار المتوسطة الثلاثة خير دليل على ذلك، فعلى سبيل المثال نجد البحر المتوسط الأورو أفريقي تنتابه التيارات السياسية التالية منذ مطلع القرن العشرين: فرنسا كانت تُعتبر الحوض الغربي للبحر المتوسط بحرًا فرنسيًّا تحف به الأراضي الفرنسية من الشمال (فرنسا) والجنوب (فرنسا عبر البحار في شمال أفريقيا)، وإيطاليا تُعد الحوض الأوسط كله بما في ذلك الأدرياتيك بحرًا إيطاليًّا، (وفي عهد موسوليني اعتبرت كل البحر بحيرة إيطالية لكن محك التجربة أثبت غير ذلك). وبريطانيا كانت تمارس نفوذها الفعّال في شرق البحر المتوسط - مصر وفلسطين وقناة السويس - كما كانت تتحكم مفاتيح البحر الهامة في جبل طارق ومالطة.
--------------------------------------------------------
1-محمد عبدالله العبد القادر : الحدود الكويتية العراقية مركز البحوث والدراسات الكويتية ، الطبعة الأولى ، 2000).



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكمة العادلة وحقوق الجاني
- الصراعات العربية الإقليمية
- مسؤولة الدولة وقف إنتهاكات حقوق الانسان
- الدستور العراقي والعدالة الإجتماعية
- الصراع القائم بين العقلية الاقتصادية والسياسية، لخلق الثروة ...
- العلاقة بين الاستبداد والفساد علاقة تكاملية وهما أهم عوائق ا ...
- التدخل الروسي في أوكرانيا الأسباب والسيناريوهات المحتملة
- العدل يقضي على روح الكراهية والإرهاب
- الأزمات وإدارتها لإنها إختلال ميزان العلاقات
- الإستثمار الاجنبي يحتاج الظروف الآمنة
- العوامل المؤثرة في اتخاذ قرارارات السياسة الخارجية
- الديمقراطية تتسع للتنوع والإختلافات الفكرية والإطار التداولي
- العلاقة الأمريكية بحركات الاسلام السياسي في الدول العربية
- اركان الدولة وسبب فشل بعض الدول
- تجريم كل فعل أو قول من شأنه إثارة الشعور بالكراهية
- الثقافة السياسية للناخب العراقي وأثرها على سلوكه الانتخابي
- الأزمة المتعلقة بمفهوم المرفق العام كمعيار لتطبيق القانون ال ...
- اثر التنمية السياسية في بناء النظام السياسي والتطور الديمقرا ...
- انعكاسات الأمن المائي على الأمن القومي العربي عامةً وعلى بلد ...
- الكفاح من اجل التحرير والديمقراطية


المزيد.....




- -لا نعرف إلى أين سنذهب هذه المرة-.. الجيش الإسرائيلي يدعو إل ...
- طلاب مناصرون للفلسطينيين ينصبون الخيام في جامعة بولونيا في إ ...
- تسمم غذائي جماعي في مطعم برغر في السعودية.. مقتل شخص وإصابة ...
- مسؤولو حماس يكشفون تفاصيل الاتفاق.. وهجوم إسرائيلي يلقي بظلا ...
- حماس تعلن قبول اتفاق هدنة في غزة وغموض موقف إسرائيل
- ميقاتي: موافقة -حماس- على وقف إطلاق النار في غزة خطوة متقدمة ...
- جنوب إفريقيا.. إصابات في انهيار مبنى قيد الإنشاء
- توقف التحقيق في قضية الرفات البشري المتحلل في مخبأ نازي سابق ...
- العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مج ...
- شولتس: الاتحاد الأوروبي يوافق على استخدام فوائد الأصول الروس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - الاثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمناطق الحدودية- التخوم -