أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد الحمداني - من أجل جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبرالية















المزيد.....

من أجل جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبرالية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:45
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ما كان الشعب العراقي الذي كافح عبر عقود طويلة من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، ودفع ثمناً باهضاً من دماء أبنائه ، يحلم بإنهاء الحقبة الدكتاتورية الصدامية الكالحة السواد ليجد نفسه وضع أشد خطورة ، وأكثر ظلامية ، حيث يقع الشعب العراقي اليوم فريسة صراع خطير تمارسه خمسة أطراف على الساحة العراقية :
1 ـ الطرف الأول : الاحتلال الأمريكي للعراق الذي جرى باسم تحرير العراق من الدكتاتورية الصدامية ، والذي أسقط ذلك النظام البشع من خلال حرب دامت 20 يوماً ، توارى بعدها طاغية العصر في تلك الحفرة الحقيرة التي وجد فيها فيما بعد بتلك الحالة المزرية ، وهو الذي كان يمشي في الأرض مرحاً ، متكبراً ومتعجرفاً على كل من حوله .
لكن الولايات المتحدة التي قادت تلك الحرب ما أن احتلت قواتها العراق حتى استخدمت نفوها الطاغي على مجلس الأمن لإصدار قرار بشرعنة الاحتلال ، وفرضت نفسها دولة محتلة ، وعينت من جانبها الدبلوماسي الأمريكي [ بريمر] حاكماً مطلقاً على العراق ، وكان ذلك القرار قد شكل أول خيبة أمل لشعب العراق ، ولاسيما وأنه قد استعاد في ذاكرته الاحتلال البريطاني للعراق أبان الحرب العالمية الأولى عام 1915 من القرن الماضي ، وأعلنت بريطانيا العظمى آنذاك أنها جاءت بقواتها لتحرير العراق من الاستعمار العثماني ، وكشفت اتفاقية [ سايكس بيكو] المعروفة تقاسم الإمبرياليين البريطانيين والفرنسيين العالم العربي فيما بينهما كمستعمرات ، لكن بريطانيا اضطرت بعد قيام ثورة عام 1920 التي كبدتها خسائر جسيمة على تغيير أساليبها في الهيمنة على مقدرات العراق من خلال أقامة نظام ملكي في البلاد ، وجاءت بالأمير فيصل إبن الحسين ملكاً على العراق ، لكنها في واقع الحال استمرت بحكم العراق من وراء الستار ، حيث كانت السفارة البريطانية تتحكم في كل صغيرة وكبيرة من شؤون البلاد ، وفي تأليف كل الحكومات التي توالت على حكم العراق في العهد الملكي منذ تأسيس ما سمي الحكم الوطني عام 1920 ، وحتى انتصار ثورة 14 تموز 1958 بقيادة الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم ، وبمشاركة كل الفصائل الوطنية الموجودة على الساحة العراقية آنذاك ، حيث جرى لأول مرة في تاريخ العراق تشكيل حكومة وطنية دون تدخل أجنبي ، وعليه فإن من حق الشعب العراقي أن يقلق على مصيره في ظل الاحتلال الأمريكي اليوم خوف أن يمتد إلى عقود طويلة كما جرى مع الاحتلال البريطاني سابقاً .
2 ـ الطرف الثاني : ويتمثل في القوى المسقطة عن السلطة ، وأعني بها حزب البعث الصدامي وأجهزته القمعية ، بدأً من حرسه الجمهوري الخاص ، وأجهزته الأمنية المختلفة والمتعددة ، وفدائيي صدام وجيش القدس ، وانتهاءً بمنظمات الحزب التي كانت في خدمة النظام الديكتاتوري الذي كان يغدق عليها خيرات العراق ، حارماً أبناء الشعب من تلك الخيرات والثروات الهائلة ، حيث كان يتصرف الدكتاتور كمالك وحيد لتلك الثروات ومستعبداً شعب العراق .
إن هذه القوى تقود منذ سقوط نظام الطاغية وحتى اليوم حملة إرهابية شرسة في سعيها المحموم لاستعادة السلطة ، وهي تمتلك الخبرة العسكرية والسلاح الهائل والأموال الضخمة التي سرقها النظام الصدامي لكي يستعيد بواسطتها السلطة فيما إذا وقع انقلاب ضد سلطته الغاشمة ، وهذا ما ورد على لسانه في أحدى الاجتماعات مع قيادات حزبه .
إن هذه القوى تقود اليوم حملتها الشعواء ليس ضد قوات الاحتلال ، باستثناء مجموعات محدودة تمارس نوعاً من المقاومة للمحتلين بسبب أعمالهم وإجراءاتهم العدوانية ، وتسببهم في مقتل الكثير من المواطنين ، لكن الأغلبية تمارس الإرهاب الوحشي ضد أبناء الشعب حيث نشهد كل يوم السيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة التي يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين كل يوم ، وتتحالف هذه القوى مع الأحزاب الطائفية السنية الخائفة على مستقبلها من هيمنة الطائفة الشيعية التي باتت تهيمن على الحكم في البلاد، وهكذا نجد اليوم تشكيلات مسلحة بأسماء دينية سلفية كجيش محمد ، وجيش الإسلام وغيرها كثير من تلك الأسماء ، كما تستخدم القوى الصدامية عناصر القاعدة و العناصر السلفية المتخلفة القادمة من وراء الحدود في تنفيذ جرائمها الوحشية هذه .
3 ـ الطرف الثالث: والمتمثل بقوى الأحزاب الدينية الطائفية الشيعية التي بوأها المحتلون الأمريكان مراكز عليا في مجلس الحكم ، وفي الحكومات التي تلته ، ومهدت لها السبيل والظروف لاكتساح مقاعد البرلمان ، وتشكيل الحكومة التي تقودها هذه الأحزاب بالتعاون مع الأحزاب القومية الكردية .
لقد كان من نتائج السياسة الأمريكية المتهورة أن بات الفكر الديني المتخلف والطائفية المقيتة تهيمن على الساحة العراقية بقوة سلاح الميلشيات التابعة للأحزاب الطائفية كمنظمة بدر ، وما يسمى بجيش المهدي ، وحزب الله وحزب الفضيلة ، ومدعومة من قبل ملالي طهران المتربعين على السلطة في إيران ، والطامحين في الهيمنة على العراق من خلال هذه الأحزاب الدينية الشيعية .
وتخوض هذه الأطراف الثلاثة صراعاً مسلحاً وعنيفاً فيما بينها ، تنعدم فيه كل قيم الإنسانية ، وتهان حقوق الإنسان بفظاعة ليس لها مثيل ، حيث أوصلتنا هذه القوى إلى الحد الذي بات فيه الأخ الشيعي يقتل أخاه السني ، ويقتل الأخ السني أخاه الشيعي على الهوية وبدم بارد ، ويجري التطهير الطائفي على قدم مساق في عموم البلاد حيث يضطر المواطنون إلى ترك مساكنهم تحت تهديد القتل ، ويتساقط كل يوم العشرات من المواطنين برصاص القوى الطائفية من الجانبين ، حتى بات العدو الرئيسي لكل طائفة ليس المحتلين وجيوشهم بل المواطنين العراقيين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق .

4 ـ الطرف الرابع : ويتمثل بالقوى العلمانية واليسارية والديمقراطية واللبرالية التي جرى تهميشها من قبل المحتلين الأمريكيين من جهة ، ومن القوى والأحزاب الدينية الطائفية ، والأحزاب القومية الكردية من جهة أخرى ، والتي كانت قد استهدفها النظام الصدامي القمعي بكل وحشية خلال حكمه البغيض ، بالإضافة على تمزقها وتشرذمها ، وعدم اغتنامها الفرصة لتوحيد صفوفها وتوسيع نشاطها ، وخاصة خلال الانتخابات البرلمانية مما أدى بالتالي على اضمحلال دورها المؤثر على الساحة السياسية العراقية ، وترك المجال واسعا لهيمنة الأحزاب الدينية الطائفية والفكر الديني المتخلف الذي بدأ يكتسح الفكر البعثي الفاشي الشمولي ، و بات يشكل خطراً جسيماً على مستقبل الديمقراطية في العراق مما يتوجب على القوى العلمانية ممارس النضال الجاد والفعال من أجل التصدي لهذا الفكر الظلامي الذي أعاد العراق القهرى مئات السنين .

5 ـ الطرف الخامس: والمتمثل بقوى الأحزاب القومية الكردية التي تحالفت مع قوى الإسلام السياسي ، وتخليها عن حليفها الأساسي على المديين القريب والبعيد المتمثل بالقوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية واللبرالية والتي تشكل الضمانة الأكيدة لقيام نظام ديمقراطي في العراق ، والذي هو بدوره يشكل الضمان الأكيد للفيدرالية في كردستان العراق .
إن دعوات تقسيم العراق باسم الفيدرالية ، وقيام كيان طائفي في جنوب ووسط العراق كما يدعو له السيد عبد العزيز الحكيم ، والدعم الذي يلقاه من القيادة الكردية ستكون له أثار سلبية بالغة الخطورة على مستقبل القضية الكردية ، وعلى مستقبل العراق ، ولو قدر لمشاريع التقسيم هذه أن تتحقق فسوف لن تهدا النيران في العراق ، وسيكتوي فيها الجميع دون استثناء .إن الانكفاء على الذات لا يبعد الخطر عن كردستان العراق .
إن مستقبل العراق اليوم يتهدده خطر كبير جداً يتطلب تشكيل جبهة واسعة تضم كل القوى والعناصر اليسارية والعلمانية واللبرالية والديمقراطية للوقوف في وجه الهجمة الظلامية المتخلفة للقوى والأحزاب الدينية الطائفية التي هيمنت على السلطة في البلاد ، وإن أي تلكأ أو إهمال لهذا التوجه سيوصل العراق نحو مستقبل كإرثي . إنها مسؤولية كبرى تقع على عاتق هذه القوى والعناصر ، وعليها أن تسعى في هذا السبيل لتجميع قواها وزجها في النضال من اجل عراق ديمقراطي علماني موحد ، وكبح جماح التعصب الطائفي والقومي الشوفيني الذي بات يهيمن على البلاد ، وإفشال كل المحاولات التقسيمية للوطن باسم الفيدرالية التي باتت تهدد بقيام نظام استبداد ديني طائفي مقيت في البلاد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حما ...
- ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟
- أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق
- فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق
- لبنان ضحية حرب إجرامية
- ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها
- إلى أي مصير تقودون العراق وشعبه ؟
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الرابعة والأخيرة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الثالثة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز-الحلقة الثانية
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
- حذار قبل أن يأتي الطوفان
- حكومة إنقاذ وطني علمانية مستقلة هو الحل
- تسييس الدين يفسد الدين والسياسة
- ماذا يريد الجعفري ؟
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن


المزيد.....




- إفلات الكيان الصهيونى من العقاب يضع مصداقية العدالة الدولية ...
- اشتباكات عنيفة بين شرطة اليونان ومتظاهرين ضد محاكمة مصريين ب ...
- انتقادات من اليمين واليسار بسبب غزة.. وفيديو يوثق اقتراب محت ...
- لليوم الثامن على التوالي.. غضب المتظاهرين الألبان يشتعل أمام ...
- بيان صادر عن عن المجلس الوطني لاتحاد متقاعدي/ات التعليم بالم ...
- الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت ...
- تجديد 15 يوم لمعتقلي “بانر التضامن مع غزة” بالإسكندرية
- وقفة احتجاجية نادرة أمام البرلمان ضد فصل الموظفين بزعم تعاطي ...
- الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي تساند وتدعم ال ...
- وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد الحمداني - من أجل جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبرالية