أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - فيروز ---- عزف على أوتار الذاكرة ؟!














المزيد.....

فيروز ---- عزف على أوتار الذاكرة ؟!


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


الكثيرون يربطون بين فيروز وقهوة الصباح ، وبفنتازية سحرية يتخيّل لهم إن فيروز والقهوة " طقس صباحي " ولا زلتُ وأنا في خانة الثمانين من العمر أدمن على هذا الطقس الجميل كل صباح وأستسلم تماماً لسحر صوتها وهي تغني (يا بياع الخواتم بالموسم اللي جاي – جيبلي معاك شي خاتم – يا بياع الخواتم راح يتركني حبيبي –أحبس لي حبيبي بخاتم ) وتدخل في لحظات تأمل صوفي حين يأسرك سحر الصوت وسحر اللحن وسحر الأحساس وهكذا يأخذ بتلابيب العقل التي هي فعلاً " معجزة الجمال " فالأستماع إلى فيروز ليس سهلاً إن فيه معاناة من نوع خاص لمن تحمل كل كلمة وكل لحن عندهُ طوفاناً من الصور والذكريات التي عاشها ولم يعشها ، وربما أنا المغترب معني بهذه الأرهاصات الحلوة والمرّة ،حين أستمع لأغنية بغداد وهو أمرٌ يعنيني ويعزيني وهنا أقف عندها لأصلي لمدينتي الحبيبة الغافية على ضفاف دجلة الخير ومفارقها منذ ربع قرن وهي تصدح ( بغداد والشعراء والصورُ ذهب الزمان وضوعهُ العطرُ ) ، فأدمنا على صوتها الملائكي الرخيم فلا تتم صباحاتنا ومفردات أيامنا إلا بصوت جارة القمر ينبعثُ دافئاً هامساً يمنح الفرح والتفاؤل .
وقد سطرت مسيرة فنية وأنسانية مستمرة لآكثر من ستين عاماً قدمتْ خلالها 800 أغنية ، جاءت نهاد رزق وديع الشهيرة بأسم فيروز من قرية جبل الأرز في قضاء الشوف اللبناني لتبدأ مشوارها الغنائي منذُ عام 1940 وكان عمرها أنذاك ستة سنوات لتنظم إلى الكورس الأذاعي اللبناني وأكتشاف خامة صوتها الغنائي " حليم الرومي " الذي أطلق عليها أسم " فيروز " .
وما أشهى الحديث عن " فيروز " جارة القمر، عصفورة الشرق ، قيثارة السماء ، سفيرة الأحلام ، سيدة الصباح ، المعجزة ، ولادة بيروت 1935 ، قدمت مع الأخوين الرحابنة العديد من الأوبريهات والأغاني ، وسرعان ما لمعتْ بالنجومية بعد عام 1952 مع الأخوين في توليف ومزج بين الأنماط الغربية والشرقية مع الألوان اللبنانية في مضمون موسيقاها وأرثها الحضاري ، وفولكلورها التأريخي العريق .
وساعدها صوتها العذب الرخيم الذي يمتاز بأنسيابية وشفافية مخملية عذبة تداعب شغاف القلب طواعية ، مع عرض سلايدات للطبيعة اللبنانية الساحرة بخيال فنتازي ممتع حين تحكي ( غنياتها ) القصيرة بلسان حكواتي لبناني متجلبب لحد الطربوش بذلك الحب والعشق الصوفي المؤطر بالأنسنة وبرومانسية قروية فطرية مجردة من العبثية الصبيانية فهي حقاً ثورة في الموسيقى العربية خاصة بعد 1970 بعد الحرب على لبنان ، وذلك لأن أغنياتها بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع حيث غنّتْ للحب والقدس – لتمسكها بالقضية الفلسطينية – والأطفال ، وللحزن والفرح والوطن والأم ، وغنّتْ ياجارة الوادي الرائعة من تلحين العبقري المصري محمد عبدالوهاب ، ومن بعد الثمانينات أتجهت موهبتها الفنية إلى الألق والسمو الروحي باستثمار الموهبة الموسيقية الخلاقة لدى أبنها ( زياد رحباني )حيث طلعتْ علينا بتوليفةٍ جديدة بين الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية ، وأبدعت في تقديمها للعمل المسرحي ، وأحياناً تأخذ المسرحية نقداً لحاكم الشعب ، وفي تمجيد البطولة ، وهل في الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ في ( غنيتها) الرائعة : يا أنا --- يا أنا وياك صرنا القصص الغريبه ، يا أنا ---ياأنا أنسرقتْ مكاتيبي ، وعرفوا أنك حبيبي!!! ، أنها روائع ودرر ما غنّت هذه الشحرورة اللبنانية بمقاربات حسيّة ووترية تبدو وكأنّها مستوحاة من أنغام سمفونية الموسيقار النمساوي المبدع " موزارت 40 أو 41 ذات الأيقاعات الوترية المتماثلة .
ومن أغاني فيروز الأكثر شهرة : ربما أخرج من دائرة الحياد وبأنتقائية أكتب لكم الأغاني التي أهواها وأعشقها أمنيتي أن تلقىى رضاكم :
جارة الوادي وأكتب أسمك يا حبيبي ، ونسّم علينا الهوى ، وسألوني الناس ، وأعطني الناي وغني ، وأنا --- يا أنا ، وقدمت عدداً من الأغاني لمحمد عبدالوهاب في ستينات القرن الماضي منها يا جارة الوادي ، وخايف أقول ، وقدمت 15 مسرحية من أشهرها بياع الخواتم ، كما قدمت ثلاث أفلام سينمائية ، وبهذا أجزم أن فيروز ظاهرة الأنبعاث الثقافي لبيروت في الخمسينات والستينات والسبعينات ، وهي المطربة الوحيدة الباقية من جيل الكبار في الغناء العربي .
قالوا فيها :
-جاءت السيدة ذات الصوت المائي ، هجمت ك--- مكتوب غرام من كوكبٍ آخر ، هجمت كتفاصيل حبٍ قديم ، ومررنا تحت أقواس صوتها الحضاري فتحضرنا ، وغمرتنا بالنشوة والوجود ( نزار قباني) -
-أنها تجعل الصحراء أصغر ، وتجعل القمر أكبر( محمود درويش )
-إن صوت فيروز أجمل صوت سمعتهُ في حياتي ، وهو نسيج وحدة الشرق والغرب( مغنية الأوبرا الهنغارية " أنا كورسك " .
وأخيراً/ ماذا تعني زيارة الرئيس الفرنسي أيمانوئيل ماكرون لفيروز ؟
ربما تعني أن زيارة ماكرون يريد توجيه رسالة ما !!! من خلال تقديمه فيروز على كل كبار المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانييين ، وأعجبني مداخلة الكاتب والأعلامي " غسان شيربيل " في هذه الزيارة الملفتة للنظر قرأتها في جريدة الشرق الأوسط اللندنية: {إنهُ جميلٌ أن يدخل أيمانوئيل ماكرون لبنان في زيارته الثانية الجديدة من منزل فيروز ماراً بالأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر ، ولعل الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي عاند العواصف الذي هو جسر فيروز الذي لم يبق الكثير مما يجمع بين اللبنانيين } .
وهكذا الدنيا --- العابرون لا يتكررون ، والراحلون لا يعودون ، ربما ---- وربما --- القادم أجمل 



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مخاض التغيير يمكن أعتماد التجربة التنزانية !؟
- ديستوبيا----- فيلم - الحب واللاحب وما بينهما -
- المطالبة بألغاء إتفاقية - خور عبدالله - المذلّة ؟!
- كتائب قمامة المحتل الأمريكي--- الشركات الأجنبية في العراق!
- النقمة المقدسة في ديوان حميد الحريزي - مشاهدات مجنون في عصر ...
- المخرجات الفاشية للتجنيد الألزامي --- كوابيس لعنة في ذاكرة ا ...
- الفنتازيا في رحلة دانتي والمعري للفردوس والجحيم !؟
- الأقتصاد العراقي في أحضان الصندوق الأسود !؟
- كتاب اللادولة لفالح عبد الجبار---- مآلات الوضع العراقي
- لميعه عباس عماره --- رائدة الأدب العراقي
- مشروع الدكتور سمير أمين المعرفي /ونظريته في الأقتصاد - التطو ...
- كارل ماركس --- ---- والحركة النسوية؟!
- جورج أورويل ------ متنبي الغرب؟!
- حقاً إنّ يوسف أدريس تشيخوف العرب
- نجيب محفوظ ----- ملك الرواية
- الأقتصاد العراقي إلى أين !؟
- الواقعية السحرية في رواية -بيت الأرواح - لأيزابيلا الليندي
- سايكولوجية البنية السردية لرواية ---- وكر السلمان - للروائي ...
- مشروع ميناء الفاو الكبير----- وأضطراب مؤشر البوصلة!؟
- ملحمة -الأنياذة - للشاعر فيرجيل


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - فيروز ---- عزف على أوتار الذاكرة ؟!