أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - الشيعية السياسية وليس الشيعة














المزيد.....

الشيعية السياسية وليس الشيعة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7049 - 2021 / 10 / 16 - 12:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الشيعية السياسية وليس الشيعة
الاستبداد السياسي وليس الاحتلال

اشتباكات الطيونة ليست من صنع الشيعة، بل من صنع الشيعية السياسية. والفارق ليس شكلياً ولا لفظياً. إنه الفارق بين التعبير بلغة طائفية أو مذهبية والتعبير بلغة السياسة. الذين تظاهروا البارحة، نخباً بحسب الوزير أو مدججين بالسلاح هم من الشيعة لكنهم لم يتظاهروا لكونهم شيعة ولا بدافع انتمائهم الديني. ولم يتكرر إسم الحسين في حناجر مسلحيهم الملتحين تكريماً لذكراه ولشهادته في وجه ظالميه بل بغاية تعبوية وعلى سبيل التحدي وشحذ الهمم.
الشيعي الذي دخل إلى عين الرمانة غازياً لا يعرف أن السيارة التي حطم زجاجها قد تعود لشيعي آخر هارب من غيتو الشيعية السياسية، وأن عدداً كبيراً من الشيعة تخلوا بكامل حريتهم عن السكن بين أبناء ملتهم والتحقوا بمن أرغموا على هجر منازلهم أو إخلائها أو بيعها في لحظات متفرقة من الحرب الأهلية.
من يستخدم تعبير الشيعة أو الثنائي الشيعي أو الغيتو الشيعي وكل مشتقاته اللغوية يدعم، بقصد أو بغير قصد، خطة تحويل الصراع من سياسي إلى طائفي ونقله من النطاق الوطني إلى حروب بين المناطق والأحياء والزواريب.
أزمة الوطن هي أزمة القوى السياسية في الحكم وفي المعارضة التي أدارت شؤونه وبددت بذور الديمقراطية التي نشأ عليها وحولته إلى نظام استبدادي فعطلت الدستور وانتهكت القوانين ودمرت المؤسسات واستباحت القيم وألغت الفصل بين السلطات، وما غزوة الشيعية السياسية على عين الرمانة وفرن الشباك إلا فصل من فصول الحملة الممنهجة على السلطة القضائية لإلغائها وتحويلها، كما في أنظمة الحزب الواحد، الدينية أو القومية أو اليسارية، من سلطة مستقلة إلى فرع من أجهزة المخابرات.
بعض وسائل الإعلام والقوى المعارضة تخدم مشروع الشيعية السياسية حين تشخص الأزمة فتراها أزمة احتلال فحسب. ما من عاقل أو مجنون ينكر دور العوامل الخارجية في أزمة لبنان. لكن التجربة قدمت الدليل على أن القوى الخارجية لم تتدخل إلا بطلب من قوى داخلية. هذه كانت حالة التدخل الاسرائيلي والسوري والإيراني، وهي حالة كل أشكال التدخل الأخرى العربية والدولية.
القول بالاحتلال يستدعي القول بالتحرير أي بالمقاومة، أي بتشريع السلاح من خارج الدولة. هنا يتساوى الجميع في تقويض بنية الدولة الدستورية، إذ لا فضل لمقاوم على مقاوم إلا بقدرته على استيراد الأسلحة التي تستخدم في البداية ذريعة للتحرير ثم تتحول بعد ذلك أداة للحروب الأهلية. هذا لا يقال فحسب عن سلاح حزب الله بل عن كل سلاح آخر، بما في ذلك سلاح الأحزاب اليسارية التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي أو سلاح حزب الكتائب والقوات اللبنانية في مواجهة الفلسطينيين.
في غياب العامل الداخلي يغدو الاحتلال عارياً. إسرائيل لم تجد سنداً لها بعد انسحابها إلا شبكات معزولة من العملاء الأفراد. أما النظام السوري فينام ملء جفونه مطمئناً، بعد انسحاب جيشه، إلى من يقوم مقامه في كل شاردة وواردة، بدءاً بالمعابر غير الشرعية التي حملت في ظل وجوده إسم الطريق العسكري، وعليها مر ميشال سماحة وبعده حاملو العبوات الناسفة، وصولاً إلى معبر النيترات عبر المرفأ، وبينهما عمل دؤوب تقوم به المنظومة الحاكمة لتدمير الدولة ومؤسساتها.
أفضل عبارتين تستقوي الشيعية السياسية بهما أمام جمهورها لحشده وتعبئته وحقنه طائفياً هما "الاحتلال الإيراني" وتعريف الثنائي بأنه ثنائي "شيعي". وأفضل السبل لتنفيس هذا الحقن مواجهة الأزمة ضمن إطار وطني جامع يشمل كل المناطق والطوائف ويضم كل قوى الاعتراض الراغبة بإحداث تغييرات جذرية في النظام تحت سقف الدستور وبعيداً عن العنف. ولا بد أن يكون المتظاهرون، نخبة أو رعاً، قد تعلموا من تجربة البارحة أن الالتزام بأحكام القانون واحترام القضاء واستقلاليته أقل كلفة من التضحية بالأنفس والأموال والأمان.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)
- الخروج المبكر من الجامعة
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(1من 4)
- الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً
- الثورة وبرلمان 2022
- قيلولة نضالية
- سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان
- الصراع بين المثقف والسياسي
- نصيحة جعجع الشيعية
- مشيخة الفلاحين
- مغدوشة أم طورا بورا؟
- من مدرسة الحطب إلى السوربون
- فساد بالسوية استبداد بالرعية
- زمن الدستور وزمان الزعيم
- عن المسترئس حين يصير -مناضلاً-
- كائنات خرافية تحكم لبنان
- من حضارة الأرض إلى العمل المأجور
- حزب الريف أم حزب المثقفين أم حزب العمال والفلاحين؟
- الحزب القديم مات وحركة الإنقاذ ليست بديلاً


المزيد.....




- -قتلها ولم يتوقف-.. سائق قارب يصطدم بمراهقة في البحر دون علم ...
- التلفزيون الإيراني يدعو الإيرانيين إلى الصلاة من أجل الرئيس ...
- رؤساء وزعماء تعرضوا لحوادث في الجو.. بعضهم نجا والآخر فقد حي ...
- رئيس المجلس الأوروبي: الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب ما يتعلق ...
- تعليق أميركي وتحرك عراقي بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني
- ماذا نعرف عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟
- ماذا نعرف عن حادثة مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟
- شاهد: لحظة وصول طواقم الإنقاذ إلى موقع حادث طائرة الرئيس الإ ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد لإسقاطها مسيرة إسرائيلية في خان يون ...
- رئيس هيئة الأركان: القوات المسلحة الإيرانية توظف كل قدراتها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - الشيعية السياسية وليس الشيعة