أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الرّوح (6-10)















المزيد.....

الرّوح (6-10)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 19:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقام الإنسان وترقّياته بعد الصّعود
إنّنا إذا نظرنا إلى الكائنات بعين البصيرة نجد أنّها تنحصر في ثلاثة أقسام، وهي ككلّ إمّا جماد وإمّا نبات وإمّا حيوان، فهي ثلاثة أجناس ولكلّ جنس أنواع والإنسان نوع ممتاز، لأنّه حائز لكمالات جميع الأجناس، يعني له جسم وله نموّ وله حسّ، ومع وجود الكمال الجماديّ والنّباتيّ والحيوانيّ فله كمال مخصوص محروم منه سائر الكائنات وهي الكمالات العقلية، وإذاً فالإنسان أشرف الموجودات، وهو في نهاية المرتبة الجسمانيّة وبداية مرتبة الرّوحانيّات، يعني نهاية النّقص وبداية الكمال، في نهاية مرتبة الظّلمة وبداية مرتبة النّورانيّة، لهذا قالوا إنّ مقام الإنسان نهاية الليل وبداية النّهار، يعني جامع لمراتب النّقص حائز لمراتب الكمال، فله جانب حيوانيّ وجانب ملاكيّ، والمقصود من المربّي هو أن يربّي النّفوس البشريِّة حتّى يتغلّب الجانب الملاكيّ على الجانب الحيوانيّ، فلو تتغلّب القوى الرّحمانيّة في الإنسان الّتي هي عين الكمال على القوى الشّيطانيّة الّتي هي عين النّقص لهو أشرف الموجودات، وفي حال تغلُب القوى الشّيطانيّة على القوى الرّحمانيّة يتحوّل إلى أسفل الموجودات، ولذا فهو في نهاية النّقص وبداية الكمال.
ولا يوجد تفاوت وتباين وتضادّ وتخالف بين أيّ نوع من أنواع الموجودات كما هو في نوع الإنسان. فأنوار الألوهيّة تتجلّى على البشر مثلما تجلّت في المسيح، ففي هذه الحالة نرى مدى عزّة الإنسان وشرفه، وكذلك نرى الإنسان يعبد الحجر والمدر والشّجر، فانظروا في هذه الحالة ما أذلّ الإنسان حيث أنّه يعبد أحطّ الموجودات يعني الحجارة والطّين والجبل والغابة والشّجر وكلّها لا روح لها، فأيّ ذلّة أعظم من أن يصير أحطّ الموجودات معبود الإنسان، فالعلم صفة الإنسان وكذلك الجهل، والصّدق صفة الإنسان وكذلك الكذب، والأمانة صفة الإنسان وكذلك الخيانة، والعدل صفة الإنسان وكذلك الظّلم، وقس على ذلك.
وبالاختصار فجميع الكمالات والفضائل صفات للإنسان وكذلك الرّذائل، انظروا أيضاً إلى التّفاوت بين أفراد النّوع الإنسانيّ، فقد كان حضرة المسيح في صورة البشر وقيافا في صورة البشر، وحضرة موسى كان إنساناً وفرعون كان إنساناً، وهابيل كان إنساناً وقابيل كان إنساناً، من أجل هذا يقال إنّ الإنسان هو الآية الإلهيّة الكبرى يعني هو كتاب التّكوين، لأنّ جميع أسرار الكائنات موجودة في الإنسان، إذاً لو تربّى في ظلّ المربّي الحقيقيّ يصير جوهر الجواهر ونور الأنوار وروح الأرواح، ومركز السّنوحات الرّحمانية ومصدر الصّفات الرّوحانيّة ومشرق الأنوار الملكوتيّة ومهبط الإلهامات الرّبانيّة، أمّا لو حرم فإنّه يكون مظهر الصّفات الشّيطانيّة وجامع الرّذائل الحيوانيّة ومصدر الشّؤون الظّلمانيّة، هذا هو حكمة بعثة الأنبياء لتربية البشر حتّى يصير هذا الفحم الحجريّ ماساً، ويتطعّم هذا الشّجر غير المثمر فيعطي فاكهة في نهاية الحلاوة واللّطافة، وحينما يصل الإنسان إلى أشرف مقامات العالم الإنسانيّ فعندئذ يترقّى في درجات الكمالات لا في الرّتبة، لأنّ المراتب محدودة ولكنّ الكمالات الإلهيّة لا تتناهى، وللإنسان ترقٍّ في الكمالات لا في الرّتبة سواء قبل مفارقة هذا القالب العنصريّ أو بعده، مثلاً إنّ الكائنات تنتهي إلى الإنسان الكامل، ولا يوجد موجود آخر أعلى منه، ولكنّ الإنسان الذّي وصل إلى الرّتبة الإنسانيّة له التّرقّي بعد ذلك في الكمالات لا في الرّتبة، لأنّه لا توجد رتبة أعلى من رتبة الإنسان الكامل حتّى ينتقل إليها فله التّرقّي فقط في الرّتبة الإنسانيّة، لأنّ الكمالات الإنسانيّة غير متناهية، مثلاً مهما كان إنسان عالماً فإنّه يتصوّر وجود من هو أعلم منه، وحيث أنّ الكمالات الإنسانيّة غير متناهية فبعد الصّعود من هذا العالم يمكنه أن يترقّى أيضاً في الكمالات.(ع.ع)

" اعتبروا الموت بأنه عين الحياة " (حضرة عبد البهاء)

إن التعاليم البهائية عن سر الموت والحياة، وهو السر المكنون خلف حجاب الغموض والإبهام من شأنها أن تهب العقول الحائرة والقلوب الحزينة رسالة مشرقة بالأمل والعزاء، وتدفعها شوقاً إلى الحياة النبيلة، لأن بهاء الله رسول الحق فى هذه الدورة الجديدة، وابنه عبد البهاء المبين لتعاليمه، قد أزاحا بعض الستر الذى يحجب ذلك الخفاء، وكشفا عن الشئ الذى كان يبدو عبثاً وعقيماً ولكن أسرار الحياة الأخرى ومكنونات الكون مما لايمكن الكشف عنها كاملاً طالما أن لغة البشر هى بالقياس كلغة الأطفال بحيث يكون من المستحيل علينا فى هذه الحياة الدنيا أن نفهم هذه الحقيقة فهماً دقيقاً. غير أنه لابد لنا من فهم طائفة من الحقائق من شأنها أن تنير أفكارنا وتحيط جهودنا فى حياتنا الأرضية بالإلهام والإرشاد. ولذلك يبدو أن من الضرورى لكى نعرف شيئاً عن كُنْه الوجود فى الحياة الآخرى. أن نفهم غاية هذه الحياة وبأى نظرة يجب أن ننظر إليها.
عالم الأجنة
تعلمنا أن حياة الجسد ماهى إلا مرحلة الجنين من وجودنا ويمكن تشبيهها بالجنين فى رحم الأم حيث ينمو ويترقى فى الهيئة والملكات التى يحتاج إليها فى العالم الآلى.وكذلك الإنسان يحتاج فى حياته الأرضيه إلى تنمية قواه الكامنة وقابلياته أى الصفات الروحانية التى ليست فقط تمكنه من مغالبة الحياة والحصول على السعادة الروحية بل أيضاً تهيئة، عند الممات لميلاد جديد فى الحياة الآخرى. وعلى هذا تكون الغاية من الحياة على الأرض ليست سوى مرحلة لتمكين الإنسان من تنمية ملكاته بالاستفادة من التجارب التى يجتازها فى حالات الفرح والحزن والكفاح والتحصيل والنشاط الموجه توجيهاً صحيحاً، فالمحبة والصفاء والتواضع وإنكار الذات والإستقامة والحكمة والإيمان وخدمة الإنسانية هى الصفات التى عليها تقدم حياته فى عوالم الخلد.
"يا ابْنَ الرّوح - فى أول القول أملك قلباً جيداً حسناً منيراً لتملك ملكاً دائماً باقياً أزلاً قديماً". (حضرة بهاء الله)
الجسم العنصرى
إن الأجسام المادية مكونة من ذرات، فإذا بدأت هذه الذرات فى التفرق دبَّ الإنحلال ويأتى مانسميه الموت. وهذا التكوين الذرى الذى يتركب منه الجسم أو العنصر الفانى فى كل مخلوق هو مؤقت، فإذا إنعدمت قوة الجاذبية التى تؤلف بين هذه العناصر توقف البدن عن الحياة. أما فى الروح فالأمر يختلف لأن الروح ليست مركبه من عناصر متحدة أو مكونة من مجموعة ذرات، ولكنها من جوهر واحد لا يتجزأ وهى لذلك خالدة، وبما أنها خارجة بالكلية عن نظام التكوين المادى فلا يعتريها فناء.
وعلى هذا يكون الجسم المادى ليس إلاّ غطاءً للروح، وهو واسطة التعبير فى عالم المادة، فإذا تنحى الغطاء جانباً تحررت الروح من عقالها، ويمكن ببساطة أن نشبه مرحلة الإنتقال هذه باليرقة التى تخرج من سجن الشرنقة فى هيئة فراشة تنطلق إلى آفاق جديدة. إلى دنيا أوسع وأفسح من النور والحرية. ومع ذلك فهذا التشبيه لا يعتبر منطبقاً من كل الوجوه، لأن الروح ليست داخلة فى الجسد بل متعلقة به أو بعبارة آخرى منعكسة عليه كما تنعكس الشمس على المرآة فاٍذا كسرت المرآة لن تتأثر شمس الروح. فالروح إذاً تستطيع أن تقوم بوظائفها بوساطة الصورة الآلية وبغير وساطتها على حد سواء، ولنا فى حاله النوم مثال لقوى الروح المستقلة حيث نجد وقد توقفت كل القوى الآلية – إننا نستطيع أن نرى ونسمع وننتقل بل ونعرف فى بعض الأحيان أشياء لم نكن نعرفها ونحن فى حالة اليقظة. فالجسم محدود بالحيز والرؤية ولكن الروح لا ترى وليس لها حيز، والزمان والمكان هو من خصائص الأجسام وحدها.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما ...
- الرّوح (5-10)
- (12-13) يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجا ...
- الروح (4-10)
- (11-13) يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجا ...
- الرّوح (3-10)
- (10-13) يا أمة الإسلام.... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وج ...
- (9-13) يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجاء ...
- الرّوح (2-10)
- الروح (1-10)
- يا أمة الإسلام… عفواً… قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعد ...
- (7-13) يا أمة الإسلام.... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجا ...
- (6-13) يا أمة الإسلام.... عفواً.... قد انتهى حكم ما بينكم وج ...
- ماهية الفداء
- يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما ...
- بهاءالله في القرآن (43) --المركز العالمي البهائي حول بيت الم ...
- (4-13) يا أمة الإسلام.... عفواً قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خ ...
- (3-13) يا أمة الإسلام.....عفواً قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خ ...
- (2-13) يا أمة الإسلام.. عفواً قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ...
- (1-13) يا أمة الإسلام....عفواً قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خب ...


المزيد.....




- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- تهديدات -كاذبة- تطاول 3 معابد يهودية في نيويورك
- تهديدات -كاذبة- بوجود قنابل تستهدف معابد يهودية ومتحفا في ني ...
- الكنائس الفلسطينية: منع وصول المصلين لكنيسة القيامة انتهاك ل ...
- مطبوعة عليها يد النبي محمد.. جدل على مواقع التواصل بشأن وثيق ...
- ألمانيا: مظاهرة لمجموعة متطرفة طالبت بـ-تطبيق الشريعة وإقامة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الرّوح (6-10)