أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمس الدين تالباني - الى أين تسير أفغانستان و المنطقة؟














المزيد.....

الى أين تسير أفغانستان و المنطقة؟


شمس الدين تالباني

الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


13.8.2021
ذات مرة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي حين كان أفغانستان محتلا من قبل القوات السوفياتيه وتحت حكم محمد نجيب الله، رئيس جمهورية أفغانستان الديمقراطية، تجد نفسها في حرب أهلية دموية، سألت صديقي الأفغاني: هل بامكانك أن توضح لي ، ماهي أهمية أفغانستان، رغم عدم غنائها للموارد الطبيعية، لدول الجوار؟
فكان رده ردا بسيطا: انها التأريخ و الجغرافيا سوية.
فبينما كنا نشرب الشاي مع القند سرد ليو بعفوية شبابية بأن للشعب الأفغاني تأريخ عريق في المنطقة، التي كانت تسمى آريانا.
سألته و ما علاقة أفغانستان بآريانا؟
جاوبني بأنه ليس بمؤرخ لكن حسب مايراه فأنهم يتحدثون إحدى اللغات الإيرانية الآريانية و هذا هوالسبب بأننا رغم البعد الجغرافي بين أفغانستان و كوردستان لا نزال نتفاهم بلغة مشتركة و قريبة من بعضها البعض و بدون مترجم، وكنا نتحدث دري و نناقش لماذا تسمى الكرسي صندلي أو جوكي بالفارسية او الدرية.
بدأ مرة اخرى قائلا و هل تعرف يا ساسان بأن الخطوط الجوية الأفغانية تحمل إسم آريانا أيظا؟
الآن عرفت ذلك ، لكن ماذا عن الجغرافيا؟
إنها بلاد الجبال و الشعوب و المذاهب المختلفة ، هناك كانت حروب إيران و توران القديمة وموقعها الحالي بين الدول طاجيكستان،تركمنستان ، اوزبكستان، ايران، باكستان و الصين (٧٥ كم فقط) تجعلها دولة مغلقة و معتمدة على هذة الدول في جميع علاقاتها السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية و لذلك يعتبر كل واحد منهم أفغانستان كحديقته الخلفية وو كيلها في المحافل الدولية.
صوب أفغانستان جاء أسكندر و رحل، جاء الانجليز ورحلوا، جاء الروس و ذهب الروس، جاء طالبان، أعدم محمد نجيب الله ، رئيس جمهورية أفغانستان الديمقراطية، في الشارع ،جاءت أحداث ١١ سبتامبر و دخول الامريكان و ابعاد طالبان من الحكم.
اليوم بعد المباحثات الجارية بين الحكومة الافغانية و طالبان، بعد سنين من الحروب و الدمار، والقرار الامريكي بارجاع قواتهم و قوات الناتو من أفغانستان و فكرة التسليم الكامل لمطار كابول للقوات التركية المرابطة في المطارحاليا، كي تبقى مفتوحا للدبلوماسيين و الأفغان العاملين مع القوات الاجنبية و لكي لا تحصل ماجرى في فيتنام، كما تطرقت وزيرة الدفاع الالمانية الى الحدث يوم أمس. طالبان من جانبها رفضت فكرة إدارة و حماية المطار من قبل القوات التركية رغم العلاقات القديمة و الجيدة بينهم و منها وجود أكثر من نصف مليون لا جئ أفغاني في تركيا و توسع في نفس الوقت سيطرتها على ١١١٢ ولاية ومنذ يوم أمس على غزنة الأستراتيجية القريبة من كابول.
هل تريد طالبان السيطرة على كابول؟
امريكا و(الناتو) انسحبت من أفغانستان بعد مباحثات سرية و علنية و لعوامل عقلانية و استراتيجية و بإمكانهم الحفاظ على مصالحهم و امنهم، عن بعد، خلال التعاون مع القوى المحلية، وكل من باكستان، الهند، روسيا و الصين يريدون أن يكونوا بعد الانسحاب الكامل شركاء لطالبان أو أن يكون لهم دور عند أي تغير تحدث و لهم مع طالبان علاقات قديمة و لكل منهم أسبابه.
فروسيا تعتبر الجمهوريات السوفيتية السابقة المحاذية لأفغانستان مناطق نفودها و لا تريد تغلغل إسلامي اليها، كذلك الصين الذي التقى موظف كبير من وزارة خارجيتها مع الملا برادر نهاية شهر جوليو و بصورة رسمية و بروتوكولية على الاراضي الصينية، تريد من طالبان السيطرة على حركات المقاتلين الايغور عبر الحدود المشتركة و منعهم من دخول الاراضي الصينية.
كما إن العداء الهندي-الباكستاني تجعل من أفغانستان حديقة خلفية ومنطقة مهمة جدا لباكستان في حالة حرب هندية- باكستانية. وفي نفس الوقت تنتظر باكستان من طالبان كبح جماح طالبان-باكستان.
إيران ترى نفسها بين ليلة و ضحاها محاطة بجارة سنية و حركة دينية بدلا من حكومة موالية لامريكا و عليها إعادة حساباتها الداخلية و على الحدود الشرقية والغربية من جديد لأن وجود طالبان، حسب بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية، ستحد من قابلية تمدد إيران صوب الدول السنية.
أول الخطوات بدأتها إيران قبل اسبوع خلال زيارة رئيس أقليم كوردستان لإيران، بمناسبة تنصيب الرئيس الايراني الجديد، حيث تم رفع علم كوردستان دون رفع العلم العراقي في مطار مهرآباد وعلق عليها وزارة الخارجية الايرانية، بعد ضغوط ديبلوماسية، بان العملية كانت خطأ بروتوكوليا. إذن اصبح اليوم طالبان، رغم عدم سيطرتها على كابول، لكن لعمقها في إيران و باكستان و دول الجوارالأخرى، شريكا للكل في المنطقة بعد أن كانت منظمة إرهابية قبل بضع شهور و طالبان بدورها تلعب لعبة متمكنة و يضمن للجميع و منذ مدة و بين السطور بأن هدفه هو أفغانستان فقط و لا طموح له خارج أفغانستان أي لا تصدير لا فكار طالبان الى خارج الحدود.
و بهذا يمكن إيجاد حل للمشكلة الأفغانية المزمنة و لفتح الطريق أمام تطوير البلد و علاقات طبيعية مع دول الجوار و دول العالم كي تطير آريانا الى مطارات العالم.
لذا فان الحفاظ على أرواح المواطنين و الأجانب و بصورة خاصة من المستثمرين ومن السلك الديبلوماسي في أفغانستان ضرورية لا دامة العلاقات المستقبلية و لإعادة أفغانستان و بدور ريادي جديد في المنطقة الى حضن الشرعية الدولية.
عند قرائتي و استنتاجاتي للاحداث تذكرت صديقي الافغاني و مشاكل أفغانستان قديما وحديثا، تلك الدولة الفقيرة التي لم تحتل لكنها في دوامة و أزمة دائمة و نتمنى أن تكون المباحثات بين الأفغان و بين الأفغان والدول المعنية مباحثات ناجحة و أن تعود السلام الى أفغانستان و المنطقة و العالم دون إراقة دماء!
ختاما نتمنى أن نرى البسمة على وجه شربت جوله (شه ربت گوڵه) التي صورها ستيف ماكوري منتصف الثمانينات من القرن الماضي و أصبحت جزءا من الفن العالمي العابر الحدود و الامنيات و الايدلوجيات.

لكم منا خير الكلام
لكم ولنا و للعالم السلام



#شمس_الدين_تالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراهية الثور المجنح لماذا؟
- السلام و الأمان عبر قمة واحدة أم قمتان
- هل كانت قمة انقرة بداية لخروج تركيا من الناتو ؟
- الهلال الكوردستاني....هلال الامان بين المذاهب و الاديان
- اذلال كانوسا أم انتصار العقل
- زيارة رئيس اقليم كوردستان الى الولا يات المتحدة الامريكية ما ...
- هل تتبخر حلم كوردستان بين صنعاء و لوزان ؟
- تنبؤات سام هنتنكتون بين الخداع و الابداع
- سفينة الشعوب العراقية الى اين؟
- الشعوب العراقية الى أين؟
- بعد خراب الموصل.. صوب نشوء دول الاوهام بين العراق و الشام
- حادثة سوما و الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة..
- قانون التقاعد “الموحد” أم الفرهود ... هل الشعب اليوم بحاجة ا ...
- مصر أم الدنيا ..أو .. امبراطورية العسكر


المزيد.....




- العلماء الروس يطورون دواء لعلاج الأورام الخبيثة على مستوى ال ...
- هاتف منافس من vivo يأتي بتصميم أنيق وتقنيات ممتازة (فيديو)
- أبحاث: بكتيريا الأمعاء تؤثر على سلوكنا الاجتماعي وإدراكنا لل ...
- بعد ضرب الأرض.. بقعة شمسية -متوحشة- تستهدف الكوكب الأحمر
- الجنوب العالمي شطب صيغة زيلينسكي
- رئيس الأرجنتين يرفض الاعتذار لرئيس وزراء إسبانيا بعد كلامه ع ...
- الخارجية الأمريكية تعزي بوفاة رئيسي: نؤكد دعمنا لكفاح الإيرا ...
- تقرير: الشيء الوحيد الذي يقلق واشنطن بعد مقتل الرئيس الإيران ...
- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمس الدين تالباني - الى أين تسير أفغانستان و المنطقة؟