أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رضا عباس - امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة














المزيد.....

امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 12:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


اصدرت دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة, كندا, بريطانيا , فرنسا , ايطاليا, المانية, واليابان)اعلانا تصادميا مشتركا في 13 حزيران بعد قمتها التي استمرت ثلاثة ايام في كورنوال . الاعلان كان بمثابة اعلان حرب باردة جديدة مبطنة ضد الصين. حيث شمل الاعلان من بين بنوده خطر الصين على ديمقراطيات العالم , الاعتقال التعسفي ضد الاويغور , وممارسات غير سوقية تقوض التشغيل العادل والشفاف للاقتصاد العالمي . انتقد الاعلان من قبل المختصين بانه يحمل بصمات امريكية وانه يحمل شعارات 7مستهلكة مثل حقوق الانسان , حماية الديمقراطية, و حماية الاقتصاد العالمي . هذه الشعارات التي تتعكز عليه الولايات المتحدة والغرب قد مر عليها الزمن واصبحت ادوات تتعكز عليها من اجل البقاء على قيد الحياة و المزيد من الهيمنة على مقدرات العالم .
الاعلان اتهم الصين بانها اصبحت تشكل خطر على الامن العالمي, ولا سيما في شرق و جنوب بحر الصين, عدم الشفافية في ملف وباء كورونا , و عدم احترام قواعد اقتصاد السوق . ومع كل هذه الاتهامات و تكرر المفرط لعبارة " القيم" في الاعلان يستنتج منها ان الغرب يحاول قيادة العالم الى حملة ضغط عالمية ضد الصين. الا ان هذه الحملة سوف لن يكتب لها النجاح كما نجح الغرب مع الاتحاد السوفيتي ولأسباب عديدة , ومنها ان هدف الصين ليس التمدد الإيديولوجي في العالم كما كان الحال مع الاتحاد السوفيتي بقدر التمدد الاقتصادي . الصين تريد ان يكون لها موقع ولمسة عالمية من خلال قدراتها الاقتصادية ولا يهما ايدولوجيات الدول التي تتعامل معها . الصين تتعامل مع كوريا الشمالية والسعودية وايطاليا حسب ما تقتضي المصلحة الاقتصادية . واذا كانت الدعاية الغربية ضد الفكر الشيوعي قد نجحت عالميا في القرن الماضي, فان الدعوة الى حرب باردة مع الصين , مهما كانت الاسباب , سوف لن تجد صدى واسع في العالم بل حتى في الولايات المتحدة الامريكية . لقد كان اول من رفض الحرب الباردة مع الصين هو الشعب الامريكي , خاصة عندما زاد العنف في بلده ضد المواطنين من اصول جنوب شرق اسيا والتي بلغت 3800 حادثة عنصرية عام 2020 . المواطن الامريكي ربط زيادة العنف ضد المواطنين من الاصول الاسيوية مع الحملة الادارة الامريكية ضد الصين , واعتبر هذا الحرب عامل انقسام اخر بين المجتمع الامريكي.
يضاف الى ذلك ان دول اوروبا والتي وقعت على اعلان كورنوال ليست متفقة مع جميع نقاط البيان بسبب تشابك مصالحها الاقتصادية مع الصين . يكفي من القول ان تجارة المانيا مع الصين بلغت 257 مليار دولار عام 2020 , وتجارة الولايات المتحدة معها بلغت 559 مليار دولار لنفس العام , وان الصين تملك سندات امريكية ( ديوان على امريكا) كما هو في اذار2021 قيمتها 1.1 ترليون دولار. هذا يقودنا الى ما ذكره السيد سوليفان , مسؤول الخارجية الاوربية, الذي قال ان قادة مجموعة السبع لديهم وجهات نظر متباينة حول " عمق التحدي " الصيني.
حتى ان فرض الضرائب على الصادرات الصينية من اجل زيادة الضغط الاقتصادي عليها سوف لن يجدي نفعا . لقد وجد الاقتصاديون ان فرض الضرائب على الصادرات الصينية سوف يتحملها المواطن الامريكي والاوربي وليست الصين ,لان الصين ترفض تخفيض اسعار بضائعها المصدرة , وبذلك فان المواطن الامريكي او الاوروبي سوف يتحمل اعباء مالية اضافية مع شراء اي سلعة صينية . ان الديمقراطيات لم تستطع تقديم بديلا لنفوذ الصين المتنامي وبذلك فان وقوف الغرب ضد هذا النمو سوف يؤثر سلبا على اقتصاده , لان ارتفاع وتيرة التقدم في الصين يعني ارتفاع الرخاء في العالم بما فيها الدول الغنية . كان اقتصاد الصين عام 1979 اصغر من اقتصاد ايطاليا , ولكن بعد الانفتاح على الاستثمار الاجنبي وادخال اصلاحات على السوق , اصبحت الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم , وبذلك انتفع من هذا النمو العملاق الولايات المتحدة واوروبا والعالم اجمع وان وضع العصي امام عجلة النمو الصيني سيجابه برفض ليس فقط من الصين وحدها وانما العالم بأجمعه .
لقد كان اجتماع كورنوال مخيب للآمال, ولم يشم من اعلانه الا رائحة حرب باردة , وكان من الاحرى بالدول التي اجتمعت ثلاث ايام النظر الى المشاكل الحقيقية التي تغطي العالم ومنها مكافحة وباء كورونا, تدهور البيئة وتعاظم مشاكل الاحتباس الحراري , و تأثيرات وباء كورونا الاقتصادية على العالم وخاصة العالم الثالث . الغرب والولايات المتحدة لا يستطيعان تطبيق سياسة " ديمقراطية الكوكاكولا" على العالم . الوقت تغيير وعلى الغرب التعامل مع الزمن الجديد.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة الدواء في العراق
- lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟
- في امريكا ..كورونا تتراجع و النفايات تتراكم , وانجاب الاطفال ...
- مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات ...
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي
- كيف فسرت النظرية الكلاسيكية تفاوت الاجور ؟
- ايار بداية موسم الحرائق في العراق
- الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-
- هل من اسم يطلق على الاقتصاد العراقي؟
- اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن
- الحالة الاقتصادية لدول الشرق الاوسط النفطية في ظل وباء كورون ...


المزيد.....




- محمد بن سلمان يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي في السعودي ...
- جدة بريطانية ثمانينية تصعد جبلاً في فرنسا على متن دراجة هوائ ...
- عاصفة سياسية جديدة بين نتنياهو وغالانت!
- تحييد 10 مسيرات أوكرانية في إقليم كراسنودار الروسي
- ليبيا: قتيل و22 مصابا باشتباكات الزاوية.. وتدخل أعيان المدين ...
- كاليدونيا الجديدة الفرنسية.. عملية كبيرة -لاستعادة السيطرة- ...
- مبعوث البيت الأبيض لشؤون الرهائن يصل الاثنين إلى الدوحة
- أنباء عن قتلى وجرحى مصريين وعرب جراء انقلاب حافلة في السعودي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.05.2024/ ...
- السعودية وأميركا تقتربان من الاتفاق الأمني


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رضا عباس - امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة