أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - في الذكرى الثامنة عشر لأحتلال العراق، ولو متأخرا














المزيد.....

في الذكرى الثامنة عشر لأحتلال العراق، ولو متأخرا


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 04:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(في الذكرى الثامنة عشر لاحتلال العراق، ولو متأخرا)
في ذكرى الثامنة عشر لغزو واحتلال العراق، ولو متأخرا للأيام، لكن ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع، اي غزو واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية؛ هو البعض من الكتابات التي تناولت الموضوع بطريقة الانشاء، بالإضافة الى ايراد معلومات هي بالكامل خاطئة وغير صحيحة؛ ولا حاجة هنا لذكرها. في البداية وقبل كل شيء ان غزو العراق للكويت، هو، من اكبر خطايا النظام السابق، فهي خطيئة بكل المقاييس، وهذا الغزو هو الذي جلب الويلات للعراق ولدول المنطقة بصورة عامة. هناك اسئلة من الضروري طرحها في هذه السطور: لماذا لم يقف الاتحاد السوفيتي الى جانب العراق على ضوء او بموجب مقتضيات الشراكة السياسية والاقتصادية ومل له علاقة بهما؟ ولماذا لم يجرِ ايجاد حل عربي، لإجبار العراق على الانسحاب؟ وهل كان العراق مستعد للانسحاب من الكويت في الايام الاولى؟ وهل كانت امريكا تسعى وتعمل على توفير البيئة والظرف الاقليمي والدولي لقبول العراق بالانسحاب؟ للإجابة على هذه الاسئلة، لابد لنا من الرجوع الى البيئة والاجواء السياسية التي كانت في حينها سائدة في المنطقة العربية وفي الاقليم وفي الفضاءات الدولية، بالإضافة الى اجندة وخطط الولايات المتحدة في تلك الظروف التي كانت تنبئا بانهيار الاتحاد السوفيتي، وكانت امريكا على علم مخابراتي بقرب هذا اليوم، وهذا موضوع شائك، من الصعوبة الخوض فيه في هذه السطور.. وباختصار شديد نورد التالي:
اولا؛ العراق حين شعر بانه قد تورط في هذا الغزو، قَبِلَ بالانسحاب بشرط توفير الضامنة الدولية بعدم مهاجمته من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وهذا الموقف تم ابلاغها الى الاتحاد السوفيتي، والى الدول العربية، مع الغاء العقوبات الدولية سواء ما صدر او ما كان في الطريق الى الاستصدار من مجلس الامن الدولي. لكن الولايات المتحدة رفضت رفضا قاطعا، القبول او الموافقة على هذا الطلب. الاتحاد السوفيتي لم يقم باي محاولة ضغط على الولايات المتحدة الامريكية، بل العكس كان هو الصحيح، فقد صوت الى جانب استخدام القوة، مقابل اربعة مليارات دولار، بشيك تم دفعه من قبل الكويت. من سوء حظ العراق والمنطقة العربية والعالم؛ ان الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، كان في وضع الانهيار، وهو الدولة العظمى في العالم والذي كان ومن خلال كل تاريخه سند قوي للسلام العالمي ولحقوق الشعوب في العالم الثالث، نقول كان في حينها في موت سريري، على يد غورباتشوف، لذا قبل هذا الصك. الامر الثاني؛ هناك من يقول او يكتب ان هناك معاهدة بين العراق والاتحاد السوفيتي وهي سارية في ذلك الوقت؛ ان هذا خطأ، فان معاهدة الصداقة والتعاون بين العراق والاتحاد السوفيتي، تم ابرامها في عام 1970 ولمدة عشر سنوات وانتهت في عام 1980، ولم يجر العمل على تجديدها من قبل النظام السابق.
ثانيا؛ كانت الدول العربية المؤثرة في وقتها، في وضع ساند وداعم للولايات المتحدة، في خططها الموضوعة مسبقا للمنطقة العربية، وكان الغزو العراقي للكويت فرصة منحت لها، اي الى الولايات المتحدة على طبق من ذهب؛ لذا رفضت الاستماع للطلب العراقي، او ان الصحيح للموافقة العراقية بالانسحاب غير المشروط الا ضمانة عدم الاعتداء. واصدرت قرارا عربيا، باستقدام القوات الامريكية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، في حين ان هذا كان يمكن له ان يجري بحل عربي، طبقا للموافقة العراقية بالانسحاب، مع الضغط بمنع امريكا من مهاجمة العراق، او، ان الصحيح لجهة الموضوعية والواقعية؛ هو ان امريكا لن يكون في مقدورها مهاجمة العراق، حين يكون هناك موقف عربي واحد، في هذا الاتجاه، اي بعدم فتح الارض العربية للقوات الامريكية. لكن الامور لم تجر على المنوال، بل انها جرت على طريق ومسار اخر مختلف تماما، فقد صدر القرار العربي سابق الذكر في اعلاه، وقد لعبت مصر دورا محوريا فيه، مقابل تعهد امريكي بإطفاء جميع ديون مصر والبالغة سبعة مليارات.. وهذا هو ما حصلت عليه لاحقا.
ثالثا؛ ان الموقف العربي هذا، وهنا المقصود دول الخليج العربي ومصر وسوريا، لم يكن وليد الظرف الذي سببه الغزو العراقي للكويت، بل ان مراجعة عميقة للأوضاع في تلك الفترة، تشير بوضوح لا لبس فيه ولا غموض؛ ان الامر اكبر واوسع واخطر واعقد من الغزو العراقي للكويت، اي ان الامر يرتبط بالمخطط الامريكي للمنطقة العربية على وجه التحديد، وكانت خطيئة الغزو، بمثابة فتح طريقا واسعا، لهذا المخطط. عليه، نقول ان هذه الخطيئة لو لم يقم بها النظام السابق، لكانت الاوضاع مختلف كليا، اي ان امريكا سوف تواجه صعوبات وتعقيدات ومخاطر لا حصر لها، عندما تباشر تنفيذ اجندتها..
رابعا؛ لا يمكن باي حال من الاحوال او باي صورة من الصور؛ فصل ما جرى بمعزل عن مولداته السياسية والاقتصادية وما اليهما، كما لا يمكن عزل ما جرى، عن المخطط الامريكي الاسرائيلي بتوفير البيئة السياسية وغيرها الكثير، لضمان امن اسرائيل، والتطبيع العربي معها من دون اعطاء حق الفلسطينيين في دولة ذات سيادة....
في الختام نقول ان النظام السابق قد اقترف جريمة كبرى، ليس بحق الكويت كشعب ودولة معا، بل بحق العراق دولة وشعبا، والذي يعيش الان شعبه، مأساة تتجاوز سقوف الكارثة بمسافات ضوئية، وبحق الدول العربية التي تعاني الان، من الحروب الاهلية. نقول مرة اخرى، لو لم يقم بما قام به، ربما ما كانت الاوضاع والامور واتجاه حركتها تجري بهذا الاتجاه، بل باتجاه اخر.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الاستراتيجي الامريكي العراقي: تحدي مصيري وتاريخي
- سد النهضة الاثيوبي: تصلب اثيوبي وتهديد مصري
- دبابة برامز
- امريكا بايدن: تكتيكات استراتيجية
- النظام الرأسمالي الكوني..تسليع للإنسان
- مهمة البعثة الاممية في الانتخابات العراقية بين الاشراف والمر ...
- امريكا والعراق: تنبؤان مستقبليان
- العراق: التطبيع مقبرة الآمال والسيادة
- امريكا والصين: صراع بارد بطرقيتين مختلفتين
- النظام السوري: بين السندان الروسي والمطرقة الامريكية
- عودة التوتر الامريكي لايراني..وماذا بعد
- تطبيع انظمة الحكم العربي؛ وماذا بعد؟
- استثمار حقوق الانسان في الصراع الدولي
- قراءة في رواية انقاض الازل الثاني للروائي السوري، سليم بركات
- التطبيع وخديعة الاعتراف الفلسطيني بالكيان الصهيوني
- لوي اعناق الحقائق على الارض، لعبة مريبة
- اردوغان العثماني... اتاتورك الغربي..وعاهدة لوزان..
- قراءة في رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي،روبنتون ميستر ...
- العلاقة الامريكية العراقية، الى اين؟
- الطبخة التى تعد لسوريا في الغرف الخفية


المزيد.....




- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...
- فقدان 3 بحارة سوريين بعد غرق سفينة شحن قبالة رومانيا
- المرصد: مخلفات الحرب تقتل وتصيب عدة أشخاص بسوريا
- -سيارات إسعاف محمَّلة بأسلحة ثقيلة-.. مصر توضح حقيقة المنشور ...
- زيارة جيك سوليفان إلى السعودية وإسرائيل
- نزوح 800 ألف فلسطينيي من رفح.. وأوامر إخلاء جديدة في شمال غز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - في الذكرى الثامنة عشر لأحتلال العراق، ولو متأخرا