(سوفَ أتَجرَّأ)

عدنان رضوان
مؤلف و شاعر
(Adnan Radwan)

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 12:50
المحور: المجتمع المدني
    

كم قلتُ أنِّي في هذا اليومَ سوفَ أتجرّأ ...
لأُعلنَ أنَّني الوحيدُ في هذا العالم
يقتصُّ مِنْ صمتهِ الراقدُ خلفَ أسوارَ المدينة
و قد بلغتُ أصقاعاً مرهونةٌ بالحدود
و من قبلُ كانَتْ كَ شمسٍ واحدة لا تتجزَّأ
قلتُ سوفَ أتجرَّأ ...
فلقد مَلَلتُ المائدة و صِنفُها الواحد
الذي يأكلهُ الملايينُ مِنَ شعوبِ العربِ كلَّ يوم
جبنٌ و جبنٌ و جُبنُ ... و كأسُ الشاي السيلاني
عشبتهُ لم تُزرع في بلدي لأفخرَ بهِ ...
لأقولَ فيهِ شِعراً يُشعرُني بوجودي
فهذا مِنْ مُخلّفاتِ ما يزرعون ...
لا يليقُ بنا أن نشرب إلا من مُدامِ الأغنياء و أصحابُ النفوذ
و لا أنْ نأكلَ إلا مِنْ الجبنِ البلدي مِنْ تَرِكاتِهِم
فهو الوحيدُ ما نستطيعُ أكلهُ اليوم
يشترونَ الصمتَ ببضعِ طَلَقاتٍ جاهزة في البندقيّة
و لم يأبهوا أنَّ طلَقاتُ الأمهات أخبرَتْنَا مِنْ بعدِ حملٍ
أننا إنسيّونَ ، هُنَّ حرائراً و الحرائرُ تلدُ أحرارا
فكيفَ لا أتجرَّأ ...؟
و أنَا بعمرٍ يناهزُ الأربعين ....
لكلِّ عقدٍ منهم حكاية تُفضي ما كنتُ أتجرَّع
الصبرُ بنكهةِ العلقم ... و الخوفُ بنكهةِ الجبن
و الإبتسامة التي تليها المصائب ... و المرضُ الذي يورثُ الحمّى و إنسانٌ أعمى و لسانٌ يَفترشُ الثَّغرَ و لا يبرحُ منه ، ليصنعَ مِنْ كلِّ هذا كفناً من الكلمات
لأكونَ عابراً بصفوانٍ ترفضهُ الأرض
تحتالُ عليهِ قصَّةَ الطاغوت الذي لا يموت !
و الذي أنشأ القيدَ الذي لا ينكسِر ، و ألّفَ مقطوعةُ الاحتلال ... احتلالِ الدُّبِّ و العمامة لأرضِ النّعامة
التي تعرفُ رأسهُ فقط مِنْ كثرةِ التّدنّي
سوفَ أتجرَّأ ..  و منهُ أتبرَّأ
فأنا منْ نسلِ المقيّدين ، أؤمنُ بالحبِّ الذي يورثهُ الياسمين ، بردى و العاصي و الفرات
في عهدهِ غدوْ أمنيات ، إلا من بعضِ ما نقرأ ...
عمَّن احتلَّ الشام ، و صنعَ مقصلةَ الأحرارِ و جعل الساحاتَ مشانقُ الأقلام ...
إقرأ حتى تتجرّأ ..  بوجهِ طاغوت ... أرادَ الأرضَ مبعثرة لكنها لا تتجزَّأ ...
تنبّأ ... أنَّ الصامتينَ خائبين ، و الصراخُ حقُّ حرٍّ طليقٍ ، يكسرُ قيدهُ إن شاء أن يتجرّأ ...

#عدنان_رضوان (هاشتاغ)       Adnan_Radwan#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات