أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي














المزيد.....

تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 15:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




وصوّروا خصومهم من «بني علمان» باعتبارهم «يحاربون الدين» و«العلماء» ولا «يفقهون شيئا» فإذا بالجدل حول الشريعة، والثوابت الدينيّة، والزكاة، والمواريث.. يثبت مدى تمكّن النساء والرجال: «العلمانيات والعلمانيين» من تحليل النصوص الدينيّة وفق مقاربات متنوّعة، وفي ضوء مسار تعدّد المعاني واختلاف الوقائع وتغيّر أحوال الناس، دون ادّعاء امتلاك الحقيقة والرغبة في ضرب الوصاية على الجموع. وكانت المفارقة أنّ أبناء المدرسة العمومية و«حثالة الفرنكوفونية» و«الشلايكية» و«التغريبيون» و...هم الذين كانوا ، وخاصّة النساء،أكثر إنتاجا ومشاركة وتفاعلا وقدرة على تبكيت الخصوم والتأثير في الجموع.

انطلق المسار الانتقالي بسرديّة «معاداة بورقيبة للدين» و«جهل بن عليّ بالثقافة الدينيّة» ومحاربته للتيارات الإسلاميّة ووصلنا مع أوّل رئيس منتخب «الباجي قائد السبسي» إلى خطب سياسيّة تتجاور فيها الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة مع أقوال الحكماء والزعماء وغيرهم، وها نحن مع ثاني رئيس منتخب يتفنّن في سحب البساط من أقدام من احتكروا المرجعيّة الدينيّة ليثبت للقاعدة (وهي رصيده الانتخابي) أوّلا: أنّ الذين «يعرفو ربيّ» كُثر في البلاد، ومن خارج دائرة «النهضة» أو «حزب التحرير» أو «أنصار الشريعة»... وثانيا: أنّ الرئيس بإمكانه، هو أيضا، أن يُفعّل المتخيّل الدينيّ فيقتدي بعمر بن الخطاب ، ويتفقد «الرعيّة» ليلا ونهارا ويغضب ويدعو إلى ترسيخ العدل والحرية والمساواة...( وفق الدلالات القديمة) وثالثا أنّ بمقدوره أن يحارب المفسدين في الأرض...

استهلّ المسار الانتقالي بخطاب يزعم فيه أصحابه أنّ سياسات الحكّام السابقين قد أفضت إلى «تصحّر دينيّ» وأنّه آن الأوان لمصالحة التونسيين مع هويّتهم الدينيّة العربية والإسلاميّة، ولغتهم العربية وتراثهم... وعلى هذا الأساس تصاعدت وتيرة تشييد المساجد وتأسيس المدارس القرآنية وبرزت الجامعات والروابط الدينية والقوافل الدينية وغيرها وشنّت المعارك في بيوت الله،... فإذا بنا نكتشف إفلاس أغلبها في التصدّي لأزمة الأخلاق، واستشراء العنف، وخطاب الكراهية، والتكفير... وانخراط بعضها في استقطاب الشباب أو تسفيرهم إلى بلدان النزاع... فلم نسمع أصوات «العلماء» إلاّ في مناسبات انتخابية أو في مواجهات أيديولوجية. وشيئا فشيئا انتقلنا من تصحّر دينيّ إلى تصحّر شامل وشعبويّة عامّة: سياسيا وثقافيّا وفكريّا...

انطلق المسار الانتقالي بنقاشات عامّة حول مواضيع شائكة :المواطنة، والحريات الفردية والحق في التعبير، وحرية الضمير، والفساد، والعدالة الاجتماعيّة ، والمساواة والإرهاب، والمثليّة ، والعولمة والحوكمة والمساءلة والمحاسبة والحقرة، والحرقة والعنف وغيرها وتحوّل النقاش من الفنادق 5 نجوم إلى دور الثقافة والمقاهي ، والإذاعات والفضائيات والفايسبوك ووسائل النقل وغيرها ثمّ قلّت حماسة «المجتمع المدني» وغُيّبت أسماء من المشاركة في البرامج الإعلامية المرئية بسبب تواطؤ بعض المؤسسات الإعلامية مع «رجال المال ورجال السياسية»، وساد الإحباط «لتعفّن» المشهد لاسيما بعد مأسسة الجهل وهيمنة «الأمييّن» في المجال السياسي...وها نحن اليوم ننشغل بفستان حرم الرئيس/سيّدة تونس الأولى أكثر من اهتمامنا بظاهرة الهجرة غير النظامية وارتفاع منسوب العنف، وهشاشة الدولة التي صار يتجرّأ عليها «الكناترية» ولا نكترث بما ترتّب عن الأزمة الاقتصادية والجائحة من نتائج بدت جليّة ولا نعير اهتماما لنوّاب وأشباه سياسيين فقدوا شرعيتهم ومصداقيتهم .

هذا المسار الذي اتّسم بالإرباك وهيمنت عليه حركات المدّ والجزر، والإحجام والإقدام لم يكن التونسيون/ات الفاعلين الوحيدين فيه بل ظهرت قوى إقليمية وعالمية لتفعل فعلها فيه فهل استخلصنا الدروس وتعلّمنا من أخطائنا؟ أمَا آن لنا أن نستيقظ من غفوتنا لنصحّح المسار الذي انحاز عن الطريق فنضخ روحا جديدة ونفتح مساحات جديدة نمكّن فيها «الفاعلين الجدد» من الشباب والفتيات والنساء من الانتقال من «الهامش» إلى «المركز» ؟

لقد أراد أصحاب القرار أن لا تشارك هذه الفئات في قيادة المرحلة والمشاركة في بناء تونس الغد فهل سيتسنّى لها اليوم فرض وجودها في مرحلة حلّ الأزمات ؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»


المزيد.....




- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...
- ماسك يؤيد مشاركة كينيدي جونيور في المناظرة مع بايدن وترامب
- الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان خيارات بديلة عن العملية في ...
- دول عدة تقدم التعازي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد ا ...
- واشنطن تعلن أنها تقترب والرياض من التوصل إلى اتفاق دفاعي
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي