أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /9















المزيد.....

سهد التهجير /9


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


لا تنظر الطبقة المتوسطة إلى طبقة التهميش لمساعدتها لتصبح جزءاً منها و لا تنظر إلى الطبقة العليا الثرية كي تهدمها لتسوية الطبقات .
تتأرجح الطبقة المتوسطة بين صفين من الخفاء و العلن
بين المدح و اللعن
و بين شعارات تحرير الوطن و التصفيق لاحتلاله
كأن الطبقة المتوسطة قنبلة موقوتة تنفجر كل فترة و الخلاف يكمن في ( اين ستنفجر ؟ هل على نفسها و على القوى الثورية الداخلية فيها ؟!!!
أو تتجه نحو الحكم السياسي لسحقه (
و الحكم السياسي عرف لعبة الطبقة المتوسطة و عرف كيف يجعل قنبلتها تنفجر داخليا ما بين تشوية سمعة افرادها( القلة المتحررين عقليا و سلطويا من نظامها السائد ) و بين الجهل و التخبط وراء لقمة العيش و السير بقطع المعونة و الملابس و وظائف الخدمة المرهقة لتطوير الطبقة العليا الحاكمة .
لذلك تغسل الثورات دمائها على رصيف الساحات دون تقدم
فالثورة دون وعي كخروف العيد مذبوح من الوريد إلى الوريد و من يقدر على تحريم ذبح خروف العيد ؟!!!

إذن اساس النضال يبدأ من المهمشين و بعض أصحاء الفكر من الطبقة المتوسطة
و الا فالأغلبية الجاهلة التي تمثلها الطبقة المتوسطة تدعم اواصر الحكم السياسي في السماء و الأرض
خوفا منه و جهلا بحقوقهم المشروعة او للاستفادة من بعض الفتات الذي تلقيه الطبقة العليا عن طريق وسطاءها باشمئزاز و قرف
لا يقابل شخصا من الطبقة العليا شخصا من الطبقة المتوسطة الا عن طريق الوسطاء .

يشعر أصحاب الطبقة العليا بالقرف عندما يشاهدون أصحاب الطبقة المتوسطة أثناء الاستفتاءات الشعبية لأجل مصالحهم الشخصية في الحكم
يبعد الحرس الشخصي ايادي أصحاب الطبقة المتوسطة عن لمس صاحب المقام في الطبقة العليا .
يلتف حولة أصحاب الدخل المتوسط ينظرون بتمعن إلى ملابسة و تصرفاته و طريقة رفع أصابع اليد الواحدة
و يستغربون حينما لا يستطيعوا استيعاب الخطبة
كلها كلام مبهم و غريب يصفق له الحاضرون كي لا يقال عنهم بأنهم جهله
يشق الجموع أحد المغيبين عقليا يرش الملح و بعض الكلمات المادحة حول صاحب المقام الزائر
لكن أحد المجانين يقاطعه برمي المخاط على ملابس الزائر
و يضج الضحك عالياً
فالضحك الجماعي افضل تعبير للعقل المكبوت
و لا حجه على الجماعة حينما تضحك
و لكن الضحك الفردي لشخص ما يعني قلة الأدب
اما الضحك بجماعات كبيره لا حجه علية و لا رادع له
يهرب صاحب المقام غاضباً
و يهرول خلفه أغلب الطبقة المتوسطة في المنطقة ينشدون اناشيد البقايوقات
في نهاية الشارع المزدحم بالأكوام الجائعة من الطبقة المهرولة وقف (حبشان ) يرفع لافته مكتوب عليها
( مقاطعة القطيع يا
صاحب النطيع كلا كلا احروانيا )
دفعته جموع المهرولين نحو أحد المحلات التجارية ليسقط مع اللافتة .
لا يمكنهم رؤية ما كتبه حبشان فصاحب المقام أعلن المغادرة و جموع القطيع تهرول للحاق به .

ظهرت صورة حبشان كرمز في الثورة القاطعة لطريق الجسر الفاصل بين الطبقتين
و رفع الثوار ( كلا كلا احروانيا ) .

المظاهرات مستمرة و طال زمن الانتظار و لم يتغير شيء سوى قطع الطريق الفاصل بين الطبقتين
لا شيء الا عند الانتقال إلى المقاومة الشعبية المسلحة .

- هل ستمضي الطبقة المهمشة بالمظاهرات مع اصحاء الفكر من الطبقة المتوسطة ؟ إلى متى دون حراك مسلح ؟

- فكرة التسليح الثوري ممنوعة بل آخر خيار لدى المتظاهرين .

- دمائهم تتصفى و لم يبق أحد من قادة التظاهر العقلاء على قيد الحياة .

- الثورة لا تموت بموت اشخاصها بل تستمر اقوى بكثير .

- يقال ان (حبشان) معتصم خلف خطوط التلامس الحي يتلقى الدخان و قارورة النار بجسد عاري .

- ليس وحده خلفة الكثير . اين العشاء ؟

- نم خفيف .

يرتكز وعي الإنسان على الإدراك الحسي للواقع و لشعور النفس الداخلي
ينتج الإدراك تفسيرا حسب المعطيات النفسية كالشعور و العاطفة و الإرادة
إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا النفسية
و حسب قوة الحواس ( البصر و الشم و السمع و اللمس ) المستخدمة كي نصل لمعرفة ما حولنا .
لكن الحدس يغير قوة الإدراك و يلغي اعتمادها على جانب واحد محدد و هو الشعور .
لان الشعور اعتمادا على الحواس لا يصل لنتيجة منطقية فحواسنا قد تخدعنا احيانا و لا نقدر من خلالها الوصول الى المعرفة .
إضافة إلى الشك بالنتيجة المعرفية القادمة من الحواس التي تدفع بنا إلى الوهم و هو شكل من أشكال التشوه الحسي .
كما في حالات الهلوسة و الرؤية المزدوجة .

تعتمد الأسرة الواحدة في الطبقة المتوسطة على الحواس المحددة لتصوير الواقع لذلك يتم خداعها عن طريق الأسس النفسية المختلقة من قبل الحكم السياسي التي أعطيت كجرعات تربوية جاهزة للتحميل دون اهتمام فعلي بالجانب العقلي الذي يكشف جوانب أخرى ان فقدت الحواس ايصالنا للمعرفة الحقيقية للواقع المحيط
بعض النظريات تقول بأن الاحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء الإدراك
اذن لكل معرفة ادراكية لابد من دخول جانب حسي فيها
كالطفل الذي يميز النور و الظلام و الأشكال دون معرفة عقلية كاملة للشيء المدرك .
بعض النظريات الأخرى تقوم بالاعتماد على الحس مصقولا بالتجربة .
فالإنسان يدرك وجوده بالتجربة الفعلية للشيء الواقع تحت تصرف عقله و حواسه و علاقته ببقية الأفراد الواقعين بنفس المصير
و الاخيرة اصعب الانواع الارتباطية التي تجعله يتخبط .

فالإدراك الاجتماعي هو عملية تكوين انطباعات عن الآخرين و تقويمهم و الحكم على سلوكهم و خصالهم ( سواء فيما يتعلق بمشاعرهم أو مقاصدهم، و شخصيتهم، أو استعداداتهم...الخ ).
كما أنه يتضمن وضع الفرد للأشخاص الآخرين و تصنيفهم في فئات ذات معنى (كأن يصف الفرد الآخرين على أساس المظهر الجسمي أو ملامح الوجه، أو على أساس بعض الخصائص السيكولوجية مثل : العداوة و الكراهية، مقابل التسامح و الحب .(5)
عملية إدراك الفرد للآخرين عملية معقدة، فهو لا يعتمد على مجرد ما يراه الفرد، و ما يسمعه عن الآخرين، بل يعتمد أيضا على خصائص الموقف الذي تتم فيه عمليات التفاعل الاجتماعي، و على نوع العلاقات التي تصل ما بين المتفاعلين في ذلك الموقف . (6)


هوامش /

(5) عبد اللطيف محمد خليفة(2003)،(دراسات في علم النفس الاجتماعي )
(6)فؤاد البهي السيد (1980)،(علم النفس الاجتماعي) .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 3
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 2
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 1
- سهد التهجير /8
- سهد التهجير /7
- سهد التهجير /6
- سهد التهجير /5
- سهد التهجير /4
- أغلق الباب بقوة !!!!
- التجرد من الحواس
- سهد التهجير /3
- سهد التهجير /2
- سهد التهجير /1
- سعادة الخيال المعاصر
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل


المزيد.....




- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /9