أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف














المزيد.....

اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


اغتسال وعدم تطهر!!
في مصيدة الحب
خليل ناصيف
ضعت قصدية على صفحة "منبر أدباء بلاد الشام" تستحق أن نتوقف عندها، لما فيها من إيحاءات (متناقضة/متعارضة)، كلنا يعلم أن الاغتسال له أثر إيجابي ومتقدم على المغتسل، فهو يخرجه من حالة عادية أو سلبية إلى حالة متقدمة أو طاهرة، على الصعيد الجسدي/المادي، والروحي الفكر/المعرفي، هذه من بديهيات التي نعرفها عن الاغتسال/التطهر:
"تغسلينَ جسدَ الغولِ بزجاجةِ الماءِ الأخيرة
وتموتينَ عطشًا
وتموتينَ عبثًا"
لكننا نجد فاتحة القصيدة تقدم الاغتسال بطريقة جديدة، فهناك: "الغول، الأخيرة، وتموتين، عطشا، عبثا" فالاغتسال هنا أخذ منحى غير الذي نعفه، فهناك أفكار وألفاظ قاسية، وهذا يتنافى مع فكرتنا عن الاغتسال، لكن تستوقفنا ألفاظ متعلقة بالماء: "تعسلين، الماء، عطشا" التي تحافظ على فكرة القصيدة، الماء والاغتسال به.
ويبدو أن المخاطبة في القصيدة قريبة من الشاعر ومواجهة له، لهذا خطابها بضمير أنت: "تغسلين، وتموتين" فكرة الفاتحة تتحدث عن (عبث) الغسيل/التطهر، لأنه لم يكن في المكان/للشخص المناسب، لكن (الاغتسال) هنا ليس الاغتسال الذي نعرفه، فله إيحاءات أخرى، منها، بما أن المخاطب هي أنثى/امرأة، و تمتلك زجاج ماء "الأخيرة"/واحدة فقط، فأن هذا له دلالة على شيء واحدة تمتلكه المرأة ، وإذا فقدته/ أعطته لن يعود إليها مطلقا، إلا هو البكارة/عذريتها، وبما أن هناك لفظ "جسد الغول" فإننا يمكننا أن نقول أن هناك بعد جنسي في القصيدة.
"لا ماؤكِ الثمين أزال عن جلد الغول رائحة الضحايا
ولا روحكِ العطشى أيقَظَت فيه شهامةُ حمّلتهُ النّهر إليكِ"
يكمل الشاعر (تأنيب) ومعاتبة المُغسلة، موضحا أن عملها عبث ولم يكن في موفقا، من خلال "لا، ولا" ويبقى محافظا على مسار فكرة القصيدة "الماء/الاغتسال" فهناك "ماؤك، العطشى، النهر" ولا يكتفي بالألفاظ المباشر فقط، بل يتبعها بألفاظ متعلقة بالماء: "جلد، رائحة"، يستمر اشاعر في توجه خطابه للأنثى/للمرأة: يتجه خطاب الشاعر إلى الأنا
"لستُ حبيبكِ
لستُ ابنكِ
لستُ جاركِ
أنا شريكُك في قتل الحكمة"
يتجه خطاب الشاعر إلى الأنا، لكنه في ذات الوقت موجه للمرأة/للأنثى، لهذا ينفي عن نفسه: "حبيبك، أبنك، جارك" ورغم هذا النفي من خلال "لست" إلا أنه يحمل بين ثنياه شيء من حنين الشاعر لها/ لهذا استخدم كاف أنا/أنت، حتى أنه يحاول أن (يخفف) عنها شيء من الألم من خلال قوله "أنا شريكك في قتل الحكمة" فهذا (المشاركة) تشير إلى أنه في العقل الباطن ما زال يحن لمشاركتها، مماثلتها في العمل.
أن مشاركة الشاعر المرأة/الأنثى المخطابة في (الجريرة) لم يتوقف عند ما سبق، بل نجده يتقدم أكثر في المقطع التالي:
" أغسل عن قبركِ عبارة ”هذه المرأة أحبّت وماتت حبًا”
وأكتب: “هذه المرأة تزوجت الغول وماتت عطشًا "”
استخدام الشاعر للفظ وفعل "أغسل" تأكيد على أنه ما زال يميل إليها، وإلا ما أختار أن يماثلها في الفعل واللفظ، لكنه في ذات الوقت ما زال (متحامل/عاتب) عليها، فمحى/ازال بالغسيل كلمات جميلة التي كتبت على قبرها، ويكتب عبارة أخرى، قاسية، مستمرا في الحفاظ على وحدة الفكرة "الماء/الاغتسال" من خلال "أغسل، عطشا".
وتأتي الخاتمة لتجعل الشاعر يتماثل مع الأنثى/المرأة تماما فيكون (حاطئ) مثلها.
" مثلكِ
أبدّد مائي الثمين ثم
أموت عطشًا
وأنام بجانبك
فنصير معًا طُعمًا قديمًا في مصيدة الحبّ"
ليس في فكرة النهاية فحسب: "أبدد مائي، أموت عطشا" بل حتى في الألفاظ أيضا: "الماء/مائي، الأخيرة/الثمين، وتموتين/أموت، عطشا/عطشا، كل هذا يجعلنا نقول أن الشاعر ما زال متعلقا بها ويرغبها في (موتها) كما رغبها في حياتها.
القصيدة منشورة على صفحة منبر أدباء بلاد الشام.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي مصرية، الطاغوت والرجال فخري فايد
- منذر خلف الحاج محمد سؤال أسير
- الرجال والرفض رواية المقاومة الإيطالية إيليو فيتوريني
- محمد حلمي الريشة وتعدد الاشكال
- الشيخ المجاهد عز الدين القسام -بيان نويهض الحوات-
- الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية أمين دراوشة
- الروايات في كتاب -وجهك ولا القمر، يافا!-
- الحوار النتي
- مجموعة طريد الظل سعادة أبو عراق
- محمد كنعان
- محمد دلة والبياض غير المتكل.
- محمد داوود في قصيدة -الساعة الآن موت-
- حجم ومضمون القصيدة -نجم شحيح الضوء- كميل أبو حنيش
- الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي
- مسرحية شجر وحجر إبراهيم خلالية
- هم ونحن في الانتظار الجميل كميل أبو حنيش
- مناقشة «كتاب الوجه – هكذا تكلم ريشهديشت»
- وجه في ظل غيمة أمين خالد دراوشة
- أثر السجن في قصيدة -في السجن- منذر خلف مفلح
- حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى القسم الثالث


المزيد.....




- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف