أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - الإعلام و تشكيل الوعي السياسي الفلسطيني














المزيد.....

الإعلام و تشكيل الوعي السياسي الفلسطيني


هشام عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 00:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


شكل الاعلام الفلسطيني منذ تأسيسه ومنذ انطلاق ثورتنا الفلسطينية حالة نوعية، إستطاع بما توفر له من أدوات بسيطة وكوادر بشرية محدودة تميزت بالانتماء والابداع والمعرفة والتطور، أن لا تقل أهمية وقوة عن كل وسائل النضال العسكري كما ان المؤسسات والمنصات الاعلامية بأنواعها سواء في مواقع التواصل الاجتماعي او المواقع الاخبارية او القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة، يتوجب عليها ان تنحاز للحقيقة والوطن قبل ان تنحاز لرواية التنظيم او الحزب . كما يلعب الخطاب الإعلامي الفلسطيني , دورًا مؤثرًا في بناء العلاقات الاجتماعية وتحديد الهويات الاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني ، فهو عملية مستمرة ومعقدة تتفاعل فيها وعبرها قوى ومتغيرات محلية ودولية تعكس أوضاع المجتمع وثقافته والمرحلة التاريخية التي يعيشها .
في الحقيقة يشكل الخطاب الإعلامي الفلسطيني, أهمية قصوى كأداة رئيسية في تشكيل الوعي المجتمعي اتجاه قضية ما . أيضاً لقدرته على تشكيل الرؤى والتصورات الخاصة بفهم الواقع، من وجهة نظر مرسل الخطاب وقبوله، أو حتى رفضه . ولا شك أن الاتفاق على فكرة الهيمنة عبر الإقناع وتحقيق إجماع وتعدد شكلي داخل المجتمع، أو ما يعرف بالهيمنة الناعمة، هو ما دفع مدارس التحليل النقدي للخطاب نحو الاهتمام بتحليل الخطاب الإعلامي، إذ يعكس ويجسد كل من المجال الإعلامي والخطاب الإعلامي عملية الصراع والهيمنة عبر الإقناع وتزييف وعي الجماهير. من غير الممكن إنكار الدور الذي لعبه الإعلام في التقلبات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية عموما، وربما كانت منظومات التواصل الجماهيري (تلفزيون إنترنت، فيسبوك وتويتر) الأكثر تأثيرا في صناعة الرأي العام وتغيير المزاج الجماهيري وقولبته على النحو الذي يسعى إليه مستخدمي هذه الأجهزة أو بصورة أدق المسيطرين عليها ومالكيها وليس بعيدا عن ذلك في تزييف الوعيّ وتوجيهه ما كتبه باسكال بونيفاس في كتابه «المثقفون المزيفون – النصر الإعلامي لخبراء الكذب»، إذ «يفضح باسكال بونيفاس، استحواذ فئة من الصحافيين والمعلقين والخبراء، على الفضاء الإعلامي والثقافي الفرنسي وقلبهم الحقائق، بهدف توجيه الرأي نحو اقتناعات أيديولوجية أحادية البعد . فالوعي بالتعريف هو جملةٌ من المعتقدات والأفكار والتصورات والقناعات المتغيرة التي تتعين في النهاية بمواقف عمليةٍ وأنماطٍ من السلوك. إنه، أي الوعي خطابٌ مضمرٌ في الذات، وسلطة تحمل الذات على الممارسة. والوعي قد يكون وعي أخلاقي أو وعي سياسي , كما ان الوعي هو ما يكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والمجتمع من حوله، لكن قد يكون الوعي وعياً زائفاً، وذلك عندما تكون أفكار الإنسان ووجهات نظره ومفاهيمه غير متطابقة مع الواقع من حوله، أو غير واقعي. ويرتبط الوعي السياسي الفلسطيني لبى حد كبير بالعلاقة القائمة بين الايدلوجيا والسياسة . فالوعي هنا يرتبط بالقدرة على تقييم النظام السياسي ومكوناته وتفاعلاته مع كافة القضايا الاجتماعية والسياسية , بالاضافة لنظرة المواطن الفلسطيني لواقعه وقضاياه المختلفة . الوعي السياسي الفلسطيني يختلف عن المستوى الوعي العربي والإسلامي من حيث الشكل والمضمون" " بسبب الخصوصية السياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع الفلسطيني في ظل الاحتلال والحصار وخصوصية القضية الفلسطينية . ويجب الإشارة هنا إن الوعي السياسي الفلسطيني مرتبط بهذه المرحلة بالانتماء السياسي إلى الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية بمعنى أن الوعي السياسي لدى الشباب الفلسطيني ينعكس من خلال مايزود به الشباب من الأحزاب السياسية مما أدى إلى وجود حالة من التناقض فيما يتم طرحه من أفكار وقضايا ومواقف سياسية . الوعي السياسي لدى مجمل شرائح المجتمع الفلسطيني عامة نتاجا لوعي ذاتي و موضوعي، منبثقا و مرتبطا بالمحيط السياسي الاقليمي و الدولي، و في حين كان يجب لهذا الوعي ان يرتبط بالوعي الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني هنا ياتي دور النخبة أو الصفوة من خلال الحزب السياسي باعتباره هو التنظيم القادر على تنظيم المواطنين ووضع الرؤى والاستراتيجيات التي تعزز وعيهم بقضايا الديمقراطية والانتماء . وفي المجتمع الفلسطيني ككل المجتمعات لابد للنخبة من دور فاعل , ومؤثر علي الواقع السياسي , وقد شكلت التنظيمات النخبة القيادية التي أدت الي خلق حالة من الوعي السياسي للمجتمع الفلسطيني . وهكذا نرى أن لكل من وسائل الإعلام ، والنخبة ، رسالة مشتركة تهدف إلى تطوير اجتماعي للمجتمع ، وليس هذا التطوير إلا عملية تغيير حضاري ، يقوم بها الشعب لمراجعة اتجاهاته وقيمه ، ولذلك لم يعد الإعلام مجرد إعطاء معلومات ، أو نشر المعارف التنموية بين الناس ، وإنما المقصود عملية التحفيز والحث وتغيير الاتجاهات ، وهنا يكمن الدور الأساسي لوسائل الإعلام الذي يتركز في بناء الإنسان والمشاركة في بناء المجتمع ، بحيث تتبدى طبيعة العلاقة بين الرسالة الإعلامية وبين خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعي اليوم لدينا عشرات القنوات و الوسائل الإعلامية المختلفة، ولدينا مئات الإعلاميين بمختلف صنوفهم وتوجهاتهم، ولكن كل هذه الأرقام الكبيرة ليس بوسعها أن تصنع الحقيقة وليس بإمكانها أن تصنع وعياً فلسطينياً يمكن له أن يرتقي لمستوى الوعي الوطني الذى يحقق لنا الاستقلال والتحرر الوطني . وهكذا يكون الوعي الزائف هو الابن الشرعي للكذب والتضليل ، بينما الوعي الحقيقي هو الابن الشرعي للإعلام التنموي الصادق الذي لا يسوق الكذب أو التضليل .



#هشام_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا الوداع الاخير للمخيم
- التعصب الحزبي في فلسطين
- خصوصية النضال وعدالة القضية الفلسطينية
- تأثير الإعلام الفصائلي الفلسطيني على صنع القرار السياسي
- الاحزاب السياسية في فلسطين
- موجوع بكٍ أنا
- لست نبيا حتي لا اخطأ
- إشكالية الهوية الفلسطينية بين الفكر الوطني والإسلامي
- هدا الحب يغتال برائتي
- الحركة الطلابية وبلورة الهوية في الجامعات الفلسطينية
- الإعلام الفصائلي والأزمة السياسية الفلسطينية
- اصلي الفجر وادعيك
- دور الإعلام الفلسطيني وأثره على المواطنة
- محاربة الفساد و تعزيز الانتماء و المواطنة
- تعالي نوقد شموع الفرح
- ويسألونك عني
- الإعلام الفصائلي أو التنظيمي في فلسطين
- ثريتي قليلاً مولاتي
- ثمة أشياء تشدني نحو المحراب
- الإعلام والمواطنة في المجتمع الفلسطيني


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - الإعلام و تشكيل الوعي السياسي الفلسطيني