أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)














المزيد.....

نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 14:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


راحت جميع المخلوقات تترصد موعد اللقاء المرتقب، لقاء القمة، بنوع من التخوّف والحذر الشديدين، والبغض منهم أخذ يحلل النتائج المرتقبة تحليلاً فلسفيًا، وبات يضرب أخماسًا بأسداس، وبعضهم تصدى تحليل القضية بنقاش حاد ومن حوله مجموعة كبيرة على شكل حلقات، وكل منهم راح يدلو بدلوه، ويصرح برأيه، يتفقون أحياناً ويختلفون أحيان آخر، وكل ذلك مجرد تحليل لا يستند الى رأي علمي رصين، ونستطيع أن نقول كل ما قالوا به هو رجمًا في الغيب.
الانظار كلها صارت متجهة صوب الموعد المرتقب، ينتظرون بفارغ الصبر، والذي لم يبق عليه الا أيام قصيرة، حتى يثمر اللقاء عن نتائج تنهي ما قيل وما قال وتضع الامور في نصابها المرسوم لها من الاله.
وكان الأكثر تحمسًا - من سواه - الى اللقاء هو رئيس الأبالسة، والمعني الاول بالقضية. فراح يعد الاسئلة التي من المؤمل أن يطرحها على الاله، ليحظى بالأجوبة الشافية، فعدَّ أكثر من خمسين سؤال، ثم رأى أن الخمسين سؤالاً كثيرة، فأختصرها الى خمسة وعشرين، ثم أختصرها أكثر لتصبح عشرة أسئلة أعتبرها – الرئيس - مهمة وواقعية، وأكثر عقلانية في نفس الوقت، ولم يكتبها على ورق بل حفظها عن ظهر قلب.
ومرّت عدة أيام، لكنها كانت أثقل ما مرّت على تلك المخلوقات، منذ لحظة الانفجار العظيم الى تلك الساعة.
وجاء لقاء القمة وكان الرئيس مرتديًا أفضل ما يمتلك من هندام، وهيئ نفسه، فسرح شعره الطويل، وقلم أضفاره، وعطرّ لحيته الكثة بأفخر وأثمن ما يمتلك من عطر، حتى ملأ رذاذ ذلك العطر جميع مسامات الكواكب والنجوم، وكيف لا يفعل ذلك وهو على موعد مقابلة هامة جدًا، مع سيد مبجل كل الكائنات طوع أمره، فلو أراد محوها لمحاها بكلمة واحدة منه، ولو شاء لأستبدلها بطرفة عين بغير هذه الكواكب والنجوم والمجرات، أو لأعاد الكون الى أوله، ذرات غير متماسكة تسبح بالفضاء.
الملائكة المحيطون بالعرش هيئوا الأجواء على أتم وجه، إذ أمروا النجوم لتنير المكان، وأحضروا كاميرات النقل المباشر. وما هي إلا لحظات حتى ظهر رئيس الملائكة المحيطين بالعرش، من على الشاشة، وطالب باسترعاء الانتباه على أنه بعد دقائق سُينقل المؤتمر الأول المهم بين قمتين، وسيثمر اللقاء عن نتائج وحدث له صلة بتغيير واقع لابد منه، حدثاً سيغيّر خارطة الوجود برمتها، حيث سيرفع عباد ويحط بآخرين، وكان ذلك أمرًا مقضيًا.
كان السيد المبجّل جالسًا على كرسي مصنوع من الذهب الخالص، الكرسي موضوع داخل سور العرش، وتحيط بالعرش أفواج من الملائكة، لهم أول وليس لهم آخر، وكلهم طوع أمر السيد المبجل ولا يعصونه طرفة عين، فرفعت الغشاوة وظهر نور خرّت له جميع الملائكة سجداً، وبعد هنيهة رفعت الرؤوس، وبدأ التهليل والتصفيق وراحت الحناجر تطلق الاناشيد، والشعراء تقرأ القصائد العصماء الحماسية، حتى ظهرت يد من خلال النور: أنْ انصتوا!، فأنصتوا، كأن على رؤوسهم الطير. واذا بخطى وصوت دبيب أقدام من خلف العرش، أنه مجيء سيد الابالسة، فالتفت الجميع باتجاه الصوت واذا القادم هو بعينه، ومعه من سرب من الملائكة، من الذين رشحهم لحضور هذا اللقاء.
يتبع... بدء الحوار...



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الخلق ودور ابليس(عاجل)
- منهجية كمال الحيدري في نقده الموروث الشيعي
- الفيلسوف الذي طمئنا: أنْ لا نخاف الموت
- فلسفة الموت
- أنهم يبغضون التفلسف
- الفيلسوف الذي لم تُنفذ وصيته
- ابن التاجر الذي اصبح اعظم فيلسوف
- نهدان
- حينما تكلم البير كامو(2)
- حينما تكلم البير كامو(1)
- أهمية الدين في رواية (الطاعون)
- يتيمة
- النظرية التي غيرت كل المفاهيم حول نشأة الانسان
- وصية للاغبياء
- درس الطب ليس بمحض رغبته فحقق شهرة عالمية واسعة!
- العبقري الذي احتفظوا بمخه من اجل الدراسات المستقبلية
- الغجر مأساة انسانية خالدة
- بالفلسفة نغير العالم: النزعة العقلية: اكتشاف الهندسة التحليل ...
- بالفلسفة نغيّر العالم: ما هو العقل، وهل ممكن نقده؟
- مقالات في التصوف والعرفان(4)


المزيد.....




- مسؤولون أوكرانيون: القوات الروسية تستخدم أسرى البلدات الحدود ...
- بعد إعلان معاناته من حرارة وألم بالمفاصل.. نبذة سريعة عن الم ...
- إدارتا هيروشيما وناغازاكي تحتجان على اختبار حالة الرؤوس الحر ...
- قتيل و16 جريحا بهجوم درون جوي أوكراني على حافلة في مقاطعة خي ...
- -كلما طال أمد الحرب، كلما ازداد نفور إسرائيل من أصدقائها الإ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وبايدن حشدا لحملتهما الانتخابية
- بعد تكرار حوادث خطف الفتيات.. البرلمان المصري يناقش اتخاذ إج ...
- -لا بديل..- بن غفير يدعو نتنياهو لإقالة غالانت وحل حكومة الح ...
- الكونغو.. مقتل 3 أشخاص باشتباك مسلح قرب مكتب الرئيس في كينشا ...
- وزارة التعليم المصرية ترد على أنباء تداول أسئلة امتحانات الش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)