|
كيف تؤثر في الناس وتغيرهم ؟
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:24
المحور:
الادب والفن
كيف تؤثر في الناس وتغيرهم ؟ ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل شكرا لصديقي واخي الرائع شيخ الفوتوغرافيين الموصليين الاستاذ نور الدين حسين ابا نبيل ، وهو يقتني لي هذا الكتاب الجميل، ويهديني إياه . وانا ممتن منه ، وشاكر . فالكتاب وعنوانه : ( قواعد التأثير في المستمعين ) لمؤلفه نك موركان NICK MORGAN تعريب مها حسن بحبوح صادر عن شركة الحوار الثقافي ببيروت . والكتاب ببساطة ، يعلمنا كيف نستطيع ان نؤثر في الناس لنغيرهم ولنجعلهم يفهمون الحياة فهما صحيحا ، وندفعهم الى العمل وهذا لايأتي الا وفق ضوابط اهمها ان تكون لدينا قدرة على التعبير عن عواطفنا الصادقة ، وكذلك القدرة على ان نصل الى قلوبهم عندما يشعرون بصدقنا وعلو همتنا . والكتاب يتناول كيفية السماح للمستمعين والجمهور عموما بمشاركتنا ، وكيف نجذبهم للاهتمام بمضمون ما نتحدث عنه ببساطة ويسر .وان لانجعلهم يندمون على حضورهم ندواتنا من خلال إشعارهم بأهمية حضورهم . ومن هنا لابد للخطيب والمحاضر ان يركز على فكرة اساسية (ثيمة ) ، وان يربط جمهوره به عاطفيا ، وان يساعدهم على التفاعل ، والمشاركة الفاعلة معه ، وان يكون متحمسا لما يعبر عنه من افكار . والاهم من كل ذلك ان يعرف مستويات من يستمع اليه وان يركز على التدرج في طرح موضوعه . ولابأس من ان يعطي امثلة من الواقع ، وان يسرد قصصا حقيقية وان يكون مقنعا عندما يعرض الموضوع ؛ فالمستمع والجمهور يحب ان يسمع خطابا ذا بنية واضحة وبسيطة ومنطقية ، وان يسعى لكسب ثقة الجمهور من خلال حل مشاكله او على الاقل اعطاء بعض الحلول والتصورات وان ينتقل من الاجابة عن ( لماذا) الى الاجابة عن (كيف) ؟ وان تأخذ الخطبة مسار عملية صنع قرار ، وان ينتهي في خطبته الى دفع مستمعيه الى اتخاذ خطوة عملية . وثمة اربعة طرق مناسبة لدمج الجمهور بالخطبة ، هي التعليم ، ورواية قصة ، واللعب، والتصميم وهذا يكون من خلال جعلهم يختبرون ما تعلموه ، ودمج قصصهم في القصة الاكثر شمولا ، ودفعهم لجعل مغزى الحديث يبدو حقيقيا من خلال جعلهم يجربون مستويات من اللعبة ، وانجاز تمرين يهدف الى تشخيص الحالة التي ينبغي ان يكونوا عليها . والاهم من كل هذا ان يُشعرهم بالرغبة في الوصول الى الحقيقة : حقيقة الامور من خلال وضع خطوط اساسية في الخطبة او الحديث ، وان يرافق ذلك حركات للجسم واستفهام وتعجب واستنكار وهذا ما يسمى التمرن على حركات الجسم المرافقة للخطبة . ويقينا ان على المتحدث أو الخطيب ان يميز بين من يحب الصور، ومن يحب القصص ، ومن يحب الحركة من الجمهور .. وهذا يأتي عبر الاعداد الجيد للخطبة أو المحاضرة وكتابتها ، والتمرن على اداءها قبل القاءها . وينصح المؤلف الخطيب او المحاضر ان يزور القاعة التي سوف يلقي محاضرته فيها ، وان يتعرف على المكان جيدا ، وان يتبادل الحديث مع احد افراد الجمهور قبل ان يباشر بالقاء المحاضرة . اقول ان المؤلف ايضا ركز على نقطة مهمة وهي ضرورة النظر في أعين المستمعين وتفحصهم ، والسعي لدمجهم في محاضرته وببساطة على المتحدث ان يكون ساحرا ، جذابا ، لبقا ، متمكنا من لغته ، يحترم جمهوره ، ويحترم الزمن ، ويحترم ما يقولونه وما يستفسرون عنه ، وان يرتجل خطبته لا ان يقرأها من وراء المنبر لانه بذلك يحقق تفاعلا كبيرا مع جمهوره . الشيء الجميل ان المؤلف ( نك موركان ) أورد نصوصا لخطب مشهورة منها لرؤساء اميركيين معروفين . وبقي علي ان اقول ان المؤلف نك موركان هو مؤسس شركة الكلمة الجامعة PUBLIC WORDS وهي شركة استثمارية في مجال التواصل الاجتماعي ، وهو استاذ مساعد في جامعة LEHGH ورئيس تحرير مجلة CSC التي تعالج قضايا التكنولوجيا المتطورة ، وكان يعمل في قسم اللغة الانكليزية في جامعة فرجينيا بالولايات المتحدة الاميركية ، وهو فوق هذا وذاك قد كتب خطبا لمسؤولين كبارا منهم حاكم فرجينيا جارلس روب ، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في الادب الانكليزي من جامعة فرجينيا ، وله كتاب عن ديكنز .. كما كتب نصوصا سينمائية ومسرحية وله مئات المقالات المنشورة في الصحف والمجلات الاميركية . كتاب جميل أنصح بقراءته ، لأهميته وخاصة لمن تقتضي اعمالهم إلقاء الخطب والمحاضرات ، والحديث الى الجمهور ، والقنوات التلفزيونية .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل كان لكارل ماركس مذكرات ؟!
-
الكتابة العربية ..............في الاكاديمية الكوردية
-
هل سنشهد جبهة عربية جديدة ؟
-
أجنحة الفراشات ..............رواية فخري أمين
-
بوح الدخان ...........مرة أخرى
-
سامي عبد الحافظ القيسي المؤرخ العراقي الكبير وداعا
-
تاريخ معمل كبريت المشراق في الموصل
-
ما قالته عمّتي النخلة... شعر : عبد المنعم حمندي
-
سليم بطي فتى المسرح العراقي
-
التوظيف الفني للون في الشعر العربي
-
هاشم علي محسن ( 1928-1989 ) القائد النقابي العمالي العراقي و
...
-
شارع أبو نؤاس والثورة الصامتة
-
رحيل عبد الرزاق الصافي 1931-2019 الكاتب والمترجم والمناضل ال
...
-
مع كتاب الدكتور أحمد جار الله ياسين (مدرسة الإحياء )
-
سامراء في السالنامات العثمانية
-
أضواء على الحركة التشكيلية في نينوى
-
يرحل العراقي ....مجموعة شعرية للدكتور أحمد جار الله ياسين
-
رسائل البيبون
-
حيدر محمود عبد الرزاق ومجموعته الشعرية ( لن يوقف تدفقه دجلة
...
-
جورج بليخانوف والاسئلة الكبرى في التاريخ
المزيد.....
-
مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20
...
-
دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك
...
-
بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك
...
-
شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا
...
-
برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
-
مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
-الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين
...
-
معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف
-
865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع
...
-
-شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|