أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - اصلاح الاخلاق العامة ضرورة دينية ومدنية!؟














المزيد.....

اصلاح الاخلاق العامة ضرورة دينية ومدنية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصلاح الاخلاق العامة وأثره على صحة ديننا ودنيانا ودولتنا!؟
********************************************
لا شك أن لا حل للفساد المالي الحالي الذي يضرب بلداننا العربية الا بإجراء تغيير سياسي جوهري في أنظمتنا السياسية، هذا صحيح بكل تأكيد، ولكن الشيء المؤكد الآخر هو بأننا مع هذا التغيير السياسي (الفوقاني) في الرأس المدبر والمدير لجهاز الدولة ولتركيبة هذا الجهاز السياسي والاداري الحاكم للمجتمع الوطني نحتاج بالضرورة إلى العمل على اجراء اصلاح اساسي (تحتاني)!، أي في أساس الدولة وهو يتمثل في فكر وثقافة وأخلاقيات الناس!، فالمشكلة الاخلاقية جزء كبير وخطير في مشكلة فشل ليبيا المزمن - وكذلك الدول العربية - فضلًا عن فقدانها للنظام السياسي والإداري المناسب لكل دولة وطنية ولطبيعة وتركيبة شعبها!، وبالرغم من انتشار ظاهرة التدين عندنا خصوصًا في قطاع الشباب وبشكل غير مسبوق بالقياس لبدايات القرن العشرين حيث مرحلة النهوض الوطني الليبرالي التي أجهضها التيار القومي الاشتراكي وحكم العسكر الا أن هذا التدين الحالي عند الكثيرين بات منفصلًا عن الاخلاق بشكل ملحوظ!!، فتجد متدينين بلا أخلاق!، بل بعض أنواع التدين نجدها تعلم هؤلاء المتدينين وتلقنهم سلوكيات وحشية همجية (كيف تقتل وتغتال وتغدر وتسرق وتغتصب النساء في سبيل الله ولنصرة الدين!!؟؟)، أعرف بعض الشباب كانوا علي أخلاق فطرية واجتماعية حسنة فلما انضموا لمثل هذه الجماعات المنحرفة والمتطرفة التي تستعمل الدين كشعار سياسي تحولوا إلى وحوش أو إلى اشخاص عندهم الغاية تبرر الوسيلة!، فالكذب والقتل والنهب والسلب مباح في سبيل الله!!.. وحتى من غير هذا الصنف من المتدينن المتوحشين فإن كثيرين من المتدينين عندنا بات التدين عندهم مركزًا على كثرة العبادات وحفظ القرآن والحديث واجترار أقوال السلف!، أو الانهماك في الدروشة والتعلق بقبور من يعتقدون أنهم عباد مقربون عند الله وأن شفاعتهم تُرتجى!!..ولست ضد التعبد وممارسة شعائر التعبد فهو شيء جيد لكنه بمعزل عن الأخلاق الحميدة والفاعلية الايجابية في الحياة الاجتماعية هو تدين ناقص ومبتور لأنه تدين غير مُثمر!، فالتدين المثمر هو ما يثمر أخلاقًا عالية وعميقة الجذور كشجرة طيبة وعلى رأسها الصُدق والأمانة والعفة، عفة اليد والعين والاذن واللسان ثم عفة البطن وعفة الفرج! ، اذا تمكنا من ربط تدين الناس بهذه الاخلاقيات بشكل عميق وواسع النطاق بخطاب ديني متوازن مشحون بكم هائل بالناحية الأخلاقية نكون قد حاصرنا الفساد اخلاقيًا وليس قانونيًا وسياسيًا فقط.. إلا أنه لابد من الانتباه لنقطة مهمة في تكريس وتعليم وغرس الاخلاق الحسنة في نفوس الناس وهي أن هذا الأمر لا يحتاج الى خطاب ديني مشبع بقيمة الاخلاق عند الله فقط، فهذا مهم ولكن نحتاج مع هذا الخطاب الديني الاخلاقي خطاب اخلاقي تعليمي مرتبط بمنطق العقل والمنطق وعلم الاخلاق! . بحيث يعرف الانسان منذ طفولته فوائد وآثار الاخلاق الحسنة على الفرد والاسرة والمجتمع والدولة والاقتصاد!، ويعرف ويفهم مضار الاخلاق الخبيثة كالكذب والخيانة والغش والجشع والانانية على الافراد والمجتمع بل وحتى على حركة السوق والاقتصاد!.. يعرف أن الحياة الاجتماعية والمدنية والسياسية والاقتصادية بدون أخلاق انسانية رفيعة هي جحيم من القلق والصراعات الوحشية القاسية التي يتم أحيانًا تغليفها بشعارات عن التقدم والحداثة والحرية الشخصية وحرية السوق!..... وهكذا بهذه التربية الاخلاقية القائمة على خطاب متوازن ومتعاون بين الدين والعقل وعلم الاخلاق نتمكن من محاصرة الفساد العام بما فيه الفساد الاداري والسياسي وحتى الفساد في ادارة العمليات الانتخابية بحيث تكون نزيهة وشفافة وأخلاقية وعادلة وتنتج الرجل المناسب في المكان المناسب، فحتى النظام الديموقراطي يتأثر ايجابًا وسلبًا بأخلاقيات الشعب عمومًا وأخلاقيات النُخب السياسية بوجه خاص، ولا يمكن لباحث موضوعي أن يغفل دور الاخلاق في صلاح أمر السياسة وأمر الاقتصاد!، لهذا فإصلاح فكر وثقافة والاخلاق العامة أمر أساسي وبدونه لن ينجح أي اصلاح قانوني وسياسي واقتصادي!.

سليم نصر الرقعي



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هموم مغترب ليبي !
- من تسبب في تعطيل عجلة النمو الطبيعي والليبرالي لدى العرب!؟
- تعقيبًا على موقف (نيتشه) المعادي للديموقراطية!؟
- متاهات الحواس و العقل والفلسفة!؟
- ظاهرة الغيبوبة وانفصال الجسم عن الوعي والارادة؟
- هل الوجودية فلسفة أم حركة أدبية!؟
- تقاسم السلطة والثروة بين مناطق الدولة؟ (محاولة للفهم!)
- الفرق بين مشروع (القومية العربية) و(الوطنية العربية)!؟
- نشيد الحانوتي!؟ قصة وخاطرة شعرية!
- أزمة الديموقراطية في بلداننا بين التطرف الديني والعلماني!
- مخلوع في إثره مخلوع، وحكامنا لا يتعظون!؟
- غرامك اللعين..علمني الأنين!(خاطرة شعرية)
- لو حلَّ الاسلام محل المسيحية في أوربا، فكيف سيكون هذا الاسلا ...
- رئيسة وزراء نيوزلاندا تستحق التحية والاحترام
- المجتمعات الغربية مجتمعات مسيحية، هل في ذلك شك!؟
- أزمة وجود المسلمين في الغرب والسيناريوهات المخيفة!؟
- ملاحظات حول الجريمة الارهابية في (نيوزلاند)!!؟
- ماذا سيحدث في الجزائر غدًا !؟؟
- قادة اشتراكيون ثوار تركوا بلدانهم في فوضى وانهيار!؟
- الديموقراطية دفعة واحدة أم على مراحل تنموية متدرجة!؟(2)


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - اصلاح الاخلاق العامة ضرورة دينية ومدنية!؟