المعارضة وكرة الثلج

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسـار العمليـة السياسيـة يسير بإتجـاه أخر بعـد توجـه تيـار الحكمـة الوطني نحو المعارضـة التقويميـة من حكومـة رئـيس الوزراء عـادل عبد المهدي التي أبصم لهـا تحت قبـة البرلمـان على توليهـا سدة الحكم لأربع سنوات مقبلـة ويمتلك فيهـا عـدد من المنـاصب والدرجـات الخاصـة من خـلال برنـامج التوافـق والمحاصصة السياسيـة التي عملت عليهـا الأحزاب والكتـل السياسيـة لتشكيـل أغلب الحكومـات السابقـة منذ إجراء أول إنتخابـات برلمانيـة وتسميـة رئـيس الوزراء بعد فوز أحـدى القوائـم بـأكبر عـدد من الأصوات بإستثنـاء الحكومة الحاليـة التي تم التصويت عليهـا خـارج معادلـة فرز الأصوات وما أفرزتـه صنـاديق الاقتراع والكتلـة الأكبر التي لم تنجح جميع الكتـل السياسيـة في تسميتهـا حتى بعد رفع الأمر للمحكمـة الاتحاديـة العليـا ، وهو الأمر الذي أجـاز للسيـد عـادل عبد المهدي دخول التـاريخ من أوسع أبوابـه وفرش البساط الأحمر لتسنـم رئـاسة الوزراء .
ولكن بـالرغم من مرور أكثر من عـام على تشكيـل الحكومـة عجز عبـد المهـدي عن إكمـال كابينتـه الوزاريـة وبقائهـا تـدار بالوكالـة كوزارة الدفـاع والداخليـة والتربيـة مع وجود بعض المؤشرات وفـق قـانون المسألـة والعدالـة أزاء بعض الوزراء المستـأزرين في بعض الحقـائب الوزاريـة كوزارة لأتصـالات ، من جـانب أخر تـفرد بعض القوائـم مثـل الإصلاح سائرون والبنـاء والأعمار في التكـالب على المنـاصب والدرجـات الخـاصة في الحكومة والعمل على إقصـاء الآخرين وإبعـادهم عن المشهد السيـاسي كمـا حصل عند إبعـاد عبد الحسيـن عبطـان عن منصب أميـن بغـداد ، وذلك مـا يؤاخـذه البعض على تيـار الحكمة الوطني في ذهابـه مؤخـراً الى المعارضـة النيابيـة التي يدعي بعض نواب الحكمـة بأنهـا معارضـة ناعمـة وبأنهـا ضد سيـاسة الحكومـة ولـيس ضد شخص رئـيس الوزراء في مفارقـة سياسيـة في جـدوى خطوة المعارضـة التي تتبنـاها بعض الأحزاب السياسيـة لإسقاط الحكومـة . ، وينهج تحالف النصر آليـة المعارضـة بعيـداً عن التصريح بهـا منـذ اليوم الأول لتولي عبـد المهدي لمهام عملـه ولكنـه لم يصرح بذلك علنـاً كمـا فعل تيـار الحكمة بإصدار بيـان رسمي وإبـلاغه رئـاسة البرلمـان بذهابـه الى المعارضة البرلمانيـة ، وممـا يؤكـد ذلك إستقالـة العبـادي من جميع مناصبـه في حزب الدعوة وتحركـات محمومـة خلف الكوالـيس لضمـان عودتـه لمنصب رئـيس الوزراء عندمـا يحين ذلك بعـد نشوب خلافـات بين كتـلتي الإصلاح والإعمـار بعـد إستحواذ قـائمة لهـا صلـة بـالحشد على منـاصب ودرجـات خاصـة في بعض الوزارات ، وفي تـلميح لأحد قيـادات تحـالف النـصر بـأن هنـاك بعض من يحـاول ركوب موجـة المعارضـة في النهـار بينمـا يتـرجل عنهـا في المسـاء عندما تعرض عليـه بعض المغـانم السياسيـة منوهـاً بعدم خوضها في لغـة المعارضـة في إشارة الى إحـدى الكتـل التي تـروج الى قرب منحهـا منصب نـائب رئـيس الجمهوريـة قريبـاً
وتـلك هي إحـدى منـاورات الكتـل السياسيـة الممسكة بالسلطـة لإيقـاف تـدحرج كرة الثـلج وإيقاف نمو حركـة المعارضـة البرلمانيـة لإسقـاط حكومـة السيـد عـادل عبـد المهدي بعد خطبـة المرجعيـة وتأكيدهـا على تفرد البعض في التكـالب على المنـاصب والدرجـات الخاصـة وتـرك هموم الشعب تـذهب أدراج الريـاح ، وهو مـا يؤكـد بـأن المعارضـة لعبـة سياسيـة الغرض منهـا الوصول الى مغـانم ومنـاصب ومصـالح سياسيـة بخلاف مـا تـروج لـه بعض الكتـل في سعيهـا الدائـم والحرص على تعديـل البرنـامج الحكومي لتقديـم الخدمـات والإرتقـاء بمستوى أداء الحكومة السيـاسي والاقتصـادي بخلاف مضمون ومغزى المعارضة السياسي .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات