أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد علي زيني - بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق














المزيد.....

بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 00:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يقول الكاتب الأمريكي الساخر أشلي بريليانت (Ashleigh Brilliant) "أنا أريد فساداً أقل، أو فرصة أكبر لكي أساهم بذلك الفساد." هذه المقولة تعبر عن طبيعة الأنسان، خصوصاً إذا كانت بيده سلطة حكومية تقتضي تمشية معاملات المراجعين. فالنزيه في هكذا بيئة لا يستمر إذ سيكون نصيبه أما الطرد أو القتل. وهكذا ينتشر الفساد كالطاعون. إن هذه حالة العراق الآن.

عوداً الى عنوان المقالة، يجدر أن نذكر هنا إن أول من فتح أبواب سرقة نفط العراق على مصراعيها، بعد سقوط النظام السابق، هو الحاكم المدني بول بريمر وفقاً لخطة صهيونية لنشر الفساد بشتى ألوانه بهدف خلق دولة فاشلة. وهذا ما حصل بخصوص كافة العمليات النفطية، وبالأخص عمليات التصدير إذ كانت تُنجز دون قياس. لقد فضحت المؤسسة العالمية CorpWatch بتقريرها المؤرخ في 22/3/2007 عمليات نهب النفط العراقي من موانئ الجنوب إذ قدرت كميات النفط المسروقة بنحو 200 ألف الى 500 ألف برميل يومياً.1 كما فضحت تلك الممارسات الفاسدة التقارير المنشورة لكل من: المفتش العام لسلطة التحالف المؤقتة (CPA-IG)، المجلس الدولي الأستشاري والرقابي (IAMB)، المدققون (KPMG)، وكذلك المفتش الخاص لأعادة بناء العراق SIGIR). 2)

ترسخ الفساد في العراق بعد إرساء دولة المحاصصة، وتشابكت أيادي السراق كل يريد حصته من سرقة المال العام ومنها النفط المسروق. ولهذا السبب تراخى المسؤولون في نصب المقاييس المفروض نصبها، وقد قُدرت قيمة ما يُسرق سنوياً بمعدل 5.5 مليار دولار من النفط الخام و800 مليون دولار من المشتقات النفطية. وقد بيّن كاتب هذه السطور في مقال له بتاريخ 23/12/2013 إن 1747 مقياساً من أصل 3,646، أي نحو 48% من العدد الكلي، لم تُنصب بعد.3

لقد استمرت مشكلة المقاييس النفطية كونها خفية وغامضة ولم يقترب منها أحد. ولم يعرف فيما إذا كان نصب العدادات قد اكتمل أم لا حتى أعلن النائب العراقي صادق المحنا بمؤتمر صحفي في 15/1/2017 إن "ما بين 100- 300 ألف برميل نفط يسرق يومياً من عدادات النفط غير المنضبطة في البصرة والتي تصل قيمتها الى 20 مليون دولار أي بما يعادل سبعة مليارات دولار سنويا"، لافتاً الى أن "الباخرات التي تخرج من الميناء تكون محملة بضعف حمولتها المسجلة". وأضاف المحنا، "هناك مشروع لنصب عدادات منذ عام 2008 لكن حصل فيها تلكؤ، وتم تقديم استفسار وسؤال الى وزير النفط حول القضية وتم إجابتنا بأن الموضوع صحيح لكن تم معالجته"، مشيراً الى انه "وخلال المتابعة من قبلنا لم نجد أية أدلة أو ملفات تثبت معالجة الموضوع من قبل الوزارة".

إنها لمهزلة وفضيحة – والله – أن تستدين الحكومة العراقية مليارات الدولارات من هنا وهناك، وبفائدة، لدفع رواتب الموظفين الذين تم تكديسهم بالملايين خلال العشر سنوات الماضية في خضم فساد وإهمال السلطة وعدم تفكيرها قطعاً بضرورة تنشيط القطاع الخاص لزيادة الأنتاج المحلي من جهة وخلق فرص عمل للمواطنين من جهة أخرى.
____________________________________
1 Partap Chatterjee, Special to CorpWatch, Mystery of the Missing Meters
Accounting for Iraq Oil Revenue, March 22nd, 2007
2 أنظر: محمد علي زيني، وقائع المؤتمر العلمي السابع، كلية الأدارة والأقتصاد، جامعة البصرة، ص ص: 31-45.
3 أنظر: محمد علي زيني، هل العراق يحتضر؟ في موقعه على "الحوار المتمدن".




#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزحف الظلام
- المرأة فريدة الأهمية في تطور النشئ الجديد*
- نهضة العرب من جديد ليست بمستحيلة
- السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي
- في ظل الحاكم المدني بول بريمر: فساد وإفساد
- لا الرَّيل....ولا حمد
- فليسقط الكهرباء وليسقط النفط ولتحيى الطاقة!
- هل العراق يحتضر؟
- أثر صفقة غاز الجنوب بين الحكومة العراقية وشركة شل على الأقتص ...
- العقلية الريعية للحكومة العراقية
- حول مذكرة التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة الى مجلس النو ...
- خارطة طريق إقتصادية: ردٌ على نقد
- أيها النواب العراقيون: هل ستحمون مصالح الشعب الذي انتخبكم؟
- هل وفيت بوعدك يا سيد حسين الشهرستاني؟


المزيد.....




- وزير محتمل للخزانة الأميركية -قد يقلب الموازين-.. من هو روبر ...
- إيران تعتزم زيادة صادرات صناعاتها العسكرية بنسبة 50%
- خبير يعلق على صفقة كبرى مع الإمارات فتحت شرايين الاقتصاد الم ...
- 10 أمتار تحت الأرض.. حبس 6 أشخاص بتهمة الحفر والتنقيب عن الآ ...
- طريقة عمل بسكويت الشاي.. هتقومي حالا تعمليه بمقادير اقتصاديه ...
- مجلس الأعمال الروسي - العربي يلتقي بالوفد العماني ضمن التحضي ...
- الصين توسع حملتها على الفساد.. إحالة وزير الزراعة للتحقيق
- “هتكسر الأسواق” سماعات لاسلكية Tone Free T90S بسعر اقتصادي و ...
- بلومبيرغ: الأميركيون يفضلون اقتصاد ترامب رغم نتائج بايدن الك ...
- كيف ستدر -جولة العصور- لتايلور سويفت أكثر من مليار دولار على ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد علي زيني - بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق