|
كولمبيا : سيوفّر إتّفاق السلام التغييرات اللازمة للبلاد – كي لا يتغيّر أيّ شيء
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 22:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كولمبيا : سيوفّر إتّفاق السلام التغييرات اللازمة للبلاد – كي لا يتغيّر أيّ شيء المجموعة الشيوعيّة الثوريّة بكولمبيا جريدة " الثورة " عدد 454 ، 30 أوت 2016 http://revcom.us/a/439/awtwns-colombia-peace-accords-en.html أخبار " عالم نربحه " ، 9 ماي 2016
نُشر المقال الآتى المؤرّخ فى غرّة ماي 2016 على صفحات " الفجر الشيوعي " ( acgcr.org ) ، موقع أنترنت مجموعة الشيوعيين الثوريين بكولمبيا . و قد أضفنا إليه شروحا وضعناها بين معقّفين أمّا ما يوجد بين قوسين فقد ورد فى النصّ الأصلي . و إليكم بعض الخلفيّة التاريخيّة : عرف الريف الكولمبي الحرب الأهليّة بصفة متكرّرة طوال القرون الماضية و تقريبا بلا إنقطاع طوال العقود السبعة الفارطة . و عرفت سنوات 1948- 1958 حربا فى الريف بين الأحزاب المحافظة و الليبراليّة راح ضحيّتها آلاف الفلاّحين و العمّال بالريف . و إثر إتّفاق جدّ بين الحزبين إيّاهما ، وضعت الحرب أوزارها لكن سرعان ما شنّت قوّات الحكومة هجمات على المناطق الريفيّة التى غدت حصونا قويّة للحزب الشيوعي . و فى 1964 ، شكّل ذلك الحزب القوات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة التى تمكّنت فى وقت معيّن من السيطرة أو النزاع على قسم كبير من البلاد و قد إنطلقت الجولة الحاليّة من مفاوضات السلام بين الحكومة و القواّت المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة فى أوسلو سنة 2012 وهي متواصلة فى كوبا الآن . و بالرغم من أنّ المفاوضات تجاوزت التاريخ الذى عيّنته لنفسها أي مارس 2016 ، فإنّ الجانبين يقولان إنّهما فى المرحلة الأخيرة من بلوغ إتّفاق شامل . و شرع جيش التحرير الوطني وهو تنظيم أنصاري تشكّل سنة 1967، فى خوض مفاوضات علنيّة منفصلة مع الحكومة فى مارس 2016. =============================== أعلنت الدولة الكولمبيّة و الجيش الأنصاريّ ، القوّات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة ، دخولهما فى محادثات سلام فى أواخر 2012 و هما الآن يوشكان على بلوغ إتّفاق نهائي . و رغم إشتداد الحرب فى الأيّام القليلة الأخيرة ، فإنّ محادثات السلام مع جيش التحرير الوطني المعلنة قبل بضعة أسابيع ، ستبلغ نفس النهاية فى فترة ليست طويلة . و واقع أنّ هذه الإتفاقيّات قد بلغت هذا المبلغ قد أخذ يهدّئ من التناقضات فى صفوف الطبقات الحاكمة ( و ممثّليها السياسيين و الأدبيين ) بشأن إيجاد أم عدم إيجاد نهاية عبر المفاوضات لهذا " النزاع " ( الذى يشبه أحيانا اللعبة الشهيرة جدّا ل " الشرطي الطيّب و الشرطي الشرّير " ) . هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، تستمرّ الأسئلة فى التصاعد فى صفوف الجماهير الشعبيّة ، ليس بصدد مفاوضات السلام فحسب بل أيضا بصدد نضاال القوّات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة و جيش التحرير الوطني ، الذى خيض طوال نصف قرن . ومن أجل توضيح بعض الضبابيّة المستشرية حول المسائل الأساسيّة ، يجب تسجيل النقاط التالية : ♦ عذابات الإنسانيّة منبعها النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يدمج مليارات البشر فى بوتقة شبكات الإنتاج ( عمليّا شبكات الإستغلال ) المنسّقة تنسيقا عاليا على النطاق العالمي . و تتراكمكلّ الثروة بين أيدى حفنة من البلدان ، دون التخطيط لتلبية حاجيات الإنسانية و أخذ التأثير على البيئة بعين الإعتبار . كلّ كتلة من رأس المال تندفع لمراكمة ثروات أكبر ، إلى التوسّع أو الموت ، فى نزاع مع الكتل الرأسماليّة الأخرى ، ليس فى صدامات بين الشركات و المؤسسات الكبرى فحسب بل كذلك فى نزاعات بين البلدان الإمبريالية تصل حدّ الحرب . ♦ ليست الإمبريالية مجرّد مجموعة من السياسات . إنّها لا تعنى فقط إستخراج الثروة بوسائل التجارةغير العادلة أو النهب المفضوح لبلدان العالم الثالث ؛ رغم أنّها تعنى ذلك أيضا . إنّها نظام تتحكّم إحتكاراته و مؤسساته الماليّة فى الهياكل الإقتصادية و السياسيّة فى بلدانها ، مثل الولايات المتحدة ، وفى العالم قاطبة . و الإقتصاديات وحياة الشعوب فى البلدان التى تضطهِدها الإمبريالية ، وهي عمليّا أشباه مستعمرات أو مستعمرات جديدة ، مثل كولمبيا ، مرتبطة بمراكمة رأس المال و ركيزته فى البلدان الإمبريالية . ♦ و ليست الإمبريالية مجرّد علاقة " خارجيّة " بالنسبة للبلدان شبه المستعمرة أو المستعمرات الجديدة ، و كذلك هو الحال بالنسبة للشركات المتعدّدة الجنسيّات . حتّى حيث وقع إدخال العلاقات الرأسماليّة على نطاق واسع فى البلدان المضطهَدة ، ليست هذه البلدان تسير على طريق التطوّر الرأسمالي المستقلّ و إقتصاديّاتها مفكّكة و مشوّهة أكثر فأكثر ، بينما فى الوقت نفسه ، قطاعات من هذه الإقتصاديات متداخلة العلاقة بصورة متصاعدة مع النظام الإمبريالي . و هكذا يعنى تطوّر الرأسماليّة فى البلدان المضطهَدة تطوّر الرأسمال الإمبريالي . ♦ لقد وقع تغيير الأنظمة الفلاحيّة الوطنيّة لتغدو مكوّنات معولمة من الإنتاج العابر للبلدان و شبكات التسويق . و الفلاحة تفقد بصفة متنامية دورها " الأساسي " فى عديد إقتصاديات العالم الثالث . و قد أدّت الإمبرياليّة إلى تحويلالأرض المستعملة سابقا لإنتاج الغذاء إلى أرض توظّف لإنتاج ألثانول و أشكال أخرى من الوقود المعتمد على الفلاحة ، وهو ما يضاعف حتّى أكثر من هذه النزعات . ♦ و ضمن أنواع أخرى من التشويهات التى تنجم عن هذا الصنف من التطوّر ، تتمّ مصادرة أراضي و أملاك جزء من الفلاحين و الطبقات التقليديّة الأخرى دون القدرة على إستخدامهم إستخداما مفيدا . و النتيجة هي وجود سكّان مدن " مهمّشين " بأعداد ضخمة يجدون أنفسهم فى وضع الشغل نادرا أو البطالة غالبا مع خسارة كبيرة للشغّالين فى الريف . و كولمبيا مثلا ، تورّد أكثر من عشرة ملايين طن من الغذاء سنويّا . ♦ فى ظلّ منطق النظام الذى يحرّكه الربح ، من " العادي " أنّه بينما يُنتج العالم كفاية من الغذاء ليغذّى مرّة و نصف المرّة عدد سكّانه الحاليين ، فإنّ الجوع يفتك بأكثر من مليار إنسان من ضمن السبعة مليارات على كوكبنا. و يحدث هذا فى ما يقال لنا أنّه أفضل العوالم الممكنة . ♦ تستخدم نخب هذه البلدان عنف الجيش و الشرطة و / أو الفرق شبه العسكريّة لتعبيد الطريق أمام المشاريع الصناعيّة الكبرى و المناجم و الطاقة و مخطّطات البنية التحتيّة . و قد شهدت كولمبيا نزوحا هو الأكبر مقارنة بأي بلد آخر بإستثناء سوريا ، حوالي ستّة ملايين . و قد هاجر الملايين الآخرون إلى البلدان المجاورة و كذلك إلى شمال أمريكا و أوروبا . ♦ و تتميّز كولمبيا كبلد من المناطق التى تمحورت حول أربع مدن كبرى . و تضع النخب المدينيّة التسيير الخاص للمناطق الريفيّة و الضواحى بيد النخب المحلّية من خلال المنافع المتبادلة ، النظام المتبادل : تحصل النخب المحلّية على الحكم كما يحلو لها و لها ممثّلين فى البرلمان و بالمقابل لضمان دعمهم السياسي و القبول بهم دون أن تتحدّى حقّا بأيّة طريقة القوانين العامة للعبة التى أرستها النخب فى العاصمة أو وطنيّا . هذا مزيج من المركزيّة القويّة جوهريّا و " لامركزيّة " فى تسيير المناطق ما يفسّر وجود زعامات جهويّة . ♦ و بالرغم من الخطاب الديمقراطي و التبختر الإنتخابي ، دولة اليوم هي دكتاتوريّة الطبقات الحاكمة ( الشركات المحلّية و الأجنبيّة الكبرى و الملاّكين العقّاريين ) كما أثبتت ذلك عشرات آلاف حالات القمع السياسي ، و الإختفاء الإجباري و تقترفه القوّات المسلّحة و الشرطة مهما كان الحزب السياسي فى السلطة . ♦ الدولة الكولمبيّة فى منتهى الفساد وتعمل اليد فى اليد مع الجريمة المنظّمة وهي عميلة الإمبريالية ، خاصة الإمبريالية الأمريكية . لكن هذا لا يعزى أساسا إلى طبيعة الأفراد فى السلطة . بالأحرى ، تخدم الدولة ككلّ و يجب أن تخدم الدفاع عن علاقات إستغلال و إضطهاد الغالبيّة العظمى من الشعب من طرف فئة قليلة و إعادة إنتاج تلك العلاقات . إنّها تخدم الدفاع عن النظام الراهن الذى هو رئيسيّا رأسماليّ ( متداخل مع عناصر من شبه الإقطاعيّة ) و مرتبط بالإمبرياليةّ و إعادة إنتاج هذا النظام . و لن يبدّل تغيير فى الأشخاص أو الأحزاب فى الدولة القائمة من طبيعتها الجوهريّة القمعيّة . و القوّات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة تريد أن تكون جزءا من هذه الدولة . ♦ إنّ مقاومة الفلاّحين التى أفرزت القوات المسلّحة الثورية الكولمبية كانت مقاومة عادلة . ♦ و نشأت القوات المسلّحة الثورية الكولمبية " لمقاومة عنف الأوليغرشيّة الذى تستخدمه الجريمة السياسيّة بشكل منهجي لسحق المعارضة الديمقراطية و الثوريّة و كردّ من الفلاحين و الشعب على عدوان الإقطاعيين و الملاّكين العقّاريين الآخرين الذين مرّغوا حقول كولمبيا فى الدم بسرقتهم الأرض من الفلاّحين و المقيمين هناك " ( كانو [ قائد القوات المسلّحة الثورية الكولمبيّة ألفنسو كانو ] إستشهد به [ رئيس فريق المفاوضات ] إيفان ماركيز فى أكتوبر 2012 بأوسلو). و هكذا من البداية لم تبحث القوات المسلّحة الثورية الكولمبيّة عن معالجة المشكل من جذوره . ♦ ما كانت ترتئيه القوات المسلّحة الثورية الكولمبيّة يشبه أكثر " الرأسمالية بوجه إنساني " ، توزيع أكثر عدالة للثروة و " تحسين " الديمقراطية . بكلمات ماركيز ، ما كانا يبحثون عنه هو " سلام يجلب بعمق نزع عسكرة الدولة ، و إصلاحات إقتصادية – إجتماعية جذريّة تقوم على ديمقراطية و عدالة و حرّية حقيقيين .. لنرفع راية التغيير و العدالة الإجتماعية " " لنعرّى إجرام الرأسمال المالي ونحاكم الليبراليّة الجديدة [ السوق افقتصادية الحرّة ] و نبلغ " فعاليّة و شفافيّة الإصلاح الزراعي الذى ناضل من أجله الشعب المسلّح لسنوات " . ( أكتوبر 2012 ) . و هكذا هدف القوات المسلّحة الثورية الكولمبيّة لم يكن الإطاحة بالرأسمالية و شبه الإقطاعية و الإمبريالية و إنّما " الرأسمالية دون قيود " ، " النموذج الليبرالي الجديد " و " التدخّل الإمبريالي " وعدم المساواة إلخ . ♦ ما تطمح إليه القوّات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة فى ما يتصل بمسألة الرض أدنى حتّى من طموحات لوباز بوماريخو [ رئيس الحزب الليبرالي ، آلنسو] فى ثلاثينات القرن الماضى و لياراس رستريبو [ رئيس الحزب الليبرالي ، كارلوس ] فى ستّينات القرن الماضى . و حتّى إقتراحات بعثة البنك العالمي فى بدايات خمسينات القرن العشرين و التى كان مهندسها لوشين كورى [ مستشار إقتصادي سابق للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفالت ]. ♦ ما إرتأته القوات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة هو " إيجاد إشتراكية ليست مثل تلك التى فشلت أوهي بالكاد تستمرّ على قيد الحياة [ و إنّما ] إشتراكية يتوفّر فيها مجالا لجميع الكولمبيين ... و كذلك لأصحاب المؤسّسات و الرأسمال الأجنبيّين ، مثل الأنظمة الأسكندينافيّة ، فى النرويج و السويد ، حيث العلاقات بين الدولة و الملاّكين و العمّال علاقات جيّدة جدّا ، بمستوى معيشة و فوائد إجتماعيّة عاليين ... ما نريده هو مزيدا من العدالة و مجتمع مساواة...أين يكسب المشغّلون الكبار المال لكنّهم يساهمون أيضا فى التنمية الإجتماعيّة " ( روول رايس ، لقاء صحفي فى كلارين ، أكتوبر 1999). إنّ هذه المسمّاة " إشتراكية " شمالية تحمل إسما هو : الرأسمالية الإمبريالية . و " المساهمات فى التنمية الإجتماعية " التى يقدّمها " المشغّلون الكبار " نابعة من إستغلال الأطفال و النساء و الرجال فى بلدان العالم الثالث . ♦ لقد تغيّر العالم تغيّرا كبيرا فى النصف قرن الماضي و كانت لهذه التغيّرات إنعكاسات على القوات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة ، على أنّ ذلك لم يكن بشكل حيوي . ♦ جعل إنهيار الكتلة السوفياتيّة الإمبريالية الإشتراكيّة فى 1989-1991 ممكنا ، فى ظلّ قيادة الإمبريالية الأمريكية نفسها، بالنسبة للأنصاريين الموالين للسوفيات أن يحقّقوا برنامجهم السياسي بوسائل غير تلك المسلّحة و قد قدّمت أمريكا الوسطى مثالا " ناجحا " فى هذا المضمار . و مع ذلك ، أجهضت الطبقات الحاكمة الكولمبيّة و الإمبريالية سيرورة السلام فى تلك الفترة . و واصلت القوّات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة نضالها المسلّح بينما كانت تتمسّك بأمل العثور على حلّ تفاوضي و حوّل إلى جزء من النظام عندما تظهر ظروف مواتية أكثر . ♦ لقد مرّت كولمبيا من إقتصاد معتمد على تصدير القهوة إلى إقتصاد معتمد على دولارات مبيعات النفط و إلى درجة توغّلت الرأسمالية تماما فى الريف و المدن . ♦ خلال العقود القليلة الأخيرة جرى بناء القوّات المسلّحة الكولمبيّة بشكل ضخم . و غدت الفرق شبه العسكريّة أقوى و أدمجت فى النظام على المستوى الوطني لتفسح المجال لتنامي التدخّل الإمبريالي . ♦ و هذه التغيّرات و غيرها فى الريف و فى العالم لا تجعل من الثورة الحقيقيّة أقلّ ضرورة أو إمكانيّة أو مرغوبيّة بل بالعكس تجعلها أكثر إستعجاليّة . ♦ يتطلّب القضاء على قوّات قمع الدولة القائمة الجرأة و التضحية إلاّ أنّ هذا لا يحدّد صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي لأيّ كان . يشدّد عديد الناس أوّليّا على التضحية و تكريس النفس لقضيّة الذين يضعون حياتهم على أكفّهم فى النضال المسلّح حتّى و إن كانت أهدافهم أهدافا ضيّقة . بيد أنّ التضحيات مهما كانت جسيمة و النوايا مهما حبال البدائل الخاطئة التى يوفّرها الإستقطاب الحالي فى البلاد و الذى يدفعنا إلى الإعتقاد فى أنّ كلّ من لا يوافق على خطّ قوى الأنصار التقليديّة جزء من النظام ( أو يكرّر آراء الرجعيّين ). ♦ ليس خيار وسائل بلوغ السلطة السياسيّة هو ما يحدّد طبيعة الصراع أوالمنظّمة . يجب أن يكون واضحا أنّ الغايات الراديكاليّة تقتضى وسائلا راديكاليّة بما فيها العنف الثوري غير أنّ ما هو حاسم هو : من أجل من و من أجل ماذا ؟ ♦ يجب أن نقبل بوضوح و صراحة حقيقة أنّ القوات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة ( شأنها فى ذلك شأن جيش التحرير الوطني ) لم تمثّل ثورة . لم يمثّلا نضالا فى سبيل تغيير راديكالي ، نضالا فى سبيل الإشتراكية الحقيقيّة بما هي مجتمع إنتقالي لما حدّده تحديدا جيّدا ماركس ( و جرى نشره شعبيّا فى الصين الماويّة ) على أنّه " الكلّ الأربعة " : القضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة وعلى كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه و تثوير كلّ الأفكار المتناسبة مع هذه العلاقات الإجتماعية . ♦ لقد خدمت مفاوضات السلام و ستخدم ( أكثر ) إصباغ الشرعيّة على النظام القائم و على الإصلاحيّة ، و نزعت شرعيّة الثورة بنظر الشعب بلغ مستوى غير مسبوق على يد الهجوم الرجعي عقب سقوط الإتّحاد السوفياتي و إشتراكيته الزائفة . لكنّها أيضا مناسبة هامة للعديد من الناس للتمكّن من مقارنة جميع مظاهر الثورة التى نحتاج مع الأهداف الحقيقيّة التى بحثت عن إصلاح النظام بوسائل ( مسلّحة ) راديكاليّة و تلك التى تسعى للقيام بالشسء نفسه ضمن قانونيّة النظام القائم . ليس لأيّ منهما حقيقة أهدافا راديكاليّة . ♦ اجل ، ستحدث عدّة تغييرات . بيد أنّ التغييرات الناجمة عن إتفاقيّات السلام تغييرات هدفها السماح للنظام بمواصلة السير كالعادة . والشيء ذاته سيحصل إن صعدت القوّات المسلّحة الثوريّة الكولمبيّة أو جيش التحرير الوطني . هناك حاجة إلأى تغيّرات مختلفة ، إلى نوع مختلف من التغيّرات ، إلى التحرّك نحو إعادة إستقطاب المجتمع ، وتطوير قطب ثوريّ حقيقة . ما هوالتغيير الذى نحتاجه حقيقة ؟ عمليّا نحتاج إلى ثورة ، ثورة حقيقيّة . و آجلا أم عاجلا ، كلّ إنسان جدّي بشأن وضع حدّ للفظائع الرأسمالية الإمبريالية سيضطرّ إلى القطيعة مع مؤسسات النظام و ممثّليها و طرق تفكيرها ، و التنظّم للقيام بذلك حقّا . والشيء الهام هو أنّ حلّ المشكل متوفّر و ينبغى على الناس أن يناقشوه و يدرسوه . عالم أفضل ممكن . و القوّات المسلّحة الثوريّة و جيش التحرير الوطني جزء من المشكل الجاثم فى طريق بلوغ هذا العالم الأفضل . إنّهما ليسا جزء من الحلّ . وبالنسبة للذين يتطلّعون إلى عالم مختلف تماما دونالجنون و الفظائع التى يفرزها هذا النظام يوميّا ، الذين يتجرّأون على الأمل بأنّ مثل هذا العالم سيكون ممكنا ، و حتّى الذين يرغبون فى رؤية هذا يتحقّق و لكنّهم إلى الآن إنتهوا إلى القبول بفكرة أنّ هذا لن يحدث أبدا : هناك مكان لكم ،هناك دور تنهضون به ، و من الضروري أن يساهم آلاف و عبر الزمن ملايين الناس فى بناء حركة من أجل الثورة ، بعدّة طرق متباينة – بأفكارهم و مساهمتهم العمليّة و بمساعدتهم و أسئلتهم و نقدهم . للكفّ عن أن يكون ضحيّة التضليل و تضليل الذات ، ينبغى على كلّ إنسان – العمّال فى الريف و المدن ، الشباب فى مدن الصفيح و النساء و الشعوب الأصليّة و الأفروأمريكيين و المدافعين عن البيئة – أن يتبنّ,ا المنهج و المقاربة العلميين اللذين يسمحان بفهم أفضل بكثير من ذى قبل لسير هذا النظام و كيفيّة التحرّر منه ، و بأكثر صرامة تطبيق هذا المنهج و هذه المقاربة على الواقع بصفة عامة و النضال الثوري بصفة خاصة . لا شيء يوفّر معنى أعظم للحياة من شدّ نظرنا إلى هدف هو فى آن معا أكبر تحدّى و ملهم و تحرّري بدرجة كبيرة جدّا ، و كذلك ضروري و ممكن : تحرير الإنسانيّة عبر الثورة و التحرّك نحو عالم شيوعي ، عالم خالي من الإستغلال و الإضطهاد . ما نحتاجه هو الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان ما نحتاجه هو ثورة حقيقيّة – لا شيء أقلّ من ذلك ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدّمة الكتاب 25 عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للش
...
-
الرئيس ماو تسى تونغ يناقش مظاهر البيروقراطية الملحق 3 لكتاب
...
-
الثورة الثقافية فى الصين ...الفنّ و الثقافة ... المعارضة و ا
...
-
تعميقا لفهم بعض القضايا الحيويّة المتعلّقة بالثورة الثقافية
...
-
عشرسنوات من التقدّم العاصف – الفصل الأوّل من كتاب - الصراع ا
...
-
إضطهاد النساء فى أفغانستان و النظام الذى ركّزه الغرب
-
قتل بالسيف فى بنغلاداش : حملة الأصوليين الإسلاميين لإستعباد
...
-
خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ( بريكسيت ) صدمة للنظام ال
...
-
الإنتخابات الأمريكية 2 : ترامب و كلينتون وجهان لسياسة برجواز
...
-
لكن كيف نعرف من الذى يقول الحقيقة بشأن الشيوعية ؟ - من ملاحق
...
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوه
...
-
بستّ طُرق يحاولون خداعكم فى ما يتّصل بالثورة الثقافية فى الص
...
-
تمهيد الكتاب 24-الصراع الطبقي و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتور
...
-
حاجة ملحّة : رفع راية الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان
...
-
هذا نداء إستعجالي لغرّة ماي ! لا وقت نضيّعه ! عالم مغاير جذر
...
-
نحو مرحلة جديدة من الثورة الشيوعية - الفصل الخامس من كتاب -.
...
-
الثورة الثقافيّة : أعمق تقدّم فى السير نحو تحرير الإنسان إلى
...
-
الإنتخابات الأمريكية : مزيد الإضطهاد والجرائم ضد الإنسانيّة
...
-
الثورة الصينية بقيادة ماو تسى تونغ : ربع الإنسانيّة يتسلّق م
...
-
ثورة أكتوبر 1917 : المكاسب و الأخطاء - الفصل الثالث من كتاب
...
المزيد.....
-
رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي يدعو لمنح كاليدونيا الجديدة -شكلا
...
-
شرطة نيويورك تقمع المتظاهرين المؤيدين لوقف إطلاق النار في غز
...
-
أستراليا تعتقل متظاهرين داعمين لغزة والشرطة الأميركية تفض بع
...
-
الجزائر: لويزا حنون زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات
...
-
الجزائر.. زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية
-
نحن في النكبة
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تحيي الذكرى 33 لانبعا
...
-
حركات يسارية وطلابية تنظم مسيرة ببرلين ضد الحرب الإسرائيلية
...
-
وزير روسي: موسكو وبيونغ يانغ تبادلتا مجموعات السياح بشكل واس
...
-
مئات المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين يتجمعون في واشنطن
المزيد.....
-
كيف درس لينين هيغل
/ حميد علي زاده
-
كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رؤية يسارية للأقتصاد المخطط .
/ حازم كويي
-
تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|