أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - تجربة الانتخابات الاخيرة في العراق والمخططات الامريكية















المزيد.....

تجربة الانتخابات الاخيرة في العراق والمخططات الامريكية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر الشعوب في عصرنا بتجارب متلاحقة تتناسب سرعتها مع سرعة نفاذ عصر علاقات الانتاج الراسمالية التي اصبحت خطرا يهدد وجود البشرية والكرة الارضية ومع تطور وعي البشرية وادراكها للمخاطر المحدقة وسبل ووسائل تحرير نفسها من كل هذه المخاطر وبناء مستقبلها الزاهر، والثقة بقدرتها على تحقيق ذلك . ويلعب الدور الاساسي في تحقيق ذلك دراسة تجاربها واستخلاص الخبرة منها وتطوير وسائل واساليب كفاحها . وبدون ذلك تذهب تلك التجارب وضحاياها هباء وتمد في عمر اعداء البشرية ومن هول جرائمهم التي لاتعرف الحدود..
واذ يشارك الشعب العراقي جميع شعوب العالم محنها المعاصرة فقد جعلت ثرواته النفطية وموقعه الجغرافي محط اطماع الراسمال العالمي منذ بداية القرن الماضي وكان التنافس بين الراسمال الالماني والبريطاني من اجل الهيمنة عليه من الاسباب الرئيسية لقيام الحرب العالمية الاولى . وانتهت بهزيمة المانيا وهيمنة بريطانيا على العراق لمدة اربعين عاما خاض شعبنا مختلف اشكال المقاومة السلمية والمسلحة ، انتفاضات شعبية وكفاح مسلح، نضجت جميعها قيادة سياسية واعية استفادت من تجارب شعبنا وجميع شعوب العالم ودعمها . واستطاعت ان تقود نضال الشعب العراقي وتلخص تجاربه وتمده بالوعي الوطني والطبقي الذي مكنه من تحقيق اكبر نصر تاريخي ليس على الصعيد الوطني فقط بل وعلى الصعيد العربي والعالمي. فلم يحرر ارض العراق من اخر جندي وقاعدة بريطانية وتحرير 99% من اراضيه من هيمنة شركات النفط الاحتكارية فقط، بل وقضى على حلف بغداد العسكري العدواني الذي بقي الى يومنا هذا الحلف العسكري الوحيد الذي استطاعت البشرية ان تتحرر منه بنضال شعبنا . فقدم مثلا لشعوب العالم بامكانية كسر شوكة الامبريالية العالمية . وبذلك اضاف شعبنا الى حقد الراسمال العالمي واطماعه سببا اخر ليضعه في مركز اهتمامه ومنطلقا لتحقيق هيمنته على العالم.
نصف قرن واقطاب الراسمال العالمي تعمل على قتل سليقة شعبنا الثورية بابشع اشكال الدكتاتوريات والحروب والتجويع والامراض واستخدام افتك الاسلحة القديمة والحديثة بالبيئة والبشر. ومكافحة طلائعه الثورية باشكال من التعذيب والابادة الجسدية تارة وبالاغراء بالمراكز تارة وشل طاقاتهم الثورية بالرعب واليأس وخيبات الامل، والهروب من الواقع وتبني مختلف النظريات التحريفية واستخدام مختلف الوسائل والمفاهيم المخدرة للوعي والمضللة للجماهير.. فتمكن الراسمال العالمي بلحظة ارهاق فاق طاقات البشر من تحقيق هيمنته على العراق. ووقف بوش على منصة بارجته الحربية ليعلن انتصاره على الشعب العراقي . ولكن هيهات!!
وتوالت الانباء عن تطور مقاومة الشعب العراقي للاحتلال بدءا من ام قصر وحتى الموصل. رغم محاولة قواته بالهاء الجماهير المحرومة ، والمفسدة بالنهب والسلب.. وتشجيع الجريمة المنظمة والارهاب ورغم محاولات ادواته من الساسة المحترفين الذين باعوا الوطن والشعب لقاء مناصب لم تسعفهم تجاربهم وتجارب امثالهم من ادراك مصيرهم الذي لا يقل عن مصير صدام وامثاله، الذين حاولوا تبرير الاحتلال وحتى بتصويره تحريرا وعملوا على تخدير يقظة الجماهير وشل كفاحها السلمي بالخوف من الارهاب . وضللوه بالعملية السياسية والديموقراطية الموعودة وعندئذ سيطلبون من قوات الاحتلال الرحيل وسترحل!! او عندئذ سيجري مقاومتها.
أي دجل !! واي تضليل. والشعب يرقب توالي مراحل العملية السياسية : مجلس حكم، حكومة انتقالية حكومة منتخبة وبرلمان ودستور دائم واستفتاء!! ومعانات الشعب العراقي تزداد عمقا وقسوة ومواقع قوات الاحتلال تزداد قوة ومنعة مستجمعة كل قواها لانقاذ هيبتها التي يمرغها الشعب العراقي للمرة الثانية. ابادة مدن ودكها بافضع الاسلحة ومعدل القتل اليومي لشبيبة العراق في تزايد مستمر فاق معدل القتل اليومي لحكم صدام وباساليب لا تقل عنها قسوة على يد عصابات القتل التي تنظمها شركات الامن الخاصة المدربة في امريكا اللاتينية وعلى ايدي المليشيات الطائفية وفصائل الارهاب الدولي وايتام النظام الدكتاتوري . وحرمانه من الخدمات العامة فضلا عن البطالة تسحق الجماهير سحقا. والقواعد العسكرية تشاد بوتيرة متسارعة ويتعزز مواقع المستشارين والخبراء في كل وزارة ودائرة ومشروع ويتسارع بيع الوطن وثرواته بعقود لاماد طويلة وخاصة بالنسبة للنفط وتحت مختلف المسميات مثل المشاركة في الانتاج .
ومع كل ذلك ولحداثة نضوج القيادة السياسية الجديدة ، بعد ما احدثته كل هذه التطورات من اصطفاف وطني وطبقي جديد كان ضروريا ان يمر شعبنا بتجربة الانتخابات الاخيرة . فقد فضلت كثير من الفئات السياسية المترددة والفئات التي خسرت مواقعها من اعوان النظام السابق، التفاهم مع قوات الاحتلال وادواته على اقتسام السلطة . وجند الجميع كل قواهم من اجل تضليل الشعب والمقاومة الوطنية المحرومة من القيادة السياسية الواعية. فاعتبرت الانتخابات رغم كل الظروف اسلوب سلمي لمقاومة الاحتلال واوقفت عملياتها ضد قوات الاحتلال، طول فترة الانتخابات.
نعم الانتخابات اسلوب ديموقراطي للتعبير عن ارادة الشعوب . ولكن متى وكيف واين؟؟ ففي عراق اليوم حيث تهيمن قوات الاحتلال على كل مقدرات العراق من خلال كل ما تقدم من وسائل واساليب ولاسيما هيمنتها على كل مرافق السلطة والحياة واستخدامها لكل وسائل واساليب تفرقة الصفوف ولاسيما الطائفية واطلاقها لمختلف العصابات والمليشيات المسلحة واستخدامها لكل محترفي السياسة وتغاضيها عن كل اساليب تزييف ارادة الشعب. وجاءت النتائج كما خطط لها المحتلون . وضج المنخرطون الجدد والسابقون في التسابق على المراكز في زوابع لا تلبث ان يخمدها تقاسم السلطة، يتخللها توسلات الادوات السابقة التي تضررت ، وهي تعبر بمرارة عن امالها بان يضمن لها مواقع بالمجلس والحكومة المقبلة من خلال حكومة تضم جميع الاطراف. وكان بامكان قيادة سياسية واعية تحويل غضب شعبنا على هذا الاستهتار بارادته الى انتفاضة شعبية ضد قوات الاحتلال، المهندس الرئيس لسيرها ونتائجها وليس لتحقيق اهداف قوات الاحتلال بتعميق الطائفية والتخندق الطائفي كما يجري على الساحة، ويدفع الجماهير الى الكفر بالديموقراطية ، في حين لم تجرأ اية فئة منهم على ادانة قوات الاحتلال.
لم يعد بامكان الادارة الامريكية تهدئة الراي العام الامركي المطالب بسحب قواتها من العراق والاعتراف بفشلها. فاستخدمت الانتخابات الاخيرة كورقة لتثبت قدرتها على تحقيق انتخابات ناجحة في العراق ، فضلا عن استعجالها على تحقيق مخططاتها في تشكيل حكومة مطيعة توقع على معاهدات طويلة الاجل لبقاء قوات الاحتلال في القواعد العسكرية المحصنة وان يتمتع السفير الامريكي بسلطات المندوب السامي وادارته لكل مرافق السلطة من خلال مستشاريها فيها. وعقد اتفاقيات لضمان هيمنة شركاتها النفطية على نفط العراق لعدة عقود. بل وتتوج انتصارها على الشعب العراقي بتحقيق حلمها باستعادة حلف بغداد بصورته الجديدة التي تضم اسرائيل وتحقق الاطار العسكري للشرق الاوسط الكبير.
كما استعجلت الحكومة الحالية في تحقيق مطالب قوات الاحتلال والمراكز المالية الداعمة لها برفع اسعار النفط لنيل رضى وثقة قوات الاحتلال قبل تشكيل الحكومة المقبلة دون ان تعبأ بما تعنيه من تفاقم معانات شعبنا ومن هدر مصداقيتها ومصداقية وعودها ولم يجف حبر التصويت لها بعد ، كما تسابق ويتسابق السياسين الاخرين لتقديم العهود لقوات الاحتلال فطار بعضهم الى واشنطن قبل الانتخابات وبعدها. اما رئيس الجمهورية فلا حدود لقبلاته للمندوب السامي وللانحناء امام تشيني ورامسفيلد لقاء منحه فرمان رئاسة الجمهورية المقبلة التي اخذ يمارسها ويعلن عن بدئه تشكيل الحكومة المقبلة قبل عقد البرلمان الجديد الذي يجب ان ينتخبه.
والمهم سينضج شعبنا قيادة ميدانية سياسية جديدة تستطيع استخلاص التجارب القديمة والحديثة لشعبنا وشعوب العالم التي اكدت دائما باستحالة التحرر من الاحتلال والتبعية والاحلاف العسكرية الا بمختلف اشكال الكفاح ولاسيما الكفاح الجماهيري السلمي والمسلح وبدون توحيد القوى على هذا الاساس . فلا ديموقراطية ولا حقوق انسان ولا كرامة في ظل الاحتلال. وهيهات للادارة الامريكية وادواتها القدرة على تحويل شعبنا الى رعاع اذلاء كهؤلاء السياسيين.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن والحتمية التاريخية
- مسرحية محاكمة احد اعتى مجرمي العصر
- هل توقف نزف دماء الشيوعيين في ظل الاحتلال
- التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية
- تحية لمؤتمر الحركة النقابية الديموقراطية العراقية
- مجلس الامن يقرطلب الجعفري اضافة سنة اخرى من الفوضى الخلاقة و ...
- نعم الانتخابات القادمة تنجز مرحلة تأسيس هامة وربما الاهم في ...
- ستبقى ثورة اكتوبر تسجل فجرعصرنا عصرتحرر البشرية من جميع اشكا ...
- الاسباب الرئيسية لاخفاق الاحزاب الديموقراطية واليسارية في ال ...
- الشعب العراقي بحاجة الى نضالات جماهيرية لانقاذه من الكوارث ا ...
- الوطنية والاممية والعولمة الانسانية في عصر العولمة
- مع ماركو قاسم استحلف الشيوعيين العراقيين النزول الى الشارع و ...
- الحرب والارهاب ادوات الادارة الامريكية لتحقيق الهيمنة على ال ...
- اثبت اضراب عمال فرنسا في 4/10/2005 حيوية النظريات الاساسية ل ...
- الفوضى الخلاقة اداة الادارة الامريكية لتحقيق استراتيجيتها في ...
- الماركسية نظرية ونهج وممارسة متطورة دائما و ليست هوية فكرية ...
- الشعب العراقي يتحدى قوات الاحتلال وادواته الارهابية والسياسي ...
- خيارات الادارة الامريكية للشعب العراقي وسياسة اهون الشرين ال ...
- رجال الدين الوطنيين يعيدون امجاد شعبنا في ثورة العشرين
- بوش يرفض طلب معظم دول العالم التمييز بين الارهاب والمقاومة ا ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: عثرنا على جثث 3 رهائن في قطاع غزة
- بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلا ...
- خطاب عباس وصورة تميم وبشار، ماذا حدث في القمة العربية بالبحر ...
- طفلة سورية تتعرض للتنمر بسبب تشوه خلقي في عمودها الفقري
- غضب بعد اعتداء تركي على مصري في إسطنبول والسلطات تحقق
- بطاقة حمراء وغرامة مالية لمدرب يوفنتوس بسبب ركله لوحة إعلاني ...
- مطر في بلا قيود: حب الدكتاتوريين لبلادهم هو حب الرغبة في الت ...
- -كنا جميعا تحت الماء-: أفغان يروون لبي بي سي مأساة الفيضانات ...
- بوتين: هجوم خاركيف هدفه إقامة -منطقة عازلة- لمواجهة هجمات كي ...
- -محاولة لصرف النظر وتشكيك في النوايا- جنوب إفريقيا تنتقد رد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - تجربة الانتخابات الاخيرة في العراق والمخططات الامريكية