نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 11:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تجثم على صدري في كل شيء . غذائي ماركته امريكانا ، سروالي جينز ، سيارة الأجرة ماركة فورد ، قلم الرصاص الذي أكتب فيه قصائدي وفروض المدرسة صنع في ( Made in U S A ) . الرز الذي تطبخه أمي حساء لمقاومة جوع راتب الوظيفة رزا أمريكيا ، الحنطة الآتية بسفن مذكرة التفاهم ، حنطة سهول أريزونا ، مسدس الشرطي ، خوذة الجندي وزمزميته ، وأخشى أن يكون الدم الذي يمشي بين أوردة شفتي حييتي أمريكيا ، لحظتها سأشعر باني لا املك الحق لأهديها ديوان نزار قباني الموسوم ( الشعر قنديل اخضر ) بل ينبغي أن اهديها ديوان ولت ويتمان الموسوم ( أوراق العشب ) .
وطبيعيا ، راضيا أم رافضا فان الأمر قد لا يعدو إنني منصاع لهكذا شكلا من الهيمنة التي أردت قميصا استعماريا جديدا يطلق عليه ( عولمة ) ....
وعلي أن ادخل في خضم هكذا شكل من الحياة ، وان الاحتجاج وحتى رفع السلاح يقع في خانة الحق الديمقراطي الذي تكلفه العولمة ، ولأنني لااقاوم سوى بقلبي وحلمي فانا لن امثل لهذا المارد الهائل سوى نملة تمشي بجانب هرم .
لقد رضيت أن أكون هذه النملة لسبب يعرفه الجميع . إننا نعاني من علة الرمز الذي لا يمنحنا قدرة أن نمتنع عن تمني سندويشة الماكدونالد أو أن نجلس مندهشون من تقنية أفلام هاري بوتر أو ملك الخواتم .
تلك الرموز الكارتونية التي تستظل بالرمش الأمريكي لكي تنعم بالحسابات المصرفية والسيارات الفارهة وشقق الكونت دزارو . ومتى طفح الكيل وفق المقاس الأمريكي تحركت أرتال المارنيز لحمل هذا الرمز إلى خانة النسيان كما تحمل ثمرة الباذنجان الفاسدة بعيدا عن قدور المطابخ لأنها لا تصلح للاستهلاك البشري .
وهكذا رأت النملة درس بغداد .
الدرس الذي لم تكتمل بعد دقائق أتمام محاضرته ولازال هناك الكثير ، وترى النملة إن الأمر سيظل مشتبكا بفعل أثنية التداخل التاريخي لبلاد أرادها الزمن الأمريكي أن تكون أنموذجا لحلم الرؤية المقدسة في اليمين المتطرف .
سقط طاغية ، وعلى الفرد أن يأكل حجر تمثاله ويصمت ، أما متى يأتي زمن ( الشعر قنديل اخضر ) فهذا أمر يرتهن بغيب الدبابات .
وستظل النملة تضع يدها على خدها تراقب المشهد ويصبغها أسى الموت اليومي بعبوة التكفير أو النيران الخطأ آلاتية من مدرعات البرادلي أو من بقيا حواسم السجون ومقاهي الحبوب المخدرة والتنباك .
أما قول جرير : أعلل النفس بالآمال ارقبها .... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ...
فهو زاد اليوم إضافة إلى زاد بطاقة التموين ..
أمل يراد له أن يشعرنا بطبيعة ما ننتمي إليه . الحياة بهدوئها وجمالها وقناعتها . أما متى ..وأين ...؟
هذا يعود إلى هاجس ما يقوله جرير
أما ما يقوله الزمن الأمريكي ففيه ملابسات كثيرة ..
هي صنيعة القدر العراقي أم صنيعة التاريخ ...لا ادري ............؟
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟