|
مفارقات إسلامية - 31 -
عبد الكريم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 08:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مديرية الأمن العام "الإلهي" ، شعبة التعذيب "جهنم" . العقوبات الشرعية الصاعقة الماحقة ، ضد كلّ مَن لا يؤمن بالله وخاتم النبيين : 1( فمن أظلم ممّن كذب بآيات الله وصَدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ) الأنعام- 157 . 2 ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) . النساء – 56 3 ( قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ) المائدة - 115 " طبعاً هذه الآية مع ركاكة وفقُر بلاغتها اللغوية ، تخلط بإشكالية ضبابية بين صاحب القُول " الله " والمتلقي " صلعم " ، بجملة قال الله " ؟؟؟؟!!!! 4 ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً مأواهم جهنم ، كلما خبت زدناهم سعيراً ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا ) الأسراء – 97- 98 . هذا الهول العقابي من رب صلعم يجعل من الإنسان أمام خيارين وبحرية كاملة ( الإرادة الحرة ) في الإيمان أو عدمه . ولكن في آيات أخرى تنفي وتُلغي الإردة الحرة للإنسان ، ويصبح قدره ومصيره في مشيئة يد الله العليا ؟! : 1( ما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) يونس – 100- . 2( فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) إبراهيم – 4- . 3( ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) النساء – 88- . 4( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) المدثر- 31 - . 5- ( إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية ) يونس – 97 . وهذه الآية الأقوى بين هذه الآيات ، وهي توبيخ إلهي صاعق ضد صلعم ( حوار نفسي ، ذكي وعبقري من محمد ، لتأكيد مصداقيته النبوية إزاء المشككين من نُخبة قريش ! ) ، تقول الآية : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس- 99 ......؟؟؟!!!!! وأخيراً ، وفي تأكيد قصدي مُعلن من إله الرحمة للعالمين ، يقول ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تَدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً ) الكهف – 57 . يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية ، أن سبب الإيمان وسبب الكفر يرجع إلى الله ، وحسب تعبيره : ( كلا السببين من عند الله ) ؟؟؟!!!
***
السيف الديني وبطشه على الجموع ، يمتطي حصان طروادة الحاضر كما كان في سيرة الماضي . نبي بلا معجزات ، بينما جميع أنبياء كتابه " القرآن " جاءوا بمعجزات . في سورة الفرقان : ( لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقي إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها ) . يقدم الواحدي والطبري وغيرهم في أسباب نزول هذه الآية ، أن المكيين شكلوا وفداً لمفاوضة صلعم على أثبات حقيقة نبوته ، وطالبوه : ( قد علمت يا محمد أنه ليس أحد من الناس أضيق بلاداً ولا أقل مالاً ، ولا أشد عيشاً منا ، فَسل ربك الذي بعثك بما بعثك فليسيّر عنّا هذا الجبال التي ضيّقت علينا ، وليبسط لنا بلادنا وليجرِ فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ؟ ) . تأتي الأجابة الصلعمية لمطالب الوفد المكي ، بعدة آيات تبريرية ، ومنها في سورة الكهف ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) ؟ وهذا المنطوق التبريري ( العاجز ! ) يُفارق سؤال الوفد الذي طالبه بآية " معجزة " عن طريق ربه وليس منه ؟! حاول الوفد بحواره المنطقي مع صلعم لإثبات نبوته عن طريق ربه ، كأنبياء التاريخ " القرآني " الماضي ، لإقناعهم ، لكنه فشل خلال وجوده معهم ل 13 سنة ، حتى الهجرة إلى يثرب ، وفشل أيضاً مع أصحاب الكتاب في أثبات نبوته ، حتى جاء وميض شفرة السيف البتارة ، قاطعة رقاب هؤلاء المتشككين والكفار وأصحاب الجحيم . وبعد موته مسموماً ، أشتعلت الصراعات الدموية حول خلافته ، ثمّ أنتقلت وأكتسحت جحافله الميمونة أنهار الشام والعراق ومصر وغيرها ، وعمّ الخراب من رسالة نبي بدوي بلا معجزات " سحرية " مثل أخوانه " الأنبياء " السَحرة ، من نسل إبراهيم ، المثال الأعلى والأب القائد ( لسلالته النبوية حتى آخر العنقود ، خاتم النبيين ) الذي منح زوجته سارة لفرعون مصر كي ينكحها ، ويجني من نكاحها الرفاه ؟؟؟!!!
*** صلعم ، بين خشوع الجبل وتمرد الإنسان ؟! يتحدث محمد بن عبد الله في كتابه : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ) الحشر – 21 - . ولكن رغم هذا التصدع والخشوع للجبل الصخري المُقاوم والمُقيم أبداً إزاء هزالة عُمر الكائنات ومنها الإنسان ، تتراكم عليه سيول فيضان الخشوع لقرآن صلعم ، بينما لا نجده في آية أخرى يقولها صلعم : ( وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون ) الانشقاق – 21 – . الجبل يسجد وبخشوع وتصدع وبعض الناس الذي خلقهم الله لا يسجدون وأكثرهم لا يقرأون ولا يهضمون حكمة الله ، بينما الجبل ، الصخري ، الجماد يفعل ؟! أيّ عتمة في مجاري الغيب ، تَمرّعلى عقول المؤمنين ، وهم يقرأون هذه الآيات ، ويرددونها يومياً ، بلا سؤال وبحث نقدي ذاتي ، عن معنى هذه التصدعات " المقدسة ! " التي تُربك حياتهم وحياة الآخرين ؟؟؟؟!!!!
#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مواجع
-
مفارقات إسلامية -30 -
-
مفارقات إسلامية - 29 -
-
أربعة هواجس
-
قناني ضائعة
-
مُفارقات إسلامية 28
-
مفارقات إسلامية - 27 -
-
مفارقات إسلامية - 26 -
-
مُفارقات إسلامية 25
-
مفارقات إسلامية 24
-
نصوص
-
نصوص وسادة
-
نصوص غريبة
-
مفارقات إسلامية - 23 -
-
مفارقات إسلامية - 21 -
-
مفارقات إسلامية -20 -
-
مفارقات إسلامية – 19 -
-
مفارقات إسلامية 18
-
مفارقات إسلامية 17
-
مفارقات إسلامية 16
المزيد.....
-
أحدث تردد لقناة طيور الجنة بيبي 2024 على نايل سات وعرب سات و
...
-
شيخ الأزهر عن مأساة غزة: المجتمع الدولي أصابه الانفصام العال
...
-
عمل في مصر 50 عاما.. تفاصيل عالم الآثار الإسرائيلي الذي عاش
...
-
مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
-
أزمة مشتعلة بين الصحفيين والأوقاف المصرية والأخيرة تبحث قرار
...
-
لِيلي غرينبرغ.. مسؤولة يهودية استقالت من إدارة بايدن احتجاجا
...
-
فيديو.. فلسطينيو 48 يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى
-
“انسي الملل وفرحي عيالك” ضبط ترددات قناة طيور الجنة على جميع
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
-
مصر.. سورة بالقرآن يستشهد بها نجيب ساويرس: -تعارض أن الدين ع
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|