أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟














المزيد.....

من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ناقشنا من يدعي القوة و الحرية في ان واحد، يقول بانهما متلاصقان او لا يمكن ان يكون اي منهما على حقيقته دون الاخر . قال رونالد ريغان في حينه؛ ان امريكا قوية لانها حرة . و كان بالامكان ان تكون اليابان اكثر قوة لما يتحلى بالاخلاق و الحرية و الذكاءاو الصين لما تتمتع بالقوة و الكثافة البشرية او روسيا لما تمتلك من القوة البشرية و المساحةاجغرافية او اية دولة اوربية حرة اخرى من ما تمتاز بالحرية و الامكانية اكثر من امريكا ربما . هنا من الممكن ان نتكلم عن الدول النامية او الفقيرة التي منها قوية بامكاناتها الضعيفة و حرة بمعرفتها و نظرتها الى الحرية و ان لم تحصل عليها بعد كما هي في تلك البلدان . اما الغنى و الثراء التي تتشدق بها امريكا ناتجة من مسار التاريخ ونظامها الجشع و ما تعانيه الطبقات التي انقسم عليها شعبها اكثر من اي بلد اخر اثر الفرق الشاسع بين الفقراء و الاغنياء و ما موجود من المرتمين في الشوارع في كل حدب و صوب منهاـ وما اكثر ما يستكعون في جوانب الشوارع و يستنجدون و يستجدون للقمة عيش التي تضم هذه البلاد اكثرالناس بؤسا و شقائا في العالم .
ربما يقيس البعض القوة بالغنى، و الاخر بما يمتلك من الامكانية العسكرية و البشرية للحفاظ على النفس، و ما يؤمن البعض بالقوة و العزيمة بما يتسم به من كافة النواحي الانسانية و الفكرية و ما يعتقده فكرا و فلسفة على الارض . الا ان القوة التي تحافظ على النفس، و من اجل مصالح الانسان والبشرية جمعاء لا يمكن ايجادها في جعبة نظام راسمالي قح جشع كما تؤمن به امريكا و تدعي قوتها . لانها لا يمكن ان تقاوم العزيمة التي تفرضها الايمان بالحق و الحقيقة و المساواة و العدالة الاجتماعية في كل موضوع .
بعدما ذاقت امريكا مر العذاب في حربها الداخليةو ان لم تصاب كبلد في الحربين العالميتين، و انما ظلمت في نهايتها القوى الاصيلة التي غطتها القوة النخبوية العاملة استنادا على العقل البرجوازي و النظام الراسمالي، لم نر من السكان الاصليين اما اختفوا في غياهب الغابات او انقرضوا بعد دمجهم بقوة بالمهاجرين و عاشوا لعشرات السنين تحت ضيم التفرقة العنصرية، و منهم ما زالوا مبتعدين عن المدنية والحضارة .
ان كنا نعرف الحرية على انها التفكير و السلوك و التعامل المفيد بالانسانية ضمن حدود، فانها ربما تحتاج الى تبعات توضح ماهو التعدي على حدود الاخر و من يحددها و اين مكمن الحرية في العقل و التعامل مع الحياة . اليس مصلحة و سعادة الانسان هو الاهم و المبتغى في الحياة، ام الحرية كاسم دون التطبيق على الارض بما تهدف اليه هو الاهم لدى هذه الانظمة العبثية في مضمونها و مصلحية في تطبيقاتها و لم تنفذ مضمون الحرية باية مقياس او معيار معبّر للحرية لمصلحة الانسان بشكل عام .
فان الحرية و القوة يمكن ان تختلفان من شخصية او بلد او كيان او مكون لاخر، نتيجة وجود خصائص خاصة بكل منهم تختلف من حيث المحتوى و تراكمات و متوارثات التاريخ و المعنى مختلف من مكان لاخر او من حامل و متمتع بهما من شخص لاخر . اي قوة دولة اوربية في مدى ديموقراطيتها و نتاجاتها و استثماراتها و صناعاتها، و فوق كل ذلك مستوى معيشة الشعب او الفرد، و الدخل او ايراد الفرد، و مدى سعادته في الحياة .
ان كانت امريكا تتشدق باحترامها للحرية كرمزها في الحياة، و اهتمامها بالحرية كهدف، الا انها يمكن ان تعنت على انها بنت هذه الحرية الخاصة بها على دماء السكان الاصليين من جهة وعلى حساب مصالح الاخرين خارج حدودها و داخلها من جهة اخرى . لانها لا يمكن ان تعيش بنظامها المعتمد، الا على حساب مصالح الاخرين و امنياتهم و انسانيتهم ، فان كان النظام الراسمالي لا يقيم الا على خراب الاخر و الفروقات الشاسعة بين حياة ومعيشة الناس والشعوب، سواء داخل البلدان هذه ام فيما بين البلدان، فان نهاية هذا النظام محتومة في المدى البعيد دون اي شرط . لذا ليس بالمكان ان يكون كل حر قويا و لا عكسه ايضا، لانه سيخسر في النهاية بهذا المحتوى المجوف للنظام الذي يستند عليه و خاصة في العالم الراسمالي .
من جانب اخر، ليس بشرط ان يكون القوي حرا دائما ايضا، فهناك من الاشخاص و القوى و الدول الدكتاتورية قوية و دون ان تتسم باية ذرة من الحرية، و هناك منهم حر دون ان يتسموا باية نسبة من القوة، اي لا يمكن اقتران القوة بالحرية اوالعكس في كل مكان و زمان . فالحرية حرية و القوة قوة بذاتها لا يمكن ان تدفع احداهما الاخرى او تبني على الاخرى فقط، بينما الحرية الحقيقية يمكن ان تولد القوة ايضا في جانب اخر . و هذا عكس ما تدعيه امريكا لانها تروج لنظامها فيما تنشره في العالم و ليس بشرط ان تكون صادقة في ادعائاتها، بما فيها من التضليل لاهداف خاصة بها فقط .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
- ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟
- ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في ...
- هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
- اذا تضايق البرزاني سيقسم اقليم كوردستان دون ان يرمش له جفن
- من الدعم الى الطرد
- كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا
- تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
- انه حمير من مسلاخ انسان
- التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
- هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
- هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
- بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
- هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
- هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
- اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
- ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
- ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
- استمرار تركيا في استفزازاتها !
- الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا ...


المزيد.....




- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟
- لماذا -تتناقض- مواقف إدارة بايدن تجاه أوكرانيا وغزة؟.. مسؤول ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- للمحكمة الجنائية الدولية
- محاكمة ترمب في القضية الجنائية غير المسبوقة تدخل مرحلتها الن ...
- مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح
- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟