أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - مقاطع .. والحبر في إصبعه ..














المزيد.....

مقاطع .. والحبر في إصبعه ..


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 19:49
المحور: الادب والفن
    


اتصلت به زوجته بلهجة تتسارع نحو الإنقاذ من مصيبة أو داهية أو كمن يشارف علي بلوغ ناصية الهلاك , وهو يردد ماتتلفظ به من كلمات لأنه لايدري ماذا تقصد زوجته من هذا الإتصال :
إبنة شقيقتك منعوها من دخول اللجنة للإدلاء بصوتها لمرشحي التيار الذي يقف ضد مرشحي تيار آخر ظل في الحكم والسلطة سنوات عجاف علي الشعب سمان لطاف علي من في السلطة , وصاحبهم قانون الطواريء والأحكام العرفية طوال مدة حكم هذا الحزب التي اتسمت بالفساد والطغيان والإستبداد الراعي الرسمي لهذه المنظومات الملعونة , فما كان منه إلا أن يذهب بنفسه ليحرض أشقاؤه وشقيقاته وأبنائهم للإدلاء بأصواتهم ضد مرشحي السلطة , وحال دخول شقيقته اللجنة الإنتخابية تناست شقيقته أن معها بطاقة الرقم القومي الخاص بإبنة شقيقتها الأخري , ولذلك منعوها من الدخول إلا ببطاقتها , وحال وصوله حسب اتصال زوجته , ردت عليه قائلة بأن المشكلة لم تعد موجودة , فحال وصوله خرجت شقيقته من اللجنة لتعطي إبنة شقيقتها بطاقتها لتدلي بصوتها داخل اللجنة , وحال وجوده أمام اللجنة تصادف وجود أحد الأصدقاء جالساً أمام منزله فأشار له بشرب كوب من الشاي وكرسي دخان زغلول علي النرجيلة , فرفض الشاي واكتفي بالنرجيلة , وحال ذلك أتي إليه أحد أعضاء الحزب الحاكم بتفاهته المعهودة وكذبه المشلول العاجز عن بلوغ مراميه إلا مع أسرته وأقاربه الذين ينطوي سلطانه عليهم بالتصويت لمرشح الفساد , مثله في ذلك مثل صاحب النرجيلة , إلا أن الفارق بينهما يسكن في المصلحة الفردية والأثرة والأنانية بدرجة مفرطة في الحقارة المساندة لمسيرة الإستبداد والطغيان والفساد , أما هو فيحتفي علي الدوام بمفهوم النقاء الثوري , والشرف الوطني عبر مسيرتهما السياسية بأبعادها الإجتماعية المعاصرة لألام وأحزان ومشاكل وأزمات المواطنين المهمشين من سكان المقابر وعشش الصفيح وتحت الكباري والعشوائيات ..
حضر إليه وهو يدخن النرجيلة قائلاً له من غير أن يسأله :
بصدق وبصراحة , مازلت مقاطع للإنتخابات لأنها لن تجدي نفعاً , ولن تصلح ماتم إفساده لمدة 30 سنة عجاف من حكم حزبه الذي ينتمي إليه ويتنكر للإنتماء إليه ولا يجد سوي حكاية واحدة يتشرف بها ويزين تاريخه الملوث بها , قائلاً ومردداً لها بلا خجل وبلا حياء من تكرار ها , فهو من حمل المعارض الثوري علي كتفيه في سبعينيات القرن الماضي , وهو من استقبل الشيخ إمام ومعه عمي أحمد فؤاد نجم , وهكذا يري في هذين المشهدين نقاؤه وثوريته ولا يجد غيرهما , برغم كذبه ونفاقه وغشه بل سرقاته وسلبه ونهبه عبرترتيب الأوراق في بند الصادر والوارد والمصروفات في الدفاتر الرسمية ..
تركه بالرغم من كذبه ونفاقه وظل يسترسل في الحديث إلا أن قام بالتوجه بالقرب من اللجنة بعد نداء أحد أبنائه عليه , ثم دلف خلسة إلي اللجنة وأدلي بصوته , وصار صابع يده مازال مبلل بالحبر الذي يمنعه من تكرار الإدلاء بصوته حسب تعليمات اللجان الإنتخابية , وفي هذه اللحظة شاهده , وحضر إليه مسرعاً قائلاً له :
أليس أنت من تدعي أنك مقاطع للإنتخابات ؟!
فرد عليه وهو في حالة من الإرتباك والحيرة والخجل المرضي وكأنه أرتكب جريمة أخلاقية يتوجب سترها عن أعين الناس , قائلاً : بالفعل لم أنتخب , ومازلت مقاطع للإنتخابات , وأشار بيده بدلالة عدم وجود الحبر علي أحد أصابعه , وأخفي يده الأخري خلف ظهره , وماكان منه إلا أن أمسك بيده الأخري ليظهر الحبر الذي لوث أصابعه بتصويته لمرشح الفساد والسرقة والنصب والواسطة والمحسوبية : وهناردد عبارات يغلب عليها التهتهة ومفادها أنه حر في رأيه سواء بالإدلاء بصوته أو بالمقاطعة , وفي هذه اللحظة حضر جميع أشقاؤه وأبنائهم بعد أن أدلوا بأصواتهم ورحلوا عن اللجنة الإنتخابية , إلا هو ظل يراقب ويفضح أدعياء الكذب والنفاق والغش من أرباب الفساد والطغيان الساقطين في بحيرة الإستبداد الآسنة .



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيبوبة إرادية
- كرامة الإنسان
- الأدب ومجابهة التطرف والإرهاب .. البعد الغائب
- ثنائية العروبة والإسلام : عوامل التفتت وأدوات الهدم !
- ثنائية العروبة والإسلام .. والقضايا المؤجلة !
- يقتل خاله ليدخل الجنة !
- طريق جبل الحلال : استئصال طريق الغواية
- تفكيك المشهد المصري .. دراسة موجزة ..
- الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!
- عن تصريح رئيس محكمة الجنايات , وضرورة المؤتمر الشعبي العام ! ...
- حالة تصوف فلسفي
- غياب مفهوم العدالة
- مع نيتشة :لسنا شياطين .. ولن نكون ملائكة !
- الفرار من العبودية : المستشار فؤاد راشد .. وموقف وطني رائع ! ...
- عن الأطفال الأحداث :ضرورة تغيير السياسات الأمنية ..*
- من نتائج عاصفة الحزم : مجرد رؤية !!
- مجرد رؤية : ماذا بعدعاصفة الحزم ؟!
- من حفل عُرس الشهيد محمد جمال الأكشر : مشتهر ضد الإرهاب !!
- قرابين الآلهة
- عن الآلهة التي تبتهج لمشاهد الذبح والدم والحرق : إلهنا ليس ك ...


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - مقاطع .. والحبر في إصبعه ..