محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 06:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شاهينيات ( 1160)
طرحت السؤال على جوجل فأعطاني (2360) إجابة السبع الأولى منها عن مقالات لي منشورة في مواقع مختلفة أو منقولة عنها . وهي ليست أكثر من اجتهادات لي في مذهب وحدة الوجود الحديث تستند إلى أبحاث علمية تؤكد أن الوجود مكون من مادة وطاقة ولا شيء غيرهما ،وبالتالي فإنه إذا كان هناك خالق فهو يكمن فيهما وليس خارجهما . لأخلص إلى نتيجة أن الخالق طاقة سارية في الكون . وليس في اجتهادي هذا ما يشيربشكل قاطع إلى أن الخالق يدرك وجوده كطاقة ويعرف تماما أنه خالق أي أنه إله يقوم بعملية خلق!
ترى لو أن العلوم في عصر الفلاسفة الطبيعيين ( عصر أرسطو وما قبله وبعده من الفلاسفة ) كانت متقدمة إلى الحد الذي بلغته اليوم ، هل كان أرسطو سيتشبث بمبدأ المحرك الأول غير المتحرك الذي تتم بواسطته الحركة في الكون . مع أن أرسطو لم يجزم بأن المحرك الأول هوبالضرورة إله, لكن يفترض أنه كذلك كعلة أولى للوجود .
السؤال المطروح قد لا يخلو من سذاجة إذا ما نظرنا إلى الخالق كطاقة ، فهل يعقل إذا كان الخالق طاقة سارية في الكون أنه لا يدرك وجوده ؟ وقد لا يخلو من عمق إذا ما تساءلنا عما إذا كان هذا الخالق يعتبر نفسه إلها ، وهنا تكمن الإشكالية التي لا سبيل لبلوغها إلا بالعودة إلى المنطق بنسبيته وليس بإطلاقه .
إذا ما عدنا لفهمنا الإجتهادي أن الوجود بكل ما فيه ليس إلا تمظهرا وتجليا لهذه الطاقة السارية فيه ، وأن الوجود بحد ذاته وبشكل خاص الكائنات العاقلة فيه وعلى رأسها الإنسان يدرك أن وجوده تجل لهذه الطاقة ، فإنه في هذه الحال يمكن القول أن الطاقة تدرك وجودها كطاقة وتدرك أنها خالقة( أي مبدعة ) دون أن تعتبر نفسها إلها . وهنا يمكن ثمثل أي مبدع أو فنان يبدع عملا ما أو انجازا عظيما ويرى نفسه مبدعا (أو خالقا ) استغل طاقته إلى أقصى حدودها ليبدع عمله . وما منجزات الحضارة الحديثة إلا نتاج مبدعين خالقين لا ينفصل وجودهم عن الوجود الكوني ولا تنفصل طاقاتهم عن الطاقة الكونية السارية في الخلق ،وإذا جاز لنا أن نعتبر مبدعي الحضارة الحديثة آلهة فإنه يجوز لنا أن نعتبر مبدع الكون والخلق إلها .
طرحت السؤال بلغات مختلفة على جوجل جميعها قادتني إما إلى النظريات الفيزيائية بدءا من النسبية مرورا بالكمومية وأخيرا بنظرية الأوتار .( أي أن الكون قائم على أوتار غاية في الدقة . وقد أتطرق لهذه النظريات في مقالات قادمة) وإما إلى القوى الطاقوية التي تسير الكون : الجاذبية . الكهرومغناطيسية . النووية الكبرى . النووية الصغرى . وإما إلى العقائد البشرية التي تعتقد بوجود آلهة وراء الخلق ؟
اما حسب النتائج ،فطرح السؤال بالإنكليزية أعطاني (597000) نتيجة . وبالفرنسية ( 222000) نتيجة . وباليابانية ( 350000 ) نتيجة . وبالصينية ( 108000 ) نتيجة .
ونستنتج من كم هذه الأسئلة والنتائج أن ثمة كثيرين بين البشر لا يقتنعون بالأفكار القائمة والسائدة . ويبحثون عما هو جديد في الفكر الإنساني ،وعما يغني الحقيقة ويقود إليها .
*****
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟