|
نماذج فلسطينية لا يمكن قهرها وعلى تنظيماتنا الصمت
تحسين يحيى أبو عاصي
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 21:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقال جديد - نماذج فلسطينية لا يمكن قهرها وعلى تنظيماتنا الصمت - الفتاة جنبا إلى جنب مع الفتي في التصدي – المسيحي إلى جانب المسلم - شبابٌ يقومون بالدبكة وسط المواجهات- وآخرون يقومون بوضع "جردل" فوق القنابل السامة - وغيره يحتفل بيوم ميلاده وسط المواجهات - وعبارات ساخرة وسخرية على جنود الاحتلال – جرأة طفل وامرأة وشيخ على الجندي المدجج بالسلاح – يطلبون الشهادة من خلال الطعن أو دوس عدد من الصهاينة تحت عجلات الحافلة – معنويات عالية جدا لا نظير لها بين الشعوب – شباب وشابات يرفعون شعار ( مش خايفين ) - يواجهون الإعدام الميداني بابتسامة العزة – ويتعلمون ويُعلمون تحت نيران الاحتلال – يوزعون الماء والطعام والكمامات الواقية من الغاز بعزيمة لا تلين – ويوزعون التمر في الشوارع عن أرواح الشهداء – أمهات يودعن فلذات أكبادهن بالزغاريد – الكل يتمنى الشهادة يقولون : هنيئا لمن فاز بها – علما بأن شعب فلسطين رسل السلام والحياة والانسانية ، وفي المقابل هم رجال في ساحات الوغى - والقيام بحملات توعية وبأنشطة تعبوية من أجل المواجهة – محامون وأطباء وموظفون وعمال وفلاحون يشاركون في هذا الحراك الثوري - وفوق كل هذا وذاك يتحدون صامدون ثابتون وقد أدار العرب والمسلمون والعالم ظهورهم لنا ... الكل الفلسطيني الوطني يتصدى لعربدة الاحتلال ، ويفر الجنود الصهاينة من أمامهم كالجرذان ، وهروب الجيبات العسكرية المشتعلة بقنابل المولوتوف ، فلا نامت أعين الجبناء ... والآن بدأت الدماء تثمر والكرامة تحوم في الأفق ، فهذا كيري يتعهد للسيد الرئيس أبي مازن بعدم دخول اليهود الأقصى ، وعدد كبير من حاخامات الاحتلال بمن فيهم الحاخامين الاكبرين يحرمون دخول الأقصى ويطلبون من اليهود عدم الدخول ، وشوارع القدس تشكو من قلة المارة الإسرائيليين ، والحوانيت مشلولة ، وبدأ الاقتصاد الإسرائيلي يئن ، واليهود في ذعر داخل الحافلات العامة وفي الطرقات ، وملك الأردن يضغط باتجاه وقف الانتفاضة برسالة حامية اللهجة ، وأمريكا تجمد أموال السلطة ، واوروبا والدول المانحة تدخل على الخط بكل قوة ، وأمين عام الأمم المتحدة يستجدي وقف الانتفاضة ، والدول العربية تتدخل من تحت الطاولة ، كل هذا الحراك والذي هو بالتأكيد لصالح الاحتلال لم يأت من فراغ ، بل بسبب الثمن الذي تدرك اسرائيل طبيعته وحجمه ... من هنا على الفصائل أن تصمت ، فقد حان وقت صمتها ، فالقرار اليوم بيد الجماهير الثائرة ، من بعد أن باتت شعارات فصائلنا جزءا من الماضي ... شعبنا الآن يحقق ما عجزت عنه فصائلنا ، فهو يجسد الوحدة الحقيقية على الأرض ، ويطالب بوقف الرقص فوق الدماء والأشلاء ، فشلت الأيدولوجيات ، كما فشت المناكفات ، وظهر جيل من الشباب والشابات ليعيد لنا الكرامة التي عجزت فصائلنا على تحقيقها ، كرامة نتاج اثنتين وعشرين عاما بعد اوسلو ، وتسعة سنوات بعد الانقسام ، لقد يئس شعبنا من أن تقدم فصائلنا إجابات من خلال فكر سياسي يقرب بينها ، ويخفف من معاناة شعبنا ، وكل ما يصدر من بيانات من قبل فصائلنا ما هي إلا بيانات فارغة المضمون ، فما يعنيهم هو البيان فقط ، من أجل إشعار الناس أنهم هنا فقط هنا ... لقد انتهى عصر الخداع والتضليل ، هناك فجوة كبيرة بين الشعب وقادته وبدون استثناء ، ولن يحظى شعبنا منكم ببرنامح توافقي ، خاصة حول الدماء التي تنزف ، فقد فشلتم في التعامل مع شعبكم ، ليس فقط استراتيجيا ، بل إنسانيا أيضا ، وهذه غزة تشهد عليكم لا لكم ، وسيفشل الإطار القيادي لمنظمة التحرير في كل شيء ، إضافة إلى فشله حتى الآن في اصدار قرار واحد ويتيم ... إن هذا الدم النازف سينبت حرية ، وسيثمر نصرا وعزة بإذن الله تعالى ... لن يسمح هؤلاء الفتية الأبطال بأن نعود القهقرى ، فمن ثمارهم ، ومن نزيف دمائهم ، ومن عصير عرقهم ، ومن دموع أمهاتهم ، آمل ألا تعود تلك الرموز والأسماء هي ، هي ، ذات الرموز والأسماء ... اصمتوا ولا تتكلموا وكفاكم عبثا ، واتركوا الفتية الأبطال يرسمون لنا مستقبل العزة والحربة القادم بإذن الله ، لكن بعيدا عنكم ... حقا إنه شعب الجبارين رحمك الله يا أبا عمار ...
#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الحب ليس حديث الضعفاء
-
مقتطفات تنويرية
-
لماذا التشكيك بخطاب السيد الرئيس ابي مازن !!؟.
-
السياسة والعلم الحديث – تقريب ومقارنة –
-
المقاومة ومعاناة الفلسطيني في غزة
-
أيها الجهل لماذا تطعنني وأنا أهديك مصباحا !؟.
-
أنا في غُربتي
-
مياه الأفكار الراكدة لا تصلح للشرب ولا للحياة
-
مؤسسة الكون وأسئلة لا بد منها :
المزيد.....
-
الجيش الأردني: مقتل مهربين خلال إحباط محاولة تهريب مخدرات قا
...
-
أنطونوف: واشنطن لا تروقها علاقات روسيا بدول أمريكا اللاتينية
...
-
أمطار غزيرة تودي إلى فيضانات جارفة شمال إيطاليا
-
-تعادل طوفان نوح-.. خبير مياه مصري يكشف عن كارثة تهدد السودا
...
-
لجنة في مجلس النواب الأمريكي تصادق على مشروع قانون حول العقو
...
-
-حزب الله- يستهدف موقع المطلة التابع للجيش الإسرائيلي (فيديو
...
-
أكثر من 13 عملية استهداف.. حزب الله يكشف تفاصيل عملياته الدق
...
-
روسيا والصين.. تعميق الشراكة الاستراتيجية يقلق واشنطن والغرب
...
-
نتنياهو: على الجميع بمن فيهم أنا إعطاء إجابات عن الأسئلة الص
...
-
وزير خارجية مصري أسبق: خسائر الأرواح أكثر ما يؤلم الإسرائيلي
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|