أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الأربعاء: رمضان جانه














المزيد.....

تغريدة الأربعاء: رمضان جانه


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    


لرمضان نكهة خاصة، حيث تهبط الألفة والطيبة والنخوة والكرم على الأزقة والمحلات القديمة. وتستيقظ صور الزمن الجميل لتفصح عن حكايات العكد والطرف، بحلوها ومرّها، مروراً بطقوس رمضان.
وحسب تقرير وكالة "نينا"، يقول إمام جامع "الشيخ صندل" بالكرخ: كانت طقوس رمضان تبدأ قبل حلوله بأكثر من عشرة أيام‏,‏ اذ نقوم بشراء احتياجاتنا من سوق الشواكة، واحيانا من سوق الشورجة، فما من بيت بغدادي لا يتبضع المواد الغذائية الخاصة بالأكلات الرمضانية كالتوابل والبهارات والسكر والشاي والحبوب والرز وأنواع الحلويات والعصير.
عند الفطور، وسماع (يا إله الكون.. إنا لك صمنا)، كانت العائلة تجتمع معا، فتتلوّن السُفرة بالتشريب وأنواع الكبة سواء كبة حامض أو كبة تمن أو كبة مصلاوية إضافة إلى (مطبك) اللحم أو الدجاج والدولمة، وطبعا يسبقها التمر واللبن وشربت قمر الدين، وبعد الفطور يقدّم المحلبي مع الشاي المهيّل.
أما (التمتوعة) فتكون قبل منتصف الليل، وهي الزلابية والبقلاوة واللقم وأحيانا تقدم معها الكبة. في هذا الوقت تستعد ربة البيت لإعداد أطباق جديدة من الرز والمرق كالبامية أو الفاصوليا وغيرها من الخضار، وكذلك طبق (المخلمة).
وللمقاهي أيام زمان، جو خاص ينقلنا إليه ختيار عاش طفولته في محلة "صبابيغ الآل" بالرصافة قرب جامع الخلفاء، اذ يقول: كان البغداديون وهم يدخنون الناركيلة ويشربون الشاي السنكين، يصغون بعد صلاة العشاء إلى حكايات القصخون الذي كان يشنف الأسماع ببطولات عنترة أو أبي زيد الهلالي أو سيف بن ذي يزن في مقاهي الجوبة والفضل وباب الشيخ والدهانة (بالرصافة)، ومقاهي الفحامة وسوق العجيمي والست نفيسة (بالكرخ).
وتنتشر لعبة المحيبس التي عمرها مئات السنين، في الأحياء والمقاهي الشعبية. يتبارى فيها فريقان متنافسان، يمثل كل منهما محلة أو مدينة، ويضم الفريق الواحد أكثر من عشرة لاعبين ويصل أحيانا إلى مائة لاعب. وتتلألأ في أجواء اللعبة الساحرة صواني الزلابية والبقلاوة.
وبدءا من منتصف رمضان يجتمع الأولاد ـ كلّ ليلة ـ في الدرابين حاملين أكياساً من القماش ويتجولون مرددين الأهازيج ومنها: ماجينا يا ماجينا.. حلي الكيس وانطينا.. يا أهل السطوح.. تنطونا لو نروح، فتخرج أم البيت وتعطيهم بعض الحلوى، ولا تقول: ما ننطيها.
وفي آخر الليل يجوب (ابو الطبل) الأزقة، فيقوم بإيقاظ الصائمين وهو ينادي بأعلى صوته: (سحور.. سحور.. سحور)، ثم يردد بنغم ثابت: (اصحه يا نايم .. وحّد الدايم). وكانت الأمهات هن أول من يرهفن السمع لالتقاط إيقاع الطبل، فيقمن بتهيئة الطعام والشراب، وبخاصة شراب الرمان، للسحور.
أيامتلك، لم تكن الكهرباء تنقطع، ولم تكن سلة المسواك عبارة عن بطاقة حصة مذلة، ولم تكن أمهاتنا قد ارتدين السواد من لعنة الحروب والمقابر والعم سام والمفخخات والأمراء وسبايكر.
لقد كان (رمضان كريم) بحق، قبل أن يسرق ملوك الطوائف كرمه وسُفرته وفانوسه لنعتكف مثل الدجاج في بيوتنا الحزينة ونتلوى تحت رحمة (أبو المولدة).



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الأربعاء: متحف الصدفة
- تغريدة الأربعاء: معالي الوزير
- تغريدة الأربعاء: كهرباء المُلا صكر
- سلام على مصطفى جمال الدين
- تغريدة الأربعاء: جبران العراقي
- تغريدة الاربعاء: التبعية الإيرانية
- تغريدة الأربعاء: رسوم العصمنلي
- تغريدة الاربعاء: الإمبراطورة
- تغريدة الاربعاء: الشكر شكران
- تغريدة الاربعاء: الصحفية - أم ستوري-
- تغريدة الاربعاء: الى الوراء درّ
- تغريدة الأربعاء: حقوق الانسان.. شوربة
- تغريدة الاربعاء: الشحرورة والشرطة
- تغريدة الأربعاء: توفيق الرويبضة
- تغريدة الاربعاء: مالئ الدنيا وشاغل -المحافظ-
- تغريدة الاربعاء: طنجة
- تغريدة الاربعاء: سافرة والسجناء
- تغريدة الاربعاء: النمور
- تغريدة الاربعاء: الشياطين
- تغريدة الاربعاء: سلطان


المزيد.....




- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...
- -لتدريسها مادة المثلية الجنسية-.. محكمة مصرية تنظر في دعوى ب ...
- بعثة ايران بالامم المتحدة تؤكد اجراء مفاوضات غير مباشرة بين ...
- رئيسي يؤكد على خلق الحوافز اللازمة وإزالة المعوقات امام النا ...
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم نتنياهو بالتخلي عن أر ...
- النمسا تستأنف تمويل الأونروا بعد اطلاعها على خطة عمل الوكالة ...
- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الأربعاء: رمضان جانه