|
( داعش ) تحطم إصول القرآن في الموصل
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 00:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوجد في التوراة ( مراثي إرميا ) وقراءتها لمعرفة اين نحن ، وماهي الافكار التي تقدم في هذا الكون . وجود التداخل الثقافي المعروف بين العراق وإيران ، إشتغل عليه للتلاعب على عواطف الناس ، وكتبت له كتب الفقه الصفوي ، ليتغلل فيها الفكرالمجوسي بين الناس ، لتغسل أدمغتهم ، ويوجهوا حيث يريد الغريب ، وإلتقى هذا الفكر مع ذاك الفكر ( مراثي إرميا ) كما إلتقت فكرة صراع الحضارات مع فكرة حوار الحضارات ، ولم تتقاطع معها ، وإلتقى محمد خاتمي مع هنكتن في فكرته ، للتلاعب على الناس من خلال التغلل في عقائدهم ، ضمن تداخل ثقافي ليس موضوعه في هذا المقال . من حطم آثار الموصل ومن شكل المليشيات ، كلهم لديهم مصلحة في طمس إصول العراق ، وفكرة حوار الحضارات لخاتمي ، لاتختلف عن فكر ( داعش ) التي حطمت الاثار ، والمليشيات كداعش تستأصل إرتباط العراقيين بعراقيتهم ، ترفع صور خامنائي وتتخذ من سليماني قائدا لها ، وهذا يكمل لذاك ، وذاك يشرع لهذا . زعماء الحرب والمليشيات من خليفة الموصل وهادي العامري وقيس الخزعلي ، يقودون أسفل وأقذر حملات للتصفيات الطائفية والعرقية ، يحرقون الناس في كربلاء والموصل وسوريا ، وتهديد الاكراد بحرب تقلق الامنين ، تهجير مسحيي الموصل أهل البلد الاصليين ، والقتل الممنهج للابرياء في المساجد والحسينيات ، والطرق المؤدية الى كربلاء ، وخصوصا في منطقة ديالي والشمال الشرقي لبغداد ، في الموصل تحطم الاثار ، وتستهدف حضارة عمرها اكثر من سبعة آلاف عام ، وعلى الجانب الاخر يتحرك قاسم سليماني و مليشياته ليحطم سايكلوجية بشر من الداخل . مشروع الاحتلالات المركبة ، بشقيه الايراني والامريكي من البداية واضح ، وأطرافه وأدواته الغبية تكمل بعضها بعضا ، ذاك في الموصل يحطم الاثار ، وهذا يهجر ويصفر دولة ويقضي عليها بالكامل ، ووجود داعش تحرص على إدامته ايران ، ليكمل لها مشروعها ، وداعش هذه لاتتقاطع ولاتختلف مع مشروع المليشيات الايراني في العراق ، وهي طرف في المعادلة ، وبدونها لايستمر الدكان الطائفي والصراع الشاذ في العراق والمنطقة . فعندما تخرج ( داعش ) لتحطيم آثار الموصل ، فهي تكمل مشروع سليماني في وسط وجنوب العراق ، لعسكرة الناس وخندقتهم طائفيا ، واسلمتهم أمريكيا ، ومع ذلك عاد وعي بعض العراقيين بعد إنتهاء التخدير ، وطلبوا من ابناءهم الانسحاب من معسكر سليماني في مايسمى الحشد الشعبي . سأفترض أن ( داعشا ) وكل عناصرها مسلمون ، وفرض المحال ليس بمحال ، والاسلام من دون العرب ، لاقيمة له تذكر ، إسلام متستهدف ليل نهار من الاعلام الايراني . الله أنزل القرآن باللغة العربية ، أنزله لشريحة واسعة من البشر ، وهم عرب ، والمشتغلون في أداءه والقادرون على حفظه وإدامته هم عرب ، وعندما يقرأ الاعجمي آيات القرآن لايميز بين المرفوع والمنصوب ، ويغيير المعني ، ليفهم ان الله يخشى من العلماء ويبرأ من رسوله ص ، لكن مشروع الاحتلالات المركبة في العراق ، أول إستهداف له ، إستهدف اللغة العربية ، وشكك بنسب صاحب الرسالة ، وأرجعه مرة الى الارامية وأخرى الى الفارسية ، وإلتقى خطاب ايران الاعلامي مع خطاب الاسرائليين في تشويه سمعة كل عربي ووضع جميع العرب في سلة واحدة . الانسان الواعي وخصوصا العربي الاصيل غير مغسول الدماغ من قبل خليفة ( المسلمين ) أو ولي الفقيه ، يعي خطورة المرحلة ، ولاتمر عليه هكذا مشاريع . وسأفترض أيضا أن الجزء الاكبر من جنود داعش عرب ، وسأفترض أن عملهم في الموصل ( تحطيم الاثار ) رد فعل ، يدافعون عن دين وعقيدة ، ويتصدون لمليشيات الهلال الشيعي ، الممتد من ديالى حتى الانبار لتدجينها ، وبعد هذا الافتراض أسأل : ألم تكن هذه التماثيل في الموصل جذورا للديانات الثلاثة السماوية ( اليهودية والمسحية والاسلام ) ؟. آثار الموصل هي جذور الديانات السماوية ، ولم يتعرض لها نبي ولا مرسل ، ولا خليفة من خلفاء المسلمين ، وكان على الدوام ابناء الديانات الاخرى وزراء ومستشارين في دولة الخلافة ، فأي دولة خلافة هذه التي تهجرهم اليوم ؟. من الاكديين خرجت كل الديانات السماوية ، والاثار في العراق شواهد على أنه توجد حضارة وبشر خاطبهم الله بمفرداتهم ، ولم ينزل القرآن الا بهذه الادوات التي يستخدمها البشر ، من منظومة أخلاقية وقانونية وتشريعية وولغوية ، كلها نزلت بما هو متاح بشريا ، وضمن هذا المتاح الذي إعتمده القرآن ، وهو المنجز الاكدي ، وتحطيمه يعني تحطيم إصول الاسلام وتهشيمها ، والقرآن العربي لايمكن أن يصبح عربيا بدون الاكديين ، فمن الاكدية وجدت العربية ، فعمل داعش هو مكمل لما يقوم به قاسم سليماني للقضاء على حضارة وهوية شعب لغايات معروفة .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة أبو إجخيل
-
مآساة الطب في العراق
-
اللعب على المشكوف
-
داعش ... خنزير طروادة الامريكي
-
النفوذ الايراني في العراق
-
دستور الاحتلال الملغوم
-
لاجهاد تحت راية ضلال
-
الاسلام في خدمة الشيطان
-
( الولاية الثالثة ) للمختار
-
ثورات النعال في العراق
-
الجلاد المقدس
-
ايها الوحش ايها الاستعمار
-
المواطن ( ينتصر )
-
أنعاك يا ابن العم : خالد جامل الكرعاوي
-
السعودية وايران والحضن الامريكي
-
القدر مكان
-
المالكي خيار السيستاني
-
رسالة من الوطن : إلغاء السفر
-
حسن العلوي ( المثقف ) صانع الديكاتور
-
( معركة الحشفة المقطوعة )
المزيد.....
-
التلفزيون الإيراني: تعرض طائرة الرئيس -لحادث- وسط تعثر جهود
...
-
-حادث صعب- لمروحية بموكب الرئيس الإيراني.. وغموض بشأن وضعه
-
فيديو: أحد أكثر المطارات ازدحاما وأحدثها في البرازيل يغرق تح
...
-
أنباء متضاربة عن -هبوط صعب- لمروحية الرئيس الإيراني في شمال
...
-
واشنطن ونيامي تعلنان في بيان مشترك بدء انسحاب القوات الأمريك
...
-
وسائل إعلام: القضاء على زعيم الانقلاب في جمهورية الكونغو الد
...
-
علييف يصف الصداقة الإيرانية الأذربيجانية بعامل استقرار في ال
...
-
تراشق كلامي بين ترمب وبايدن وحشد على فوهات البنادق
-
طائرة الرئيس الإيراني تتعرض لحادثة ومصيره مجهول
-
إيران: تعرض هليكوبتر تقل الرئيس إبراهيم رئيسي لـ-حادث- في مق
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|