أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران














المزيد.....

كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


هناك فنانون تشكيليون بريطانيون مشهورون جداً لكنهم مجهولين للناس لأنهم معتكفون ومتوارون عن الأنظار تماماً يعيشون حياتهم السريّة الخاصة، ويجدون متعة كبيرة في حجب معالمهم الخاصة، وسيرهم الذاتية، وأنشطتهم الفنية التي تجد طريقها إلى الناس خُلسة. وهذا ما حصل تماماً مع الفنان الغرافيتي البريطاني كينغ روبو الذي ظل مجهولاً طوال حياته التي لم تجتز الخامسة والأربعين عاماً. غير أنه عاش مشهوراً، ذائع الصيت، ينشر أعماله الغرافيتية (الرسوم والكتابة على الجدران) كلّما عنَّ له ذلك مالئاً الدنيا وشاغلاً الوسط الفني البريطاني من دون أن يطل علينا إطلالة واحدة بالصوت أ و الصورة، وإذا ما ظهر لسبب اضطراري جداً فإنه يظهر بوجه مُقنّع لا تبرز منه إلاّ عيناه اللتان لا تفضيان إلى معالم وجهه المخبأة التي تحولت إلى طلّسم محيّر يتوق الناس لفكّه ومعرفة أسراره الدفينة.
لم يكن كينغ روبو هو الفنان الغرافيتي الوحيد المجهول في المملكة المتحدة، فثمة فنان غرافيتي آخر مازلا متوارياً عن الأنظار منذ سنوات طويلة وهو روبرت بانكسي الذي يُعرف باسمه الأخير فقط، وهو العدو اللدود لروبو منذ ثلاثة عقود تقريباً. وقد اقترن اسم بانكسي بروبو حتى في خبر وفاة هذا الأخير حيث نشرت "الغارديان" مقالاً تحت عنوان لافت "كينغ روبو، منافس الغرافيتي بانكسي، يموت" وكأنّ هذا الموت سوف يخفف عن أعباء بانكسي التي تحمّلها منذ بدء المنافسة عام 1985مع عَلَمٍ آخر من أعلام الغرافيتي "المجهولين أو المتوارين عن الأنظار".
في الثاني من أبريل2011 عُثِر على الفنان كينغ روبو مُصاباً إصابة خطيرة في رأسه يُعتقد أنها ناجمة عن السقوط من أعلى السُلّم الذي وُجد بقرية، وقد اضطرته هذه الإصابة البليغة لأن يبقى طريح الفراش خاملاً لمدة ثلاث سنوات إلى أن فارق الحياة في 31 يوليو 2014 نتيجة لمضاعفات صحية حادة كما أشار فريق عمله على موقعه الشخصي ولم تُوجّه التهمة لأحد بما فيهم خصمه الدائم بانكسي الذي سقط في قلب الدوائر الضوئية الملونة للشهرة منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي من دون أن يكلّف نفسه عناء الظهور إلى العلن.
لعِب التلفاز البريطاني دوراً كبيراً في شهرة الفنانيَن روبو وبانكسي وذيوعهما اللافت للنظر، فهما ليسا الفنانَين الغرافيتيين الوحيدَين في هذا البلد، وإنما هناك أسماء فنية كثيرة يمكن أن نشير إلى أبرزها أمثال كارترين، ستيك، بول إنسيكت من لندن، ومجموعة كبيرة من بريستول أمثال أندي كاونسل، نيك ووكر، بِن ويسلون وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً علماً بأن بعضهم متوارٍ عن الأنظار أيضا. كانت قصة الخصومة بين روبو وبانكسي موضوعاً للقناة التلفازية البريطانية الرابعة التي عرضت فيلماً وثائقياً يحمل عنوان "حروب الغرافيتي" في أغسطس 2011 حتى بات الاثنان أشهر من نارٍ على علم!
رسم روبو قطاره الأول كعمل غرافيتي عام 1985 في قناة ريجنت بكامدن الذي يمكن الوصول إليه عن طريق الماء فقط. وكان العمل عبارة عن قطعة غرافيتية ملونة كبيرة الحجم تسمّى "روبو المحدودة" التي أصبحت على مدى السنوات أقدم قطعة غرافيتية بلندن. لقد أُزيلت كل أعمال روبو تدريجياً من القطارات والجدران بمدينة لندن ولم يبقَ منها سوى هذه القطعة التي أوحت، على ما يبدو، للمعنيين بالأجناس الفنية بأهميتها وضوروة بقائها كشاخص فني غرافيتي ماثل للعيان.
في عام 2009 شوّه بانكسي غالبية رسوم روبو إما بالأصباغ البخاخة أو بلصق رسوم جديدة عليها أو تخريبها بأي شكل من الأشكال. صرّح روبو بأن بانكسي قد قُدِّم له ذات مرة بهدف التعارف في تسعينات القرن الماضي فما كان من هذا الأخير إلاّ أن يقول بفظاظة: "أنه لم يسمع به" فرّد عليه روبو بصفعة على قفا رقبته أذهلته وأسقطت نظارتيه من وجهه".
لم يقف روبو مكتوف اليدين إزاء تشويه بانكسي لأعماله الغرافيتية، حيث ردّ الأخير بكلمات نابية وشتائم ظلت تتوالى بين الاثنين حتى نوفمبر 2011، أي بعد ثلاثة أشهر من عرض فيلم "حروب الغرافيتي" حيث ذهب بانكسي بنفسه إلى جدارية روبو في كامدن ورسم عليها تاجاً وشمعة موقدة تحية لروبو ومحاولة جاده منه لإنهاء الخلاف مع منافسه الأبدي الذي كان في حينه لا يزال غارقاً في غيبوبته الطويلة المؤلمة التي وضعت لحياته.
ثمة معارك عديدة على الجدران اندلعت بين روبو وبانكسي لكننا اكتفينا بذكر البعض منها، وحسبنا أن روبو، كما زعم أعضاء فريقه، قد غيّر وإلى الأبد فن الغراقيتي في العالم على الرغم من قصر حياته.
لابد من الإشارة إلى أن الغرافيتي ليس جديداً وإنما يعود إلى أيام الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية القديمة. وتُعتبر الألوان البخّاخة وأقلام الخط "والتأشير أو التظليل" هي أبرز الأدوات المستعملة في هذا النمط الفني الذي ينطوي دائماً على رسائل اجتماعية وسياسية تُعبّر عن روح العصر، وتجسّد هموم شرائح واسعة من الناس. ليس بوسعنا أن نفعل شيئاً سوى أن نحيّي روبو الذي ظل متواريا لثلاثين عاماً قبل أن يدخب في رقدته الأبدية.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متوالية الأقنعة في رواية -أقصى الجنون . . الفراغ يهذي- لوفاء ...
- أنتلجينسيا العراق بين الماضي والمستقبل تحت مجهر سيّار الجميل
- حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية
- الشخصية الأسطورية في الفيلم الوثائقي الإيراني
- تقنية الإبهار في فيلم أمازونيا لتييري راغوبير
- مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزو ...
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا
- المخرج آسو حاجي يوثق الديانة الإيزيدية عبر خطاب بصري
- فيلم (Dom) للمخرج التركي خليل آيغون
- لمناسبة تكريمه في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- لمناسبة تكريم أحمد المهنا في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة ...
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (2-2)


المزيد.....




- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...
- غزة تحت النار.. الشعراء الشهداء إذ ينثرون إبداعاتهم


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران