أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رفقة رعد - الكلام النسوي ( حل لمشكلة العدم )














المزيد.....

الكلام النسوي ( حل لمشكلة العدم )


رفقة رعد

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 21:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اعجابي الكبير بالنساء جعلني اراقب تحركاتهن و جلساتهن و طريقة عملهن ، جاءني هذا الشغف من صغري وانا اراقب النساء الأقل شأننا من الرجل ، و عندما بدأت افكر بالحرية كمطلب انساني ليس له علاقة بالنوع الجنسي لهذا الانسان ان كان ذكراً أو أنثى ، و عندما بدأت بالتساؤل عن القدرة التي تمتلكها المرأة كي تكن كائن غير مغبون الحق ، بل كائن يقف ليواجه العالم أو عالمه الطبيعي دون ان تشعر احداهن انها في مكان لا يمثلها .
اتحدث هنا عن نساء تركن حياة كاملة بعد رحيلهن ، نساء صنعن من حياة الآخرين مستقبل. و اثناء بحثي عن هذا النوع من النساء وجدت الكثيرات حولي بدءاً من أمي و انتهاءنا بامرأة تبيع الغاز في شوارع بغداد. لا فرق عندي ان كانت موظفة بدوام كامل أو بدوام جزئي أو كانت عاملة تنظيف ، هن عندي ملكات سعين طوال حياتهن ليكن موجودات هن واطفالهن ، تلك النسوة جعلنا من العراق رغم خرابهِ مكاناً جميل ، يسعني ان ابتسم اذا ما نظرت إلى جزئياته ، وان كان ملامح الألم هي التي ستصادفني في وجوههن ، لكن لم يمنعهن هذا الألم من انجاز الكثير ، حزني فقط على عمر تبدى دون متعة ، فمتعة نساء مهموات كانت بسيطة جداً ومحدودة ، لكثرة تعثرهن بالخيبات .
تواصلي المستمر مع النساء جعلني ادرك ان اغلب هؤلاء النسوة غير مدركات إلى غياب كينونتهن أو اسباب وجودهن في هذه الحياة ، و السؤال الفلسفي ( لماذا نحن موجودين في هذه الحياة ؟ ) اذا ما طرحته على احداهن ستبتسم دون ان تدرك حتى ما الغاية من السؤال . شعور المرأة بالعدم في عالم المفروض يكون من ضمن وجودها ، يحتاج إلى كشف هذا العدم اولاً اي ادراك المشكلة ، ومن ثم السعي إلى حلها ، المرأة العربية كائن معدم لا يجد نفسه ضمن عالم الرجل أو ضمن عالم خاص به ، لان وعيها بوجودها منقوص وهذا ما يجعلها قليلة الوعي في امكانية الحل و كيف يمكن ان تنتقل من ذات مخفية إلى ذات واضحة المعالم و مرئية . الشعور بالعدم يمكن نقله و التغلب عليه اي له حلوله التي كشفتها بعض من النساء أو ظروفها جعلت كشفه واضح ، و لعل من ابرز هذه الحلول هو الحوار النسوي ، أو الاجتماعات النسوية البحته على فترات زمنية متقاربه يتشاركن الحديث و الخبرات ، و اكيد استحضار الصدق في القول ، و في استقبال الخبرات بعيداً عن النميمة أو تداول الاخبار مع الغرباء .
لو راقبنا نساء جنوب العراق من نساء الاهوار أو نساء قرى حدود بغداد كمثال، سنجد ان النساء اكثر قابلية على التعبير عن الذات و ينتقص لديها الشعور بالعدم وذلك يعود إلى الاحتكاك المباشر بينها و بين باقي النساء ، فلا انعزال يمكن ان يمنعها من التحدث عن تجربتها أو ما تشعر به مع الاخريات ، و حتى احتكاكها مع عالم الرجال موجود لان عملها في الحقل أو الهور يجبرها على كل ذلك ، فنجد شخصيتها أكثر صرامة و قدرة على الاستنطاق.
الكلام عند افلاطون هو الديالكتيك الذي يكشف عن الحقيقة التي يبحث عنها الفيلسوف أو كل هاوي نحو المعرفة ، فما الضرر من كشف حقائق النساء لانفسهن بالديالكتيك ، بالتكلم و الاستماع و اللغة ، في ان يتشاركن لغتهن و مواضيعهن الخاصة ، في ركن خاص من هذا العالم ، خصوصاً اذا كان استخدام اللغة العامية هي الاساس في هذا الحوار والتقارب ، لان العامية أكثر قربا للذات من الفصحى ولربما أكثر قدرة تعبيرية للإنسان ، و يعتبر مصطفى صفوان ان كل لغة فيها متسع للتخيل الشاعري و للكلمة المناسبة ، فليس هناك من لغة سوقية ولغة نبيلة ، فالفصاحة و السوقية كلاهما ممكن في كل اللغات ، كما اكد دانتي مسبقاً على ان اللغة التي يتعلمها الإنسان على ثدي أمه هي الافضل. العامية لغة الحياة اليومية لا لغة السلطة أو الدولة ، لذلك هي تضمن للذات ان تكون ضمن بيئتها الصحيحة لبوح أكثر رصانة و صدق، وهذا ما تحتاجه المرأة ان تكون أكثر قدرة على التعبير عن ذاتها و بالتالي تشعر بحجم غيابها و تسعى للظهور.
هناك في داخل كل إنسان طبيعة فطرية للبوح ، مهما كتمنا في انفسنا ومهما حاولنا تقمص دور الصامتين ، هي حالة تشمل حاجتين تحتاج إلى اشباع ، تتمثل الاولى في الحاجة إلى البوح ، و الثانية هي الحاجة إلى مصغي جيد ، فالكلام ليس حالة سرد لغوي كما يمكن ان نفعل ذلك مع جهاز تسجيل صغير في غرفة معزولة ، الكلام تواصل مع الآخر ، هو فعل إنساني تفاعلي أكثر من كونه فعل ذاتي ، يمكن ان يحقق التعددية و الاستثناء بين الذات و الآخر ، فكما تقول حنا ارندت (( نحن ندرج انفسنا في العالم الانساني بالكلمة والفعل ، وهذا الادراج هو مثل ولادة ثانية ، نؤكد من خلالها و نأخذ على عاتقنا الحقيقة العارية لمظهرنا الجسدي الاصلي)) . رغم ان حنا تعتبر الفعل و الكلام غير مشروط و تنبع بواعثه من بداية مجيئنا إلى هذا العالم ، فهو بالتالي ليس حاجة ، ولكن ما يصيب الذات بشكل عام أو المراة بشكل خاص ، من عدم يقتل ذاتها و يجعل من حائط منزلها هو اقصى ما يمكن ان تراه هنا يكون الكلام و الفعل حاجة ملحة للحرية .
وهنا يأتي دوري و دور كل امرأة ، ليس في عقد لقاءات نسوية أو ممارسة فعل الكلام فحسب، بل دورنا كمصغيات جيدات ، نتعلم كيف تكون اعيننا بئر يستوعب ذات الآخر و كيف يكون حضننا فراغ واسع لأستيعاب ما يخزنه الآخر ، فنجمع في نهاية اللقاء كل ما جمعناه يوماً عن أب أو صديقة ، عن حبيب أو أخت ، نتشارك به بلغتنا فيخلق التواصل و يخلق الوجود، ولعل اغنية مشتركة نرددها سوية يمكن ان تشبع هذه الحاجة أو رقصة تتلامس بها اكتافنا يمكن لها ان تغير حال الذات و عدميتها إلى مكان اوضح لرؤيتها ، ربما رقص سماع كما يحب ان يصفه الصوفية ، وهذا ما تحتاجه كل النساء ، رقص سماعي يخرجهن من عالمهن النسوي إلى العالم الانساني ...



#رفقة_رعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء العراق بين فكي داعش والحروب
- ذاكرة بطعم العشب
- في الطريق إلى شارع المتنبي
- العدم في دقائقهِ الاولى
- الضياع بين اربع جدران
- نوايا السلاميات
- السلم وحتمية الانصياع للدولة عند اسبينوزا
- بعد صوت الباب
- ذاكرة بطعم الخبز
- خارج اطار مشروع السلام الدائم
- ذاكرة بطعم التمر
- أمنية فخارية
- ما زال هناك ثلج
- حمراءُ الشَعر
- حكاية لحظة
- أهداء الى كل نساء الثورة
- لما أنا بنية العينين
- السلام وضمان الطبيعة له عند الفيلسوف كانط
- رمالُ أنا
- أمنيات رجل


المزيد.....




- أصابه بحالة خطيرة.. الشرطة الأسترالية تقتل مراهقًا بالرصاص ل ...
- زاخاروفا تصف كلمات زيلينسكي حول -شيفرون على كتف الرب- بـ -ال ...
- -هو متعجرف ويجب طرده-.. الإعلام الإسرائيلي يكشف عن مشادة كلا ...
- نتانياهو: الحكومة قررت إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...
- لوزانسكي: أوكرانيا مادة استهلاكية تستخدمها واشنطن للحفاظ على ...
- مشاهد توثق الأضرار الناجمة عن قصف -كتائب القسام- للقوات الإس ...
- الحكومة المصرية تكشف موعد عودة تخفيف أحمال الكهرباء
- ضابط أوكراني يدلي للغارديان بتصريحات غير متوقعة عن الصراع مع ...
- ثاني زلزال يضرب إنغوشيا جنوب روسيا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رفقة رعد - الكلام النسوي ( حل لمشكلة العدم )