أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد الحواري - أستمع أيها الصغير















المزيد.....

أستمع أيها الصغير


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 15:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


استمع أيها الصغير
ولهم رايش
ما يميز هذا الكتاب تناوله طريقة التفكير عند الأفراد والجماعات، ومن ثم طريق العمل التي يقومون بناءا على تلك الأفكار، فرغم أن الكاتب تناول المجتمعات الأوروبية إبان الحرب الأولى والثانية، لكنه الطبية البشرية واحد، ومن هنا ينطبق تحليل الكاتب بشكل شبه كامل على المواطن العربي، ويبدو لنا وكأن الكاتب وضع كتابه عن الحالة العربية حاليا، وليس لأي مجتمع آخر، وذلك لتطابق التحليلات والاستنتاجات التي يضعها ولهم رايش في كتابه، سنحاول إضاءة بعض جوانب الكتاب التحليلية لعل وعسى نجد من يأخذ بها، ليس للمعرفة وحسب وإنما لتحسين طريقة التفكير أولا ثم السلوك ثانيا.

خلق القائد الملهم

نحن بشكل دائم نسعى إلى استنساخ شخصية الرسول محمد (ص) أو عمر أو صلاح الدين في القادة الذين نأمل أن يأتوا لكي يخلصونا مما نحن فيه، فنحن هنا نكون في حالة الانتظار والترقب لكي يأتي الخلاص من خارجنا وليس منا، فنحن من خلال هذه التفكير نتكل على شيء خارجي ـ الله ـ كمخلص لنا، ليس كأفراد وحسب بل كمجتمعات وكأمة أيضا، وهنا تكمن المصيبة، مجتمع بكاملة أو امة مجتمعة تسير في طريق الاتكال والانتظار للقدوم المخلص والخلاص، فهي في إجازة عن الفعل أو التفكير.يقول الكاتب حول هذا الاتكال "أنه يغطي صغره وضآلته بأوهام قوة الآخرين وعظمنهم، انه فخور بجنرالاته العظام، لكنه ليس فخورا بنفسه، انه معجب بالفكر الذي ليس من عنده ولكنه غير معجب بفكره هو" ص8 مثل هذا التفكير والسلوك لا بد له من أن يؤدي بصاحبه إلى الموت في مكان، فهو كمن يقفز في الهواء فيعود إلى ذات النقطة التي انطلق منها.
"أنت تعرف كيف تحصل على حريتك ولكنك لا تعرف كيف تصونها، إنني لا افهم لماذا كلما تشق طريقك بعناء وتخرج من المستنقع تنتهي بما هو أسوأ منه .. أنت نفسك تلعب دور ناظر العبيد أثناء كدحهم، حيث انك أنت رقيب نفسك، لا احد غيرك يتحمل مسؤولية استعبادك" ص8، إذن تكمن المصيبة في الأفكار التي نحملها عن ذاتنا وعن الآخر، فنحن بالنسبة له لا شيء، من هنا نسلم له، وكافة القيود والأصفاد التي نكبل بها وفيها، فنمسي مجرد أغنام يسوقها الراعي حيثما شاء وأينما يريد.
هذا القائد الملهم لا بد له من أدوات فكرية تساعده على العمل في تكبيلنا وتسلمنا له، فالفكر يعد احد الوسائل المهمة في نجاح عملية التقيد والتخدير،"أنت وحياتك، وعائلتك وأطفالك لا تساوون شيئا، إنكم أغبياء وإمعات، وانه بإمكان المرء أن يفعل بكم ما يشاء، لا يعدونكم بحرية شخصية وإنما بحرية قومية لا يعدونكم بثقة ذاتية إنسانية وإنما باحترام للدولة، لا بعظمة شخصية وإنما بعظمة قومية" ص15 إحدى وسائل التخدير التي تناولها العديد من رؤساء القبائل العربية، فمذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع مثل هذه الخزعبلات، والتي يؤيدها العديد منا، " أنت مخلوق وضيع لا يتحمل أي مسؤولية ، وستبقى على هذا الحال، ومع ذلك فأنت تسميهم "منقذين" و"محررين" وتصرخ "يحيى! يحيى" و "يعيش! يعيش" ص16، هذا هو الواقع العربي بكل تجلياته، كل قبيلة تلفظ بهذه الكلمات وكأن رئيسها يسوع المسيح، أو النبي محمد (ص)، فكأنما الحالة التي تناولها رايش هي الحالة العربية وليس غيرها، إلى غاية هذه الساعة نسمع من البعض، عندما يذكر رئيس القبيلة، مرددا بعد أسمه "طول الله عمره" أو "حفظه الله" ونستمع إلى التصفيق والتهليل، هكذا نحن، متخلفين، متخلفين.
هناك مسألة تكاد تكون حقيقة شبه مطلقة عند المجمعات العربية، إلى وهي النظر المعجبة إلى من يأتي من الخارج وتحقير وتتفيه كل ما يصدر من الداخل، دون أن يتم التفكير بصواب أو خطأ هذا أو ذلك، وهذا الأمر لمسناه في تفاصيل صغيرة جدا، حيث يتم التجاوب والانسجام مع الطرح عندما يكون صاحبة ـ من خارج المنظومة الاجتماعية ـ علما بأنه وجد نفس الطرح، الاستهجان والذم، عندما تم طرح من الداخل، فهذه المسألة تعد احد السلبيات التي تثبط الفكر من التقدم إلى الأمام وتبقيه أسير للرواسب الفكرية الساكنة، "فطالما أنا بعيد عنك فلن تتمكن من أن تذبحني، واحترامك لعملي يكون أكثر إذا ما نظرت إلى هذا العمل من بعيد، انك تحقر كل ما هو قريب منك، تضع جنرالك اومارشالك على منصة لتتمكن من أن تحترمه على الرغم من انه قد يكون جديرا بالاحتقار، ولهذا فان الرجل العظيم كان منذ بداية التاريخ المكتوب، يحرص على أن تفصل بينك وبينه مسافة" ص 85 و86، هذا المسألة تتعلق بالأفراد العادين وال(قادة) فكلاهما يتعاملان مع الداخلي بطريقة سلبية محبطة،ونحن هنا لسنا في موضع ضرب الأمثلة، فالواقع في مجتمعاتنا يؤكد وبقوة هذه النظرة،

الرجل العظيم فعلا وقولا
العظماء وحدهم متميزون في تفكيرهم وأقوالهم وعملهم، ويعملون لخدمة الإنسان أولا وقبل ذاتهم، يعطينا الكاتب بعض هذا صفات الاستثنائية التي يختصون بها، "من طبيعة الرجال العظام ألا ينسوا، وأيضا ألا ينتقموا، وإنما ليفهموا سبب تصرفك الدنيء،... الرجل العظيم سيعاني بسبب أفعالك الشريرة هذه بالنيابة عنك، لا لان هذه الأعمال الشريرة عظيمة، ولكن لأنها حقيرة، انه يريد أن يعرف ما يدفعك إلى عمل هذا"ص24، هذا القول يشير إلى أن العظماء من يعملون ـ فكريا وعمليا ـ ويتألمون نفسيا عندما يشاهدون الأخطاء، إن كانت مقصودة أم لا، فهم من ينتمي إلى المجتمع ، من هنا نجدهم في حيوية دائمة اتجاه الأحداث،

خطوة إلى الوراء

ما يميز الحركة العربية أنها بشكل مستمر إلى الوراء، منذ أن وقفنا بجانب الفرنسي والانجليزي ضد العثماني وحركتنا إلى الخلف، ولو قارنا أوضاعنا ـ كمجتمع واحد ـ قبل (الاستقلال) لوجدنا بان حرية التنقل والحركة كانت لا تقارن بما نحن فيه، فالآن كل عائلة أصبحت دولة ولها حدود وجواز سفر ونظام وجيش من الشرطة، والحركة أو التنقل في ظل هذه الأوضاع كمن يسير في حقل من الشوك، هذا عدى عن فقدان العديد من الحقوق الأساسية للمواطن غير الوطني، طبع هذا نتج من خلال تراكمات وتطوير الفكر والنهج القبلي، الذي تعمل به كافة دول الطوائف، فيقول ولهلم رايش عن هذا الوضع"، أنني لا افهم لماذا كلما تشق طريقك بعناء وتخرج من المستنقع تنتهي بما هو أسوأ منه" ص8، ويضيف على نفس المسألة " التحرر من الاستعباد للوقوع في استعباد آخر، ليست مسألة بسيطة" ص12، هذا الكلام ينطبق بدقة متناهية علينا كمجتمعات عربية، قمنا بالتحرر من الأتراك ووقعنا تحت الاستعمار الغربي، تحررنا من الاستعمار الغربي ووقعنا تحت استعباد رئيس القبيلة ـ الدولة ـ حاولنا تغير الرئيس فجاء شيخ الدين الأكثر بطشا وتخلفا، وها نحن الآن في مستنقع القتل والتشرد والخوف والجوع، حتى أن العديد منا يترحم على رئيس القبيلة ومنا من يترحم على الاستعمار الغربي وغيرنا يترحم على الأتراك، فأين نسير؟


فهم الدين

الدين في المجتمعات له مكانه مرموقة، ويعد احد الأدوات التي تستخدم في ترويض وتقيد الأفراد والمجتمعات، وعلى مر الزمن لعب الدين دورا حيويا في الأحداث، لما له من قدرة على التغلغل في النفوس، لكن رايش له فهم خاص للدين فيقول "لا اعتقد انه من اجل أن يكون المرء متدينا بشكل أصيل فان عليه أن يخرب حبه للحياة وان يصبح جامدا في جسده وروحه" ص19، يدعونا الكاتب إلى التعاطي مع الدين كشيء مساعد وحيوي في الحياة، وليس لكي يكون مثبط ولاغي للحياة، كما نسمع الآن من هذا المفتي أو ذاك الشيخ، جاعلين من الحياة مجرد ممر شاق وصعب، وفيه من الحرمان والممنوعات والمحذورات ما يفوق المسموحات، مما يجعل الإنسان وكأنه في غابة ممتلئة بالمفترسات.


الخلاص والحرية

الكاتب لا يطرح المشاكل والسلبيات فقط، بل يتناول الحول وطرق الخلاص أيضا، وهنا تكمن أهمية الكتاب "استمع أيها الصغير" فيقول "حتى لا تكون عبدا لسيد محدد، وحتى لا تكون عبدا لأي كان فانه لا ينبغي أن يكون سادتك بعد الآن أفراد محددين، قياصرة مثلا" ص12، دعوة إلى الابتعاد عن عبادة الفرد، أيا كان ومهما كان، فهؤلاء الأفراد لا بد أن لهم مثالب وجرائر، ويمكن أن يجرونا إلى الجحيم، من هنا يدعو الكاتب إلى عدم الأخذ بالأفراد بالمطلق.
"أخاف منك لأنه لا شيء تهرب منه أكثر من هربك من نفسك، أنت مريض، هذه ليست غلطتك، لكن مسؤوليتك هي أن تتخلص من مرضك" ص16، هنا دعوة إلى معرفة الذات والتصالح معها، محاسبتها قبل فوات الأوان، "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" ومن خلال هذه الكلمات البسيطة، يمكن لأي إنسان أن يعرف ويفهم طبيعة الخطأ من الصواب، وأين كان السلوك الصحيح وأين عكسه، فهي دعوة إلى أن تكون الذات هي الفاعلة والحيوية، وليس أفكار أو أشخاص من الخارج، ينتدبون عنا للقيام بما نحن أهلا له وواجب علينا ومطلوب منا.
لا يعد التفكير مسألة متعلقة بالقادة وأدواتهم، بل هي ذاتية خاصة، تتعلق بالذات، "هل سألت نفسك مرة ـ بإخلاص ـ ما إذا كنت تفكر بطريقة صحيحة أم لا؟... فأنت لم تفكر حول صحة تفكيرك، بدلا من ذلك فأنت فكرت حول ما سيقوله جارك عنك، أو إذا كان إخلاصك سيكلفك شيئا من المال" ص22، إعادة النظر في طريقة التفكير المتبعة يعد ثورة على الذات، فهنا يتفق الكاتب مع نظرية الشك التي تدعو إلى التحرر من كافة الأفكار السابقة التي نحملها وإعادة النظر فيها، فأينما تصل بنا الأفكار الجديدة نكون على الطريق السليم، لأنها اعتمدت على التفكير وليس على التقليد، واعتمدت على البناء الفكري وليس على ما هو متعارف عليه.
الذات الإنسانية يمكن لها أن تقوم بالأعمال الخارقة، وهذا يم فقط إذا تحرر من الأوهام الخارجية، الإنسان يكفي أن يكون ذاته، حتى يكون مبدعا، ليس مثل فولان أو علان، لا يريد أن يقلد زيد أو عبيد، فقط عليه أن يكون ذاته ليس مطلوبا منه أكثر من هذا وسنجده يقوم بالإبداع والانجاز الايجابي المميز، "أريدك أن تتوقف عن أن تكون إنسانا أدنى، اريك أن تكون ذاتك، ذاتك بدلا من الجرائد التي تقرأها أو الرأي البائس الذي تسمعه من خارج" ص29، الحكمة تكمن في التفكير، فهو المفتاح لكل الأبواب المقفلة، وهو من سيجعلنا نحن ـ العاديون ـ نتجاوز العادية إلى التميز والإبداع، وأيضا التفكير هو من سيجعلنا نجد ونلتقي بدلتنا الضائعة بين الأشياء والأفكار والشخصيات، الذات وبداية التفكير بها ستجعل الحلم حقيقة.
عندما نقوم بهذا الأمر، لا بد لنا أن نصل إلى النتيجة المرضية وتحقيق الذات، "تخلص من سياستك ودبلوماسيتك،لا تأبه لما سيقوله جارك بل استمع لما هو داخلك، سيكون جارك منونا لك بذلك أيضا، قل لزملائك في العمل في شتى أنحاء الدنيا انك ستعمل فقط من اجل الحياة ولن تعمل بعد اليوم من اجل الموت، بدلا من أن تعمد إلى إعدام جلاديك بادر إلى إصدار قانون يهتم بحماية الحياة الإنسانية والصلاح الإنساني، احم الحب لدى أطفالك الصغار من هجمات الرجال والنساء الشهوانيين الذين لا يشبعون.. ارم بنطلونك المخطط وقبعتك العالية ولا تبحث بعد الآن عن رخصة لتعانق زوجتك، اتصل بشعوب البلدان الأخرى، فهم مثلك في مزاياهم الحسنة والسيئة، دع طفلك يتربى كما خلقته الطبيعة (أو الله) لا تحاول أن تحسن الطبيعة، حاول بدلا من ذلك، أن تفهمها وتحميها، اذهب إلى المكتبة بدلا من أن تذهب إلى مباراة الملاكمة " ص69 و70، الخلاص بسيط جدا يبدأ من الذات التي تتحرر من المنغصات والمثبطات وتتجاوز الصعاب، ثم تبدأ في عملية البناء الخلاق، البناء الذي يرضي النفس قبل الأخريين، البناء الجميل المنسجم والمتكامل مع الطبيعة ـ الطبيعة كما وجددها الذات ـ، كما نجد دعوة للاهتمام بالجوهر والتخلص من الشكل، فالمضمون هو الأساس في تحمنا في طريقة تفكيرنا، والشكل، إن كان لباس أو مظهر خارجي، أو لفظ بلهجة معينة، لا يقدم أو يؤخر في طريقة التفكير والعمل، فالجوهر إذا كان فاعلا، فلا شيء بعده يوجب الحرص عليه.
" استمع إلى صوتك الداخلي الذي يستحثك برفق، حياتك بين يديك، لا تأتمن أحدا عليها، وبالذات زعيمك الذي انتخبته" ص71، تذكير بأهمية الاعتماد على الذات والحذر من كل الأفكار الخارجية، خاصة التي يطلقها (الزعماء) فهم منذ أن وجدوا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها سيعملون على تحقيق مصالحهم ألذاته، والتي دائما تتمثل في القتل والدمار، فهم من أوقدوا نار الحرب وهم من يغذوها.
الأنا هي الفاعل الأهم في تكون التحرر ومن ثم الانتقال إلى العمل الايجابي، فإذا كانت الذات مكتفيه بذاتها، واستطاعت أن تتجاوز الأفكار الملقنة، وتتجاوزها إلى طريقة التفكير السلم، فلا بد لها من النجاح والوصول الأمن إلى الحقيقة، من هنا فمثل هذه الدعوة لا بد لها من محفزات تعمل على دفع عملية التفكير المتحرر إلى الأمام "يقولون انك غبي، أما أنا فأقول انك ذكي، ولكن جبان، يقولون انك زبالة المجتمع الإنساني، أما أنا فأقول انك بذرته، يقولون أن الحضارة تحتاج إلى عبيد، وأنا أقول أن الحضارة يمكن أن تبنى بدون عبيد" ص97، هذه الدعوة الصريحة إلى الثقة بالذات تشكل المنطلق الذي سيحررها، فهي تشكل البداية الجيدة لكي تبدأ عملية التفكير السليم.

الدعوة الأخلاقية للسلوك
الكاتب يعتمد إلى الجوانب الإنسانية في طرحه للحلول، ويبتعد عن المفاهيم والمقولات الجاهزة، التي تخرب وتهدم لتحقيق بعض المآرب التي يمكن أن نعتقد بأنها حسنه، فو يربط الغاية والوسيلة بعروة وثقى لا انفصال بينهما، فالغاية الحسنة لا بد لها من طريق حسن، وإلا ستختلط الأمور ويكون السوء هو السائد " انك تعتقد بان الغايات تبرر الوسائل، حتى تلك الوسائل الدنيئة، انك مخطئ، فالغاية هي نفسها تعبد الطريق الذي يوصلنا إليها،... ليس هناك غايات عظيمة يمكن الوصول إليها بوسائل خسيسة، أن خساسة أو لا إنسانية الطريق الموصل إلى الهدف تجعلك خسيسا أو لا إنسانيا، وتجعل الهدف غير ممكن الوصول إليه" ص74، ربط الكاتب بين الجوانب الأخلاقية والسلوك، يعد أمرا جديدا على المجتمعات، فالعديد من سلوكيات (القادة) والأفراد استخدمت فكرة "الغاية تبرر الوسيلة" كتبرير لسلوك كافة الطرق واستخدام كافة الوسائل التي تردي إلى الهدف، فلا يوجد منها محذور أبدا.
الانقلاب على هذا النهج من السلوك وإعادة ترتيب الأفكار بشكل سليم هو أهم ما في طرح ولهلم رايش. فهو يتجاوز الخطأ ويطرح البديل.

النهل من كل شيء جيد
هناك العديد من الأشخاص الذين يأخذون الفكر من زاوية واحدة فقط، مكفرين أو مخونين أو محبطين كل ما لم يتفق معهم فكريا، وكل من يحاول أن يتعرف على الآخر عن غير طريقهم، هو بالتأكيد منحرف، فكريا، فهم حالة دائمة من الخوف، يرفض وبشدة التعرف عن الآخر، يكتفون بما سمعوه من هذا (القائد) أو من تلك الصحيفة، فتمسى عندهم أفكار لا يأتي الباطل من خلفها ولا من بين يديها.
الكاتب يرفض هذا التوجه ويدعو إلى المعرفة وفهم الآخر حتى نستطيع أن نتعامل معه بطريق صحيحة وسيمة، "لقد اتهمتني بحيازة كتب من تأليف لينين وتروتسكي في مكتبتي، لم تكن تعرف، يا صغيري، ما هي المكتبة، لقد قلت لك أن لدي كتب هتلر وبوذا والمسيح وغوته ونابليون وكازانوفا أيضا في مكتبتي" ص81، التحرر من فكرة المحذورات والممنوعات يعد احد أهم الوسائل السليمة للوصول الأمن للهدف، التفكير المستقل، وتحرير الذات، وجعلها المقياس والمعيار للحكم على الأشياء. هنا الاطلاع وقراءة الأفكار الأخرى يعد مسألة مهمة في تكون الذات الحرة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات عربية
- طريقة تفكير العربي
- مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت
- المرأة بكل تجلياتها في رواية -الوطن في العينين- لحمدة نعناع
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي (النص الكامل)
- الحضارة الهلالية (الفلاح والراعي)
- قصة حب مجوسية
- الحضارة الهلالية (الجنة)
- الحضارة الهلالية (البعل راكب السحب)
- اللغة في غير محلها
- سفر الموت في -مفتاح الباب المخلوع
- الحضارة الهلالية (قدسية رقم سبعة)
- التكوين الهلالي والتوراتي
- نحن العرب
- التأثر المصري في التكوين التوراتي
- الخطوط البارزة في التاريخ (المدن الشامية)
- الخطوط البارزة في التاريخ (الدولة الاشورية)
- الخطوط البارزة في التاريخ ( الدولة البابلية)
- عصر الدويلات السومرية (آور)
- الخطوط الباروة في التاريخ ( الدولة الأكادية)


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد الحواري - أستمع أيها الصغير