أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - اللعبــة مستمـرة














المزيد.....

اللعبــة مستمـرة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 12:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن جورج حاوي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني قد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد,ووصل إلى المشفى الذي لاقت فيه روحه باريها, حتى بدأت نفس ماكينة الإفتراءات,والادعاءات بالغمز من قناة سورية ,والإشارة"ببراءة" مطلقة إلى معارضته لسوريا.كل ذلك في سبيل توجيه الأنظار باتجاه بؤرة يسلط عليها الضوء الآن دون غيرها ,ولاستمرار تلك اللعبة التي عنوانها الأعرض والمعروف هو استهداف سوريا,والتي يبدو أنها لن تقف عند حدود اغتيال القصير ,والحاوي. ولم ينس البعض من التذكير بتشابه ظروف اغتيال جورج حاوي ,والصحفي سمير قصير ,ولا مانع أيضا بالإيحاء أن الفاعل ربما يكون واحدا أو "متشابها" ,نتيجة تشابه الأهداف والأحداث.ولاشك ,أيضا, قد يكون هناك ضحية ثالثة ,وربما رابعة ,وخامسة من أولئك السياسيين ,والصحافيين,والكتاب والمشتغلين بالشأن العام يجمع فيما بينهم جميعا جامع واحد وهو معارضة سورية.ويبدو أن اللعبة قد بدأت تأخذ أبعادا خطيرة,وتنزلق في مسالك أخرى,وتخرج عن حدود التصورات المرسومة,في ضوء دخول أكثر من طرف كما يبدو على الخط ,ولن تقف عند شخصية معينة,أو مرحلة ما,ذلك أن اللاعبين وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا,ويسعون إليه بتؤدة وثبات.

إن عملية تأليب الرأي العام ضد سورية مستمرة ,وعملية "سوق"الرأي العام باتجاه غاية معينة قد أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى.ويكاد المرء الآن ,وبصدق ,الجزم والتأكيد أن تلك القوى التي تضمر الحقد ,والشر والتخريب هي وحدها التي وقفت وتقف وراء اغتيال هذين الرجلين,وربما "آخرين" سابقين, و قادمين مرشحين للانضمام لقائمة الموت والاغتيال .والتي تستغل حياة البشر , مهما كانوا, خدمة لأغراض ,وغايات تعرفها لوحدها.وهي حتما التي تعطي الأمر, وتسدد "النيشان" نحو الهدف ,وتضع اليد على الزناد, أو ترشح الضحية القادمة والتي ستكون حتما من المعارضين لسورية,فمن هو "نجم" الموت القادم؟

من خلال قراءة الواقع ,وتاريخ كل شخصية سياسية على حدة,قد يستطيع الإنسان بسهولة ,استعراض أكثر من اسم ,وشخصية مرشحة لتتمزق أحشاؤها داخل السيارات الملغمة,ولكن بالتأكيد والجزم لن تكون سوريا هي من يقف وراء هذا بعد أن توضحت مرامي وأهداف لعبة الاستهداف تلك. ولابد من التذكير أن الدور السوري في لبنان قد انتهى عموما وعمليا في لبنان بعد يوم السادس والعشرين من نيسان أبريل ,ولم يعد لسوريا مصلحة "لوجع "الرأس ,والصداع الذي لازمها سنوات طوال. وتحضرني الآن قصة ذلك الصبي الذي قبض على لص داخل حوش بيته في يوم من الأيام,فنادى أباه قائلا ,يا أبي لقد أمسكت لصا كان يهم بدخول المنزل فماذا أفعل,فقال الأب اضربه,أجاب الصبي لا أقدر عليه,فقال له الأب حسنا أحضره لي لأفعل أنا ذلك ,فقال له إنه لا يأتي معي,فقال له إذن اتركه في حال سبيله ,فأجاب الصبي المذعور ,إنه لايتركني يا أبتي. فهل يحدث هذا في حوش سياسي آخر,مع أكثر من قرصان ,وبشكل ما؟من يقدر على التخمين؟

المعارضة مشروعة وهي من طبيعة الحياة والأشياء ,وموجودة في كل مكان ,وهناك محاولة لقوننتها ,ومشاريع لاستيعابها وإدخالها في العملية السياسية ,وهناك إجراءات على الأرض لاتوحي بالعودة إلى تلك الأساليب القديمة البأساء والسوداء. وهذا ليس تمجيدا ,ولاتهليلا ,ولا إطراء ماعهدناه ,لا ألفناه يوما ما ,ولكن هذا هو واقع الحال المعاش,وبرغم وجود الكثير من المعوقات ,والموروثات ,والصعوبات التي لا تخفى على أحد.ولابد من التذكير بأنه هناك في سوريا شخصيات سياسية معارضة,وليس من الصعوبة بمكان التعرف عليها , تعمل بالعلن وتطلق يوميا أكثر من تصريح ناري, يمس السياسة الداخلية والخارجية ,نقدا وتجريحا وتحليلا ,وربما تهويلا ,ومع ذلك لم يضع "أحد" عبوة ناسفة لاصقة تحت مقعد أي من هؤلاء.كما نرى الكثير من الكتابات النيرانية الناقدة ,إلى حد التجريح والاتهام الصريح والتهكم والسخرية ,وربما هناك من يقول كلاما لم يكن كلام المرحوم سمير القصير سوى مجاملة أمام بعض الكتابات التي نراها تصدر من هنا وهناك من داخل سوريا ,ولا حاجة للتذكير بها ,والإشارة إليها لأنها معروفة لكل متتبع للشأن السوري العام.وطالما كنت أشعر كثيرا بأنني متحفظ جدا,ومجامل أحيانا فيما أكتب ,أمام ما كنت أراه من كتابات نقدية تتجاوز أحيانا حدود الأدب المسموح به ,وأحيانا بعض الخطوط الحمراء,رغم أنني أقيم خارج القطر ,وقد لا أتعرض لمساءلة فورية عما أقول ,وكما كان يحدث سابقا في كثير من الأحيان لبعض الزملاء الكتاب.

جورج حاوي وسمير قصير,مع الاحترام التام والكامل لمكان ومقام الرجلين, لايشكلان بالتأكيد الآن تهديدا للأمن القومي السوري في نهاية المطاف,في ظل وجود الكثير من العثرات المتربصة ,والأولويات الأهم في المسار,ولاسيما بعد أن "نفضت" سوريا يدها,وخرجت كليا من لبنان,وأصبح التركيز على الداخل السوري فوق أي اعتبار في هذه المرحلة بالذات.وهما بالتأكيد ضحية دفعت ثمن موقف سياسي من خلال استغلال "البعض"لمواقفهما ,ولكن المكر والدهاء ,فيمن وظف التخلص من تلك الشخصيات المرموقة للوصول إلى مرام وأهداف لم تعد خافية على صاحب كل عقل ,ومهما كانت إمكانياته متواضعة في المحصلة.وماذا سيفعل موت الرجلين سوى "سوق "الرأي العام باتجاه ما,وتطويعه خدمة لغايات لاتبدو بريئة في مطلق الأحوال.

رغم أن الكثيرين ,وربما أنا واحد منهم,لايميلون إلى ترديد فكرة المؤامرة ,والأخذ بها,ولكن من يتتبع مسار السياسة ,ومن يتحكم بها في "مكان ما",ومن يقرأ مشاريع المحافظين الجدد المعلن بالفوضى الشاملة, يدرك ببساطة أن هناك شيئا كبيرا ما يحاك في الأفق لتحقيق مكاسب سياسية لهذا الطرف أوذاك ,والإيقاع والنيل بهذا ,أو بذاك,وفرض مشاريع باتت علنية,ولامانع من أجل ذلك التضحية بسمير قصير ,وجورج حاوي ,وأية شخصية أخرى تستطيع أن تخدم وتحقق ذاك الهدف المنشود,وكل من سيأتي في طريق قافلة الشر سيناله,ولاشك, قسطا من هذا العناء.

اللعبة مستمرة ,وحماك الله ياسوريا.

























#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار
- مبروك عليكم أيها السوريون
- حين تقبع الكرامة في سراويل الطغاة
- مقالب العربـان الإصـلاحية
- صـور صدام والبورنو السياسـي
- شرف الأعـراب المهدور
- حقــوق النسـوان
- كلـــنا شــركاء
- كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام
- سوريا. . . نظـرة من الداخـل
- سفــراء فوق العــادة
- حكــي إنتـرنت
- كم من العرفاء سيصبح لدينا؟


المزيد.....




- بعد رحيل رئيسي.. إجراءات تضمن ثوابت سياسة إيران الخارجية
- قصف أوكراني يستهدف أحياء بيلغورود
- عالجوها بعقار باهظ الثمن.. إنقاذ فتاة مصرية حاولت وضع حد لحي ...
- رفع راية الحزن السوداء على أكبر سارية في إيران تكريما لذكرى ...
- محامي مضيفة الطيران التونسية.. أميرة كانت تحت تأثير سحر أسود ...
- غضب إسرائيلي بعد إعلان الجنائية الدولية
- زاخاروفا: التصريحات الأمريكية حول قرار الجنائية الدولية تشبه ...
- شاهد.. القسام تستهدف مروحية أباتشي بصاروخ سام 7 وتقنص جنديا ...
- حزب الله يشن عددا من الهجمات على مواقع إسرائيلية
- لامركزيّة الكهرباء


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - اللعبــة مستمـرة