جاسم العبودي
الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 13:02
المحور:
الادب والفن
ولادة قصرية لقصيدتين
كتبت لي شاعرة مجهولة رقيقة لا أعرفها شخصياً من بغداد ما يلي:
(نور العين شوية وأتَّصِلْ..
صارْ عندي شغلْ ..
أحبكْ كُومَهْ..
وأريدكْ كومهْ..
ومشتاقة لِكُلْشِي كومه..
من أخلِّصْ،
طيران أتَّصل).
بغداد في 29-9-2013 الساعة 13،00
فكتبت لها ما يلي:
(أشهد بالله أنك تفوقت عليَّ،
إختصرتِ فأوفيتِ،
فأوجزتِ معاني كثيرة،
بعباراتٍ مقتضبة،
امتازت بالدقة والسلاسة
ولم تخلُ من موسيقى وقافية،
فكانت لها نغمة،
ووقع على النفس تترى،
وهي أحلى وأجمل وأوجز رسالة،
وصلتني في حياتي من مجهول،
وهذه هي البلاغة،
وتصلح أن تكون قصيدة مغناة).
د. جاسم العبودي
أسبانيا في 29-9-2013 ... الساعة 13،19
والقصيدة أعلاه أثرت في نفسي كثيرا، فأنجبت القصيدة التالية:
يا زارعةَ الحُبِّ والأَمَلْ
يا زارعة الحُبِّ والأَمَلْ..
يا آلهةً بلا مَلائِكهْ..
مَنْ رمَى بكِ
على طريق الفَحْمِ،
وبين الغَجَرْ ؟!!
كمْ من عفريتٍ مزّقَ ثيابكْ!
وبقيتِ عاريةً لا سقفَ تحتَ المطرْ..
ثمَّ تَمرِّين عليَّ مرورَ الظلِّ على الحَجَرْ!!.
فأسحبُ روحي وراءَ الشّجَرْ..
ثمَّ أقول لنْ أستسلمَ لأول زَخَّةِ مَطَرْ.
وأعودُ بعدَ أن وزَّعتُ حلمي
بينَ الطيورِ وعناقيدِ الغَضَبْ.
وأنتِ تقفِينَ حافيةً،
على طريق الفَحْمِ،
وبين الغَجَرْ ؟!!
توزِّعينَ خبزَ الحُبِّ بين البشر..
وتصرخينَ وحيدةً كمنْ ينادي من أعلى جبلْ..
ولا أحدَ يتألم..
سِوى غربانٍ لا تعرف آلهةً ولا العزفَ على الوَتَرْ.
ويأتيك جوادٌ أبيضُ من عالمٍ ثانٍ على سحابةِ عُشبْ.
ليغسلَ وجهكِ من سلالةِ النّارِ والحَطَبْ..
وينثرُ على قدميكِ قُداسَ الياسمينِ والزَّهرْ..
وأنتِ تَرتعدينَ كمُتسولٍ تحتَ المَطرْ..
وتهمسينَ:
لا أستطيعُ الذهابَ إلى البَحرْ
لا... لا... لا..
دعيهِ يجمعُ لكِ من صدفاتهِ مهرَ عرسكِ،
رغمَ أُنوفِ البشَرْ..
ويرسمُ لكِ تاجاً من حَدقاتِ القمَرْ،
يا زارعةَ الحُبِّ والأمَلْ.
الدكتور جاسم العبودي .. مدريد في 30-9-2013 الساعة 1،29 ليلاً
#جاسم_العبودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟