أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين سلام - ما حاجتنا الى الدين















المزيد.....

ما حاجتنا الى الدين


حسنين سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما روح العصر تقف و جها الى وجه مع ذلك التعدد الغير مرغوب في الاديان و الكتب المقدسة و التفاسير و الضياع الذي سببه ذلك التعدد للأنسان و التأريخ الذي قد يكون ليس هو التأريخ و الكتب ليست هي الكتب و الرسالات ليست هي الرسالات و الأنبياء و الرسل ليسو هم الانبياء و الرسل . حيث انها تأتي لتثبت يوما بعد اخر ان لا حاجة للأنسان العصري الى الدين و كيف ذلك ؟

ربما ان روح العصر تسير قدما و بشكل عام للامام كما قلت و لكن مسيرها كأسنان المنشار و ليست بطريق ممهد و وجود العديد من العقبات المروعة , عقبات عظيمة و عقيمة و مرعبة سببها دكتاتوريات القرن العشرين . من المهم ان نفرق بين النوايا الشريرة لرجال مثل هتلر و ستالين عن القوة العظيمة التي مكنتهم من تحقيق تلك الشرور و بين تلك النوايا الشريرة المرعبة لرجال الدين و الرسالات السماوية حيث ان القوة التي مكنتهم هنا هي القوة التي تدير هذا الكون بأسره كما يزعم رجال الاديان فهي قوة الله الخارقة الجبارة و التي بمقدورها تحطيم العالم خلال دقائق !! كثيرا ما نسمع عن روايات دينية بأن الله ارسل ملاكة لقتال المشركين في معارك المسلمين و بدر خير شاهد على تلك المعارك و هنا تكمن المشكلة ان يقتلوا بأسم الاله و بحجة نشر الرسالات السماوية و جعلها اساسا اخلاقي للناس . هتلر و ستالين و سلاطين الاتراك لم يقتلوا بأسم الدين ولم يكونوا متدينين فهم قتلوا لاسباب دنيوية فقط و لا اذكر اي حرب حصلت بأسم الالحاد و لماذا تحصل ؟ ربما يكون الدافع للحرب سببا اقتصاديا او طموحا سياسيا او تعصبا عرقيا او عنصري لكن القناعة التي لا تتزعزع هي ان الدين الذي يؤمن به البعض هو الدين الصحيح الوحيد و بدعم من كتاب مقدس يكرس اللعنة بوضوح ضد كل الكفار و اتباع الديانات الاخرى المنافسة حتى الموت , و يتوعد المقاتلين في سبيل الله بجنة الشهداء
سام هاريس يصيب كبد الحقيقة كالعادة في كتابه ( نهاية الايمان )

ان خطر الدين هو في انه يجعل من انسان عادي و طبيعي يجني ثمار الجنون لأن كل جيل جديد من الاطفال يلقن بأن ما يطرحه الدين لا يحتاج لاي نقاش لأثباته كما هو الامر في الطروحات الاخرى , الحضارات لا تزال مهددة بجيوش اللاعقلانية . نحن و حتى اللحظة نبرر قتل بعضنا البعض من خلال الاشارة الى كتابات قديمة , من كان يعتقد بأن شيئا مأساويا كهذا يمكن ان يحصل ؟

و من اجل الحديث عن حاجتنا لتلك الكتابات القديمة في الكتب المقدسة يقول جورج كارلين ان الدين اقنع الناس بأن هناك رجلا خفيا يعيش في السماء و يراقب كل ما تفعل في كل لحظة من كل يوم و هذا الشخص الخفي لديه لائحة بعشرة اشياء لا يريدك ان تفعلها و ان فعلت ايا من تلك العشرة فأن لديه مكانا خاصا مليئا بالنار و الدخان و التعذيب سيرسلك اليه حيث تعاني و تحترق و تختنق و تصرخ الى ابد الابدين و لكنه يحبك ايضا !!!

انا بطبعي لست ذلك الشخص الذي يحب المواجهة و لا اظن ان العداء طريقة مناسبة للوصول الى الحقيقة و لكن لنفرض معا بأننا في هذا العصر الذي نعيشه هل يمكن ان يفعل الانبياء ما فعلوه لو انهم عادوا الينا ؟ هل سيجعلون من الكتب المقدسة اساسا اخلاقيا و نحن نعيش في ظل حقوق الانسان و المعاهدات الدولية و حقوق الحيوان ايضا ؟ و هل انهم اساسا سيعترفون بكتبهم تلك ؟ هل يمكن لاسماعيل ان يقدم على الفعل الذي فعله قربانا للأله بذبحه ابنه ؟ ام ان السلطات الدولية سترمي به في السجن بتهمة القتل ؟ هل يمكن لمحمد ان يغتصب طفلة و ينكح زوجة ابنه ؟ هل يمكنه ان يغتصب تلك المرأة التي نكحها في ذات اليوم الذي قتل به اباها و اخاها و زوجها ؟ ام انه سيكون له الحق برجم تلك المرأة العجوز ؟ بالطبع هذه جرائم سيحاكم عليها لو انه عاد ليفعلها اليوم

روح العصر تاتي اليوم لتثبت ان القديم قديم و اليوم هو اليوم حيث ان ابسط الناس ممن يحمل المبادئ الانسانية العصرية يمكنه ان يكتب وصايا عشرة جديدة يعتمدها كل البشر و يمكنهم من خلالها ان يعيشوا بأمان و سلام و محبة دون الحاجة للأله و دون الحاجة الى الدين و لن يكون هناك قتل سوى للمصالح السياسية و الاقتصادية و العداوات الشخصية و هنا سأضع نموذجا كان قد كتبه احدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يساهم في بناء انسان حر محب و مسالم و قادر على الاخذ بالمجتمعات الى مستوى الحضارات الانسانية و المدنية دون ذلك التعقيد و تلك العداوة التي يرسخها الدين و بشكل بسيط و سلس

• لا تتصرف حيال الاخرين بالطريقة التي لا تريدهم ان يتصرفوا بها تجاهك
• اسعى في كل الاحوال ان لا تسبب اذى
• عامل اخوانك بالانسانية و الاحياء الاخرى و العالم بشكل عام بحب و امانة و اخلاص و احترام
• لا تهمل الشر او تتماهل نشر الخير و لكن كن مستعدا دائما لغفران الاساءة التي ارتكبت بحرية و نالت الندم بصدق
• عش حياتك بفرح و اندهاش
• اسعى دائما للمعرفة المتجددة
• اختبر و تأكد من كل شيء : قارن افكارك مع الوقائع . كن مستعدا لترك حتى اهم ما تؤمن به اذا لم يتطابق مع الوقائع
• لا تمنع احد عن ابداء الرأي او تبتعد عن الاراء التي تخالفك , احترم دائما رأي الاخرين في ان يكون لهم رأي مختلف عنك
• ابني ارائك الخاصة بك على اسسك العقلانية و من تجرتك الخاصة . لا تسمح بأن يقودك الاخرين بشكل اعمى
• كن فضوليا في كل شيء

هذه الوصايا العشرة اجدها رائعة جدا و اجدني سعيدا بها و بالعمل على اساسها و هي اسمى من أي دين و ابسط من كل ذلك التعقيد و ذلك التحريم و تلك المحاولات لقتل السؤال في داخلنا و الشك و الفضول و ليس لنا أي حاجة اليوم لأي من تلك الاديان , حاجتنا اليوم ماسة الى العلم , الى البحث العلمي , الى العمل , الى الفنون , الى بناء مؤسسات مدنية تسهم في دفع عجلة الحياة الى الامام الدين يقتل في داخلنا الرغبة في التقدم و التجدد و التبدل في القناعات و الافكار . اليوم حاجتنا الى الطبيب و المهندس و الفنان و كل الخبرات و ليست لأله يقبع في السماء , رجل الدين فقط من هو بحاجة لذلك الاله و الدين لان مصالحه مرتبطة به و اكاد اجزم اننا ان انتهت حاجتنا الى الدين و ان نحن وقفنا نسأل عن مستقبل اطفالنا و بلادنا و نجرب المساهمة في بناء ذلك المستقبل نكون قد نجحنا و فزنا حتى بذلك الاله ان كان موجودا فهو يريدنا هكذا لا كما يريد رجال الدين

حسنين سلام
[email protected]



#حسنين_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدس الديني بين وجوب فرضه كأساس اخلاقي و بين قيمه و اهدافه ...
- نحن ضحاياك يا الله
- التخلف الاجتماعي .. قهر الانسان و موته
- حواري مع الله
- المتشابهات و المختلفات بين مواطني مصر و العراق في ظروف الثور ...
- كلمة موجهة الى الشباب العراقي في الاسبوع الاخير قبل اجراء ال ...
- الشعب يريد اسقاط ( النبي )
- عزف نسائي .. طرح ثنائي ولون اخر
- اطلبوا الحب من المهد الى اللحد


المزيد.....




- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- تهديدات -كاذبة- تطاول 3 معابد يهودية في نيويورك
- تهديدات -كاذبة- بوجود قنابل تستهدف معابد يهودية ومتحفا في ني ...
- الكنائس الفلسطينية: منع وصول المصلين لكنيسة القيامة انتهاك ل ...
- مطبوعة عليها يد النبي محمد.. جدل على مواقع التواصل بشأن وثيق ...
- ألمانيا: مظاهرة لمجموعة متطرفة طالبت بـ-تطبيق الشريعة وإقامة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين سلام - ما حاجتنا الى الدين