|
فيلم أكشن أمريكانى : 1
حسام شادى
الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 19:43
المحور:
الادب والفن
هل كان لابد يا صباح وأن توقظينى و تقولى صباح الخير هذه ، إنه ليس بيوم خير ولا هو صباح جيد بأى حال من الأحوال ، ولن يكون . هل أخبرك لماذا ؟ لا لن أخبرك شئ مما سيحدث اليوم . ولن أخبرك أنه جلس معى بالأمس أحد أولاد الوسخه ، هل تعرفين ولاد الوسخه يا صباح ؟ لا أظن . إنك طيبة وغلبانة يا ابنة عمى . عمى .. لا داعى للحديث عن عنه فأنتى تعرفينه أكثر منى أنتى من تقولين لى دائماً دعك منه فأنت من تهمنى ولا احد سواك . لنعود لإبن الوسخه هذا إنه يعمل كمخبر للحكومة كلنا نعرف ذلك عنه بل هو يصر بكل تصرفاته عن أن يخبرنا بذلك ، حتى أننا نسميه الظابط ، فهو ينزل معهم فى الحملات ويأتيهم بكل الأخبار ، إنه حتى يحكى لنا عن علاقته بالظباط وكيف أنهم يعاملونه معاملة خاصة ، وحتى أنه بمجرد ان يدخل من باب المكتب فإن الظابط يأمر العسكرى الذى أوصله للمكتب " حات شاى للسيد يا كس أمك بسرعه " ، ويحكى عن هذا الظابط والذى بعد أن يضع عسكرى الخدمه الشاى ويخرج فإنه يلقى له بقطعة حشيش أفغانى كبيرة وعلبة المارلبورو الأحمر بداخلها ورق بفره على طرفه مادة لاسقة ، بفره أجنبى . بيقولى يا معلم فى تانى مره يعمل معايا الحركه دى لقيت البفره " أوتو مان " فبصيت لها كده مستغرب فقالى أنا حسيت انك معجبتكش التانيه فقلت مش هنعكر مزاجك ، وتعرف يا معلم لفيت سجاره ليا وواحده له فقالى عييييب إحنا اصحاب وهنشرب من سجاره واحده . ابن الوسخه هذا اليومين دول مصاحبنى وامبارح جه وجايب معاه حشيش وخمره وكميا وفضل ياكل دماغى ، كنت كلمته عن اخويا اللى الحكومه معتقلاه جنائى علشان شتم الظابط لما شتمه ، وقاله كسمك احنا مش زى زمان احنا فى ثوره وممكن اقتلك وارميك فى اى حته زى ما كنتم بتعملوا معانا قبل كده ، فالظابط سابه يمشى ، بس بعد كام يوم اختفى . اتبخر . وإحنا قلنا دى " هبت منه " وإتخنق من ام البلد كلها وخلع على ليبيا زى ما كان بيعمل زمان وميقلناش علشان محدش يقوله خليك . بس ما اتصلش حتى بعد ما سافر ولما كلمت اصحابنا فى ليبيا قالوالى مجاش . وفضلت مخبى عليكم انى معرفلوش طريق . لكن ابن الوسخه هوا اللى قالى انه عسس وسأل الظابط صاحبه وعرف انه معتقل . لكنى يا صباح احترت اكثر واكثر فماذا سأفعل ، اخويا له زوجة وولد وبنت ولديه ولد ايضاً من زوجة ماتت وهى عند الدكتور بتخلف ، ثلاث اولاد ، وانا لن استطيع وحدى ان اتحمل مسؤليتهم . فبعد ان عدنا من ليبيا فإننا كما تعلمين نحيا بالعافيه ، بالكاد نأكل ، وبالكاد اتكيف . و لما سألته هل سيقتلوه بالمعتقل كما قتلوا اخانا الكبير زمان ؟ سكت . ابن الوسخه سكت وبصلى بصه غريبه وقالى ولع يا معلم السجاره دى ، السجاره الحلوه دى باعتهالك الظابط صاحبى الطيب ، لما اتكلمت معاه عنك وعن اخوك وعن عياله وظروفكم ، وانكم اصلاً معنتوش عايزين ترجعوا للشقاوه ، واخوك وانتا شغالين على توكتوك كل واحد نص يوم ، فقالى دا راجل طيب خد مسى عليه . فقلتله وهوا ميقدرش يعمل حاجه ؟ فقالى هما زمايل وهوا اعلى كمان وواصل لعالى قوى من الأخر تبع حد من اللى فوق ، بس دى اوامر من فوق الجداد اللى فوق مدين اوامر مفتوحه بالإعتقال والقتل كمان ، قالى مدينهم كارت بلانش يا معلم . طب وبعدين ؟ لو يتوسط للظابط ده انا ممكن اصالحه ونخلى اخويا يبوس دماغه كمان انا معنتش عايز اعمل قلق . ما أنا فاهم يا معلم انك تقدر تعلم على ام الظابط ده وترقدله ولا تخطف عياله بس كده يا معلم هتبقى خلصت . وعيالكم وستاتكم هيبقوا فى اديهم . طب وبعدين متكلمه . فى هذه اللحظة يا صباح كنت سأقول له ما تكلمه يا عرص انتا مش المخبر بتاعه . لكنى مسحت الكلمات من على لسانى وابقيتها فى عقلى فقط . عقلى المشتعل والذى كان يتكرر بداخله كلمات من مهرجان أنا الأفجر يالا " ريح وارتاح وادينى سلاح لو انتا قدامى هتشوف دباح هتعد كتير قوى فى الأرواح . سأقولها لك ثانية انه ليس بصباح جيد ولن يكون يوم جيد . لقد ظل يلعب بى يطوحنى شمال ويمين ولما اوصلنى لقمة اليأس أخبرنى بالحل الوحيد . الحل الذى اخبره به صديقه الجالس فى المكتب الفخم فى هذا المبنى الذى كان اسمه امن الدوله ثم الأن سموه اسم اخر اسموه الأمن الوطنى . يقولها فى فخر وهو يحكى عن صديقه الطيب . صحيح انه يشرب معى الحشيش ولكنه يصلى لا يترك فرض وعنده علامة صلاه كبيره انها اكبر من النسر على باب المبنى . اخبرنى ان صاحبه قال له انه لا حل الا ببعض الشقاوة ، فلما نظرت له نظرة ممتعضه ملوية الشفاه قال هو أخبرنى عن الحل وأكد أن لا أخبرك به ، ولكن انها مجرد " حركه " ، تمثيلية هتتعمل وخلاص . إنه يتحدث عن فيلم امريكانى يا صباح ، أن أدخل المدرسة التى بداخل البلد وان احتجز من بداخلها واعطانى مسدسه أعطانى طبنجه 9 مللى واتفقنا على ان اذهب الى هناك وادخل من الباب الحديدى واطلب منهم مفتاحه واغلقه من الداخل مع الطبنجه وجركن بنزين وسكينه كبيره علشان يتخضوا ، فلما سألته وبعد كده ؟ فأخبرنى أن أطلب منهم أن يتصلوا بالشرطه ويخبروهم أنهم رهائن حتى تخرج الحكومة أخى . وستعلمين كل ذلك وحدك حين يحدث ستسمعين الحكاية من كثيرين ولكن حتى اللحظة لا اعلم ان كنتى ستسمعينها منى انا ! .
#حسام_شادى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قتل الإيهام
-
عن أزمتنا مع الخطاب المتوارث
-
حديث عن لاشئ
-
أحلام ذاكرة التجوال وقت حظر التجوال
-
إيراد غير متوقع
-
مجرد تدريب
-
تاريخ من الرفض والبناء لن يتوقف
-
مصر والدستور واللامعقول
-
أربع سنين يا عبد الكريم
-
كريم عامر ليس بداية وليس نهاية فمن القادم
-
نفسى أقولها من قلبى...... عيد سعيد
-
لماذا لم يتحرك الشعب المصرى حتى الأن
-
أنت والأخر
-
محاولة لقرائة أسباب الموات السياسى فى مصر
-
عود حميد يسار
المزيد.....
-
محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح
...
-
دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب
...
-
كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط
...
-
كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة
...
-
المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار
...
-
محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح
...
-
مصر.. فنانة مشهورة تشتكي للشرطة من -إزعاج- السودانيين
-
-تشريح الكراهية-.. تجدد نزعات قديمة في الاجتماع الحديث
-
مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر
...
-
قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز ..
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|