أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - دستور «تيك أواى»














المزيد.....

دستور «تيك أواى»


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 09:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى الزمن الأمريكى البغيض اخترعت عبارة «تيك أواى»، وهى تعنى اختطاف ساندويتش ليس مهماً أن يكون جيداً، فلا مجال لتذوقه إنما المهم أن تختطفه بسرعة. وحتى هذا المثال لا يصلح لوصف ما كان يوم الخميس المشهود الذى تجمع فيه الاخوان والسلفيون ليجهضوا الدستور، وليس ليصدروه.

أمر مخجل أن تجلس أمام التليفزيون لتجد رئيس الجلسة الذى حاول عبثاً أن يستظرف ففشل، لكنه نجح بامتياز فى الدخول إلى موسوعة «جينيس»، فما من بلد فى العالم أهله عقلاء أو غير عقلاء يمكنهم مجرد تصور أن يتم التصويت على دستورهم فى يوم واحد. ثم أشهروا قراراً غير عاقل.. ليس مسموحاً بالحديث وإنما فقط أوافق أو لا أوافق. والحجة الساذجة أن الأعضاء ناقشوا ثم أرسلت المواد إلى لجنة الصياغة.

وصاغت اللجنة وخلاص. فماذا لو أتى خطأ فى الصياغة أو جاءت وبها خلل أو خبل ؟ لا إجابة. وكلما فتح أحد فمه شخط أحد قادة الإخوان «قلنا مفيش كلام» تصويت بس. فإذا اعترض أحدهم على الصياغة شخط رئيس الجلسة شاهراً سيفه قائلاً «رئيس مجمع اللغة العربية عضو فى لجنة الصياغة». وكأن الصياغة هى فقط التزام برفع الفاعل ونصب المفعول به. بينما النصب الحقيقى أن تتجاهل أن تركيبة الصياغة قد تكون مختلفة أو مخالفة للفهم العام المتفق عليه، أو ملغومة بكلمة ماكرة تفسد المعنى كله.

المهم أن الأمر كله جرى تحت وطأة التعجل. فلماذا؟ هم كانوا يخشون من حكم المحكمة الدستورية يوم 2 ديسمبر. ولهذا يجب «سلق» الدستور وبسرعة.. المهم هو تحدى الحقيقة ومحو سلطة المحكمة الدستورية فى مراجعة كيفية تشكيل اللجنة ومدى مخالفتها للقانون. وبهذا جلس د. مرسى مطمئناً فى حواره التليفزيونى والذى جاء- وليس ذلك مصادفة- والدستور فى مرحلة التشطيب وقال: بنعمل دستور وهو على وشك الإنجاز،

ناسياً أنه منح اللجنة مدة شهرين إضافيين ولم تعتد بهما، وليس المهم أن يكون الدستور ممثلا لكل المصريين. وانسحاب الليبراليين ودعاة الدولة المدنية وأيضاً انسحاب الكنائس المصرية جميعاً لا يهم لا مرسى ولا لجنته وهكذا فإن الخطة أن تصدر «إعلاناً دستورياً» يشل يد القضاء عن تصحيح عوار تشكيل لجنة الدستور غير الشرعية، لتمرر لك دستوراً قد يليق بك وبجماعتك، لكنه ومهما فعلت ورتبت ودبرت سيبقى دستوراً غير شرعى لأنه غير مصرى، أى غير ممثل لكل المصريين، ويبقى أن أحفظ لصاحب عنوان المقال حقه فى الأداء العلنى فصاحبه دبلوماسى لدولة غربية كبرى.. فزع من أكبر عملية استغفال للرأى العام، وقال إذا كانوا بهذه السذاجة فهل يضاعفون خطأهم بإذاعة الجلسة فى التليفزيون لتأتى وكأنها مسرحية كوميدية سخيفة.

ولا يبقى إلا أن أصرخ بعبارة لعباس العقاد كان يكررها كلما سمع قولاً شديد السخافة، وهى «أضحكتنى يا فتى»

يا أيها المصريون كرروها معاً لعلهم يخجلون.

لقد أضحكونا ولكنه ضحك كالبكا.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة المصرية .. في غمار النضال (1)
- «الدستورية».. والشريعة فى الدستور
- الإخوان – قطب – مدينة نصر
- الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة
- مرسى بين مستشاريه وآمريه
- إخوانيون ضد الإخوان
- د. مرسى.. الدين.. المصريون
- عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها
- يا د. مرسى.. ما هكذا تكون الرئاسة
- التدين.. رؤية أخري
- الإخوان.. الفن.. الفنانون «١»
- سيد قطب .. الذي لا نعرفه
- يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار
- الإخوان.. والتمويل الأجنبى «الوثائق»
- «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟
- الدستور والأقباط
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات


المزيد.....




- مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري ...
- جواد ظريف يدّعي أن أمريكا تسببت بمقتل الرئيس الإيراني ومرافق ...
- -البدلات غير المرئية- تساعد في إنقاذ العسكريين الروس من المس ...
- -حالة تسبب الضرر-.. بيان من هيئة الغذاء السعودية بشأن المشرو ...
- هل سيؤثر غياب عبد اللهيان على الزخم الإيراني في ملف غزة؟
- منحوتات رملية مبهرة في مهرجان هونديستيد الدنماركي
- غالانت في تسجيل مسرب: لا دولة فلسطينية والأمريكيون يفهمون ذل ...
- مصر.. وزارة الداخلية تكشف واقعة تحرش جديدة داخل سيارة تابعة ...
- -أعطى انطباعا خاطئا بالمساواة-.. برلين -تأسف- لتحرك الجنائية ...
- افتتاح أول -مسجد ذكي- في الأردن


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - دستور «تيك أواى»