أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!















المزيد.....

لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 18:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا هو خلاصة القول , بدايته ومنتهاه !
اذا كان الله مكتفيا بذاته ومنسجما مع نفسه ...
فلماذا اذن خلق الامسان ؟
الا يدل وجود الانسان في الطبيعة على احتياج الله الى ذات مختلفة عنه ؟ سواء خلق الله الانسان وفق النظرية الدينية من طين ,ام ظهر نتيجة سلسلة تطور احيائي نقلته من خلية احادية مرورا بالقرود الشبيهة بالانسان , وصولا الى الانسان ذاته .
لماذا خلق الله جهنم ؟وهل تعبر عن قدرة الله ام تعبر عن نظرة الانسان الى الذات الالهية ؟
ان الانسان المولود لم يعقد الله اتفاقا معه حول حياته ومستقبله ومصيره الابدي .؟ وبالتالي تكون فكرة جهنم قيدا للانسان , تحوله الى عبد لله وليس انسانا حرا يخضع لله بارادته الحرة !!!
والفرق شاسع بين العبودية والحرية , حيث ان العبد لايحب سيده , ولكنه يضطر الى تنفيذ اوامره , وبين الخضوع لله الناتج عن حرية الانسان ومحبته لله .
ان فكرة جهنم تجعل الله يقيد ذاته لانه لم يستخدم حريته , ولم يمنحها للانسان . ويقيد حرية الانسان ايضا . تتجلى عظمة الالوهة في مفهوم ( الحرية ), والتي بدونها تنتفي فكرة الالوهة وينفي الله نفسه بنفسه ,ويكف عن ان يكون الها .عندما يكون الله حرا فانه يحترم اختيارات الانسان . وبالمقابل عندما يكون الانسان حرا ,فهو يستطيع التعبير عن حريته بموقفه من الله ,سواء اكان الموقف ايجابيا ام سلبيا , تماما كموقف الابن من ابيه وليس كموقف العبد من سيده . الابن يطيع اباه ويخضع له بملء ارادته وملء محبته , ولكنه قد يخالفه في بعض المواقف والافكار والتصرفات ,اختلافا ناتجا عن حريته واستقلاله ومحبته معا .
في الجدال الذي كان دائرا حول مسالة خلق القران بين المعتزلة والاشاعرة , قال المعتزلة ان القران مخلوق , اي انه مكتوب حديثا وليس كلاما ازليا , بينما قال الاشاعرة ,ان القران وهو كلام الله ,قديم , اي انه ازلي . فاذا كانت كلمة الله ازلية فمعنى ذلك ان الانسان ازلي بازلية الله ذاته لان كلمة الانسان موجودة في القران .وهذا يعني ان الانسان موجود في عقل الله (اللوغوس )وفي ذاكرته وفي ارشيفه منذ الازل وهو في حالة كمون الى ان ظهر اخيرا في ملء الزمان وخرج للحياة .
ان فكرة جهنم الابدية لاتدل على عظمة الخالق ,بل تدل على رؤية بشرية عكسها الانسان على الله باعتباره الملك الاقطاعي ,والسيد المتاله ,يعطي الملك لمن يشاء بغير حساب , ويضل ويذل من يشاء .
ان حرية الانسان في معصية الخالق هي جزء من حرية الله التي وهبها للانسان .وبالتالي لايبقى لجهنم معنى ,الا معنى رمزيا .وهو يمثل ضمير الانسان المذنب الذي يعاقب نفسه على ذنوبه , والذي يعزل نفسه عن الاخرين .ان ارواح المذنبين ستكون بعد الموت في حالة انفصال عن الله وعن الروح والعقل الجمعي للبشرية .
ان السعادة والالم لايمكن التحدث عنهما في عالم الالوهة مادام لايوجد بشر وقوانين ارضية . كذلك فان معصية ابليس لله ليست خروجا على القوانين الالهية ,والا لكان الله نفسه فيه عنصر نقص , ولكنه تعبير عن ملء حرية الله في اختيارات الاخرين من ملائكة وبشر .
ان من يتحدث عن ان الانسان مقدر عليه يوم ميلاده ويوم وفاته ,وان رزقه من الله , وان الله علام الغيوب ,يعلم كل شيء عن الانسان هو تصور ساذج ,لانها تضع ارادة وحرية الله بالتعارض مع ذاته نفسها , وبالتعارض مع ذات وحرية الانسان , ويصبح وجود الانسان والالوهة كلاهما مسالة عبثية لامعنى لها .
ان من اسباب تخلف مجتمعاتنا العربية – الاسلامية هي فكرة الجبر التي روج لها الامويون ومن جاء بعدهم . وبالتالي يكون تفكير الانسان المسلم بالحلال والحرام ,والخوف من الشريعة الاسلامية لايمثل حرية الانسان ,بل يمثل عبوديته للسلطة البشرية التي ادعت انها ناطقة باسم الله .وهذا يبين عجز الانسان العربي المسلم عن التفكير الخلاق والمبدع ,وعن عدم امتلاكه للمخيلة التي تسمو به , وتمنحه المواهب المتعددة , وتجعل عمله مثمرا ومنتجا
ان دوام تفكير الانسان العربي المسلم في الخوف من الله وفي خوفه من الشريعة والقصاص , يقيد الانسان ويستنزف كثيرا من جهده العضلي والعقلي والنفسي , ويمنعه من التفكير الحر والعقلاني . وبالتالي هذا الانسان المسلم لايعتبر حرا بل عبدا للاعراف والقوانين والشرائع التي وضعها الفقهاء .
ان الخوف لايصنع انسانا مبدعا منتجا وهذا الانسان لايمتلك الحرية , وبالتالي تكون تصرفاته وتفكيره بطيئا ,لانه يتنازع داخل نفسه بين مختلف الاهواء . المؤمن والمسلم الحقيقي هو من لايفكر بشريعة غير شريعة الحرية في الله . ان الحرية التي تربط المؤمن مع الله لاتحتاج الى ان يفكر الانسان ليقوم بالعمل .
ان التلقائية سمة بارزة من سمات الاحرار في الاديان وفي الفلسفات ,في داخلها وفي خارجها .هذه الحرية التي ادت بالمسيح عيسى ابن مريم والحلاج والحسين بن علي الى الاستشهاد .
ان التلقائية سمة بارزة واساسية للانسان الحر , انها ضمير الانسان ,وهي تمثل ضمير الله داخل الانسان . هذه التلقائية نجدها مثلا في التاوية والبوذية . ولهذا نرى شعوب الشرق الاقصى مقفوقة علميا وحضاريا وثقافيا ,واليابان والصين وكوريا الجنوبية انموذجا لذلك ان حلبات مصارعة الثيران والدماء المسفوكة فيها شجعت الرومان على تنظيم المباريات باطلاق الحيوانات المفترسة كالاسود على السجناء والمعارضين للدولة الرومانية مثل المسيحيين وغيرهم . وبذلك تم التاصيل للعنف والعنف الديني والمرتبط بالعنف السياسي , والذي وجد له جذورا خصبة في الديانات الابراهيمية . وهذا يعني الى حد كبير ميل هذه الديانات الى القتل وسفك الدماء والى تدمير التراث السابق لها .ان الميل الى العنف لدى اتباع الديانات الابراهيمية انعكس على فكرتهم عن الله وعن جهنم .
لايمكن للمسلمين الخروج من هذه الازمة الا بالخروج عن التراث الديني السائد والعودة الى فكرة الحرية ...
حرية الله المرتبطة جدليا بحرية الانسان .هذه الحرية تجعل تفكير الانسان وعمله وتصرفاته تلقائية وغير مبرمجة .وسيظهر تاثيرها الايجابي على عمل الانسان وعلى المجتمع وثقافته وتقدمه .
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر النورس يحط الرحال في بغداد
- الحديث في البراز الثقافي العراقي
- الحياة اليومية في بابل
- دردشة دينية
- مفهوم الهجرة في الاسلام
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة .. ج 2
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة
- مزامير بني صهيون من الليبراليين
- نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية
- مفهوم الخروج في اليهودية والمسيحية والاسلام
- الصدفة في صنع الحضارة
- تفتيت المسيحية من الداخل , المورمون انموذجا
- شتراوس والاعراق والتاريخ
- هل هناك علاقة بين تنوع الثقافات والاعراق؟
- المشتركات بين ( الشلة ) وبين السياسي العراقي المعولم
- البغاء واسبابه
- موقف اباء وفلاسفة المسيحية من المراة
- المراة والملكية الخاصة والرجل
- تخلف الديانات من تخلف مجتمعاتها
- الاختلافات في الثقافات


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!