أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية جودت حسن - ولادة














المزيد.....

ولادة


نادية جودت حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 16:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السعادة مفهوم في المحتبرات، لا أحد يدعي الوصول إلى المفهوم التام له، كما أنّ الحزن هو متلازم للسعادة و لم يصل أحد إلى المفهوم الشامل له. كل ما أبحر به الإنسان و أنتجه هو مباحث في "عوارض" السعادة والحزن، فنحن نقيس السعادة بآثارها، بالراحة، بالطمأنينة، بالدعة والسكينة، ولكن لا نقيس السعادة بذاتها، وفي نفس الوقت نحن نقيس الحزن بعوارضه لا بذاته، بألمه، وقلقه، و انقباض النفس، وضيق الحال.
.
هذه العوارض التي نقيسها ينطلق منها عامّة الباحثين إلى فهم السعادة والحزن، وماهيتهما، فهم يقولون بأن السعادة هي دفع الألم، كل ألم يحل بالإنسان، ألم الجوع، أو ألم الفقد، أو ألم العطش، أو ألم الحاجة كلها حين يتم دفعها يشعر الإنسان بالسعادة أو أحد مظاهرها. ومن جانب آخر فإن الاحساس المتزايد بهذه الحاجات و هذه الآلام يؤدي إلى الشعور بالحزن، والضيق، حين تلح حاجة ما وتبدو غير قادر على أن تحققها أو تشبعها في نفسك، يسيطر عليك الحزن، ويستبد بك الألم سواء كان الألم المادي، أو الألم المعنوي.
.
غير أنّ تساؤلاً يطرح نفسه، حتى ذلك الإنسان الغني القادر على اشباع كل احتياجاته، أو ما نتصوره من احتياج يشعر بالحزن، لماذا؟ أيضًا، حتى هذا الفقير الذي لا يملك قوت يومه يشعر بالسعادة، لماذا؟
.
لا أحد يمكنه أن يقدم إجابة وافية، لذلك يلجأ البعض إلى حمل القضية على أبسط محاملها، ليقتصر السعادة على أنها «لا تأتي من خارج الإنسان، بل هي تنبعث من داخله»ويكتفي بهذه الإجابة، وفي الواقع هو لم يتعب نفسه في استكشاف لماذا تنبعث من الداخل؟ وكيف يمكن معرفتها؟ أو قياسها؟ أو حتى استيعاب سبب نفي السبب الخارجي في توليد السعادة، أو ماهي ماهيّتها، مما تكون؟ وكيف تكون؟ نحن "نشعر" بها، لكن لا نعرف مما هي، هذه كلها أسئلة يتصادم فيها الحكماء مع الفلاسفة من الروحانيين مع علماء النفس والاجتماع، وتبقى الحقيقة الوحيدة ثابتة، وهي أنّ الإنسان عاجز حتى عن بلوغ ما فيه!
.

.
يذهب فردريك افروم[لى أنّ الجنّة، أو مملكة الله باصطلاحه، هي غاية الإنسان، سواء كما يطرحها الفكر الديني من حيث كونها كائنة في نهاية التاريخ، الآخرة، أو من ناحية الفكر المادي الحديث الذي يراها قابلة للحصول على أرض الواقع دون الحاجة لانتظار نهاية التاريخ / الزمن، وبرزت هذه الفكرة من خلال الحديث المتزايد عن المدينة الفاضلة، ويشير إلى أن ذلك بسبب أمل الإنسان بالوصول إلى «الكمال الإنساني على الصعيد الإجتماعي و الفردي».
. نتيجة لنقائص البشر، فكل فن من الفنون، هو تعبير عن النقص الذي يعيشه الإنسان في ذلك المجال، لهذا كانت (الجنة) موجودة في كل المذاهب و الأديان في السماء كانت، أم في الأرض. إن الإنسان لا يتحدث عمّا يملكه بقدر حديثه عمّا لا يملكه، و لا يبحث عن الاستزادة بما لديه، كما يبحث عن الاستزادة بما يفتقده، هذا السعي الإنساني نحو (المفتـقد) عنده، في ظل نقصه، وعدم انسجامه، يجعله مقيّدًا ومكبوحًا في دائرة صغيرة تصيبه بتوتر شديد، وتعب طويل. الشيء الوحيد الذي يبقيه ساعيًا، في هذا المجال هو الأمل في «الكمال» الذي ينتظره أو يتأمّله.
.
الإنسان، بصفته وذاته،
.
«العقل المتناهي متجذر في اللا تناهي»[ لذلك يحمل الإنسان أعماله و آماله ويحاول ربطها بالذي لا ينتهي، حتى يصل هو بنفسه إلى التخلّص من عقدة ضيق الحياة، وقِصر الدنيا، إلى الخلود، وهذا الإحساس ليس عبثيًا، لأن العقل البشري كإمكانات يفوق بكثير الحدود الدنيوية لعمره، وما تمنّي الموت عند بعضهم إلا لأنه لم يعد يطيق ذلك التناقض بين ضيق «الدنيا» وسعة «العقل» حتى يصل لدرجة السأم،
.
الكمال، حاجة إنسانية، عجز المرء عن سدها يوّلد عنده ألم، وهذا الألم مشابه للألم «السـادي» من حيث اللذة، ومن حيث السعادة التي ينشرها في النفس، قارب «نيتشه» هذا المعنى كثيرًا، لأنه استوعب أن «مشاركة المعاناة» مع الآخرين تبعد النظر عن المعاناة الذاتية، فيتتج الفرح والنشوة أو التسلية، لكنّه حول ذلك إلى «عدمية»بدلاً من تحويلها إلى طريقٍ للتكامل.
.
فلا عجب أن يصبح الحزن، ملاذًا للسعادة، منذ القدم و أن يكون هناك من يتلذذ بالحزن كتلذذه بالسعادة، بل إنّه يستمتع بهذا الحزن، لانه يعطيه الشعور «بالإنسانية»، إنسانيةَ الآمال و الأحلام التي يسعى إليها كل شخص، ويكون محملاً بها ليتصادم مع مرور الأيام بعقبات ومطبات تجعل هذه الأحلام مجرد خربشات على صفحات الذاكرة. الاستمتاع بالحزن هو استمتاع بالمواساة التي تقدمها حقيقة عجز الإنسان عن الوصول إلى الكمال المُطلق، واستمتاع بالتذكير المستمر بقصور هذا الإنسان،

عندما تقترب من ذلك الحلم الجميل الذي طالما حلمت به

وعشت فقط علي حلم برئ بداخلك تسعي إلي أن تنميه

تجد يداً إمتدت لتنزع تلك الفرحه وكأنها محرّمه عليك

وكلما يظهر بصيص من النور الضئيل

تبتسم وتقول إقترب الموعد إقترب موعد تحقيق حلمي الذي طالما حلمت به

وتقترب وتقاوم ولكنك لا تجد من يقاومك هذه المره

فتبدأ في أخذ حذرك في كل خطوه تخطوها

وعندما تقترب .........

تجد من يبعدك ولكنك تعلم من الذي يبعدك

الذي طالما حلمت به

أحلامك هي التي تبعدك عنها




أم أنت الذي لايحب النور

ولكني سأكتب وأواجه كل شئ ...

قلمي الآن أصبح صديقي الوفي

الذي لايخفي سراً أبداً

فقط يستمع إليّ

يفعل ما أريد ....

فهو الآن خير صديق

قبل ان تنزل الدمعة يصبها بعقد جميل ليلبسني اياه فان كان حزن اوشح القلادة بالسواد او البياض وان كان فرح او سعادة من كمال نقص او ولادة كميلاد الموقع الفرعي الذي احسست حينما قراة الخبر وكاني اولد ارضا واحترت اين ستوضع هذه المولودة الجديدة فان جاورت ارضنا التي اعتدنا عليها ستصاب بالعدوى حروب فساد سفك دماء . ام ارسلها حتى بعيدا عني بنجمة في كوكب اخر.....



#نادية_جودت_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب..ة
- وجهة نظر
- السلام عليكم
- براءة ذمة لشرف المهنة
- براءة الذمة لشرف المهنة
- القوة الكامنة
- بيت وانترنت
- ..تضامنا مع الاخ الاستاذ ياسين صالح ...الثالوث المدمر
- فلسفة القرن العشرين وبداية هذا القرن
- فلسفة الربع قرن الاخير
- ترجمة الافكار الفلسفية


المزيد.....




- على وقع مظاهرات حاشدة.. نتنياهو يواجه مهلة غانتس ودعوة لبيد ...
- -صندوق أسود مظلم-.. عائلة في تكساس تكشف مصير -الأب- في سوريا ...
- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...
- فقدان 3 بحارة سوريين بعد غرق سفينة شحن قبالة رومانيا
- المرصد: مخلفات الحرب تقتل وتصيب عدة أشخاص بسوريا
- -سيارات إسعاف محمَّلة بأسلحة ثقيلة-.. مصر توضح حقيقة المنشور ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية جودت حسن - ولادة