أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية جودت حسن - ترجمة الافكار الفلسفية














المزيد.....

ترجمة الافكار الفلسفية


نادية جودت حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 21:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن مثل هذه المتابعة ليست بالأمر اليسير والسهر لأنها لا تتوقف فقط ااى حسن النية والطوية، فالفيلسوف الواحد في فرنسا يصرم عمرا كاملا في محاولة فهم ونقل أفكار فيلسوف ألماني واحد كما حصل لكل من كوجينف وهيبوليت مع هيجل، أو لألتوسير مع ماركس أو لميرلوبوتي مع هوسرل أو للمتأخرين منهم مع هيدجر ونيتشه.
هنا لا تفيان بمقتضيات وخصوصيات الوضع الفلسفي. فالفلسفة على الرغم من نشأتها القومية الخصوصية، وتفريخها في أماكن حضارية دون غيرها، هي أكثر المعارف والأنشطة الفكرية ارتباطا بالبعد الكوني. فرغم حديثنا عن الفلسفة الصينية، والفلسفة الأمريكية والفلسفة الفرنسية أو العربية أو الإنجليزية، فإنه باستثناء لوينات خاصة فإن الفلسفة نشاط عقلي ذو بعد كوني. تشهد على ذلك قضايا ومصطلحات كالعقل والوجود والماهية والمقولات، والسلب، والعقلانية وغيرها.
على مستوى الترجمة: يعيب على الفلسفة تبعيتها للترجمة، مجاهدا من أجل تخليصها من هذه التبعية العمياء، وحتى إذا ما كانت الترجمة ضرورية فإنه يجب أن نميز فيها بين عدة درجات، أولها الترجمة التحصيلية التي هي ترجمة حرفية لكل ما تضمنه النص المترجم، لفظا ومعنى، مع التمسك بتمام الصورة التعبيرية. وهذا الضرب من الترجمة يقع في آفة التطويل مما يبعد المتلقي عن الفهم. أما النوع الثاني من الترجمة فهو الترجمة التوصيلية، وهذه لا يحصل فيها الاستقلال عن محاكاة المضمون الأصلي مما يوقعها في تهويل المعرفة بالقدر الذي يوعر على المتلقي طريق الإنتاج الفلسفي وأخيرا الترجمة التأصيلية وهذه لا تنقل من النص الأصلي إلا ما يناسب الأصول التداولية التي يأخذ بها المتلقي. فهي إلى حد ما ترجمة انتقائية للنص.
افترض أن هناك قدرا من عدم التمييز بين الترجمة والتعريب الحر للنص. فالترجمة العلمية، من حيث دقتها وأمانتها هي أقرب ما تكون إلى الصنف الأول أي إلى الترجمة التحصيلية. أما النوع الأخير فهو تحرر كامل من النص وإبداع خارجه، إنه ليس ترجمة بالمعنى الدقيق. لذلك أعتقد أننا في هذه المرحلة من تاريخ الفكر العربي لا نزال بحاجة إلى نوع من الترجمة أقرب ما يكون إلى النوع التحصيلي، أي إلى ترجمة علمية أمينة يتولى فيها المترجمون، بأمانة ودقة، نقل النصوص الفلسفية العربية إلى لغة الضاد حتى تتوفر المكتبة العربية أولا والثقافة العربية ثانيا، على النصوص الفلسفية الأساسية في الفكر العالمي. إذ بدون هذه الخطوة الأولى لا قيام لإبداع فلسفي عربي ولا حتى لمجرد فلسفة عربية. إذ يجب أولا أن تمتلك هذه النصوص حق المواطنة في لغتنا فتصبح جزءا من ثقافتنا ولغتنا. فغياب المؤلفات الكاملة لكبار الفلاسفة والمفكرين من لغتنا يشكل ثغرة ونقصا لا يسد في ثقافتنا العربية. وقد اشيرأن أحد الأسباب الأساسية لفشل الفكر العربي في الانخراط في الحداثة غياب التراث الفكري الأساسي للبشرية من اللغة العربية. بل إن هذا الغياب يجعل الثقافة العربية -على الرغم من حداثة المثقفين ومن امتلاكهم لناصية العديد من اللغات- ثقافة منجذبة وجاذبة إلى الوراء، بل مكيفة للمعاني الحديثة. وهذا ما يفسر في نظره التأثير السحري الذي يمارسه الفكر التقليدي واللغة التقليدية على النفوس والأذهان.
فصيغة الكوجيتو، التي هي الركيزة الأم لكل الفلسفة الحديثة،بل لكل الفكر الحديث هي إقرار بمركزية وفاعلية الذات الإنسانية. لذلك لا يجوز بتاتا، مهما كانت التأويلات والمبررات، التخلي، بأية حال، عن صيغة المتكلم. وما إجماع كل الفلاسفة الحديثين ابتداء من كنط إلى هيجل وهوسرل وهيدجر على اعتبار الكوجيتو الأساس الصلب للفلسفة الحديثة كلها إلا لسبب تأسيسه، في صيغته التعبيرية نفسها للدور المركزي للفاعل الإنساني في التفكير أولا ثم فيما عداه. وكل خروج عن هذه الصيغة تشويه للمقولة الفلسفية المتضمنة فيه.
وإذا كنت أساند مطلقا دعوة إلى الخروج بالترجمة من دائرة النقل الميكانيكي للمفاهيم والمقولات والأفكار والنصوص، إلى دائرة الترجمة التحويلية التأصيلية، فإني لا أساند مطلقا إطلاق العنان للتحويل والتأويل في الترجمة لننتهي إلى مفاهيم ومقولات بعيدة عن مدلولها الأصلي. وهذا يتطلب مراجعة مقولة المجال التداولي الذي مصفاة للأفكار وسلطة مرجعية معيارية ما بعدها من سلطة، بل يتطلب كذلك تحيين هذا المجال وفق تطور المعارف حتى لا يتحول إلى معيار جامد وثابت وبعيد كل البعد عن التطور. فالمجال التداولي ليس "فلسفة خالدة" أو مقولة ذهنية، بل هو إطار معرفي وقالب ثقافي يتعين أن يكون مرنا ومتطورا حسب العصور. فهو في العصور الوسطى غيره في العصور الحديثة وإلا أصبح سياجا دوغمائيا.
" أما فقه الفلسفة "فقد اجتمع له من الشرف ما يجعله يعلو على رتبة الفلسفة. ويكون شرف العلوم العقلية قاطبة"
بحث
للدكتورة نادية جودت
جامعة الكوفة ,,
استاذة علم النفس كلية التربية للبنات



#نادية_جودت_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية جودت حسن - ترجمة الافكار الفلسفية