أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - بسام الهلسه - صيف لاهب














المزيد.....

صيف لاهب


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 19:08
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


صيفٌ لاهب

بسام الهلسه

*صيفٌ لاهبٌ يجتاح العالم: قارات, ودول, وامم تعاني وطأة الحر الشديد. تصرخ.. لكن صراخها يتبخر ويتطاير في الفضاء الشاسع تماما كما تتبخر الارض ويجف سطحها وجوفها معا.
وإذ تتمكن الفئات الثرية من تدبر امورها -على نحو او آخر- في الحر كما في البرد, لا تجد اغلبية الطبقات الشعبية, وبخاصة الفقراء, ما يُعينها على مواجهة الطبيعة الغاضبة واحتمال مزاجها الضاري.
ما من خطيئة ارتكبها هولاء الفقراء سوى انهم وجدوا انفسهم عالقين في وضع عسير صنعته انظمة سياسية, واقتصادية-اجتماعية, لم يستشاروا فيها. انظمة, جرت صياغتها وتدور آليات عملها على نحو يقصيهم باستمرار الى الهامش: هامش القرار, وهامش الرعاية والاهتمام, وهامش الحياة..
والمكان الوحيد الذي يكونون في مركزه دائما هو: الاستغلال , والاستدعاء بين الحين والآخر عند حاجة الاسياد الى استخدامهم.
* * *
لم تنقلب الطبيعة فجأة, ولا هي فعلت ما فعلت من تلقاء ذاتها.
فمنذ عقود والعديد من العلماء والباحثين والنشطاء, يتحدثون عن الاختلال البيئي. يحددون اسبابه, ويحذرون من عواقبه.
لكن اصحاب الشأن- من الحاكمين والمالكين- لم يروا ان هذا شأنهم. فشأنهم المعتاد و"الطبيعي" هو مراكمة السلطة والثروة, وهم ابعد ما يكونون اهتماما بما يلهيهم عنه.
* * *
ما حدث للطبيعة من تحولات, هو النتيجة المحتومة للفلتان والفوضى التي تحكم عمل الرأسمالية وتسيِرها. ليس فقط في عهدها الحالي المسمى عولمة, ولا في عهدها الامبريالي والاحتكاري, بل ومنذ عهدها الفتي: عهد رأسمالية المنافسة والمزاحمة, التي اباحت لنفسها انتهاك كل الحرمات ما دامت تحقق الارباح. والارباح كما نعلم هي الاله المعبود الحقيقي للرأسمالية, الذي تقدم لاجله الاضاحي والقرابين من كل نوع, فكيف بالطبيعة التي هي مجرد "مواد" في حساباتها؟
* * *
منذ الثورة الصناعية لاحظ علماء الاقتصاد السياسي ومصلحون اجتماعيون وادباء وفنانون, الويلات الاجتماعية والاضرار البيئية التي سببها اسلوب العمل الرأسمالي. ولم تكن اشعار ولوحات وموسيقا الرومانسيين سوى زفرات شاهدة على تلكم الاحوال المريرة.
ولعلنا نجد في روايات تشارلز ديكنز ما يُذكِرُ بتلك الاحوال, التي لم يجر اصلاحها وتحسينها الا بفعل نضال العمال والطبقات الشعبية, وتحت ضغط الازمات الدورية المتلاحقة للرأسمالية, وبخاصة بعد ظهور بديلها الاشتراكي, الذي اجبرها التنافس والصراع معه على ادخال تحسينات على نظامها.
لكن العالم غير الصناعي-آسيا, افريقيا, اميركا اللاتينية- ظل ميداناً مفتوحا للدول والشركات الرأسمالية تمارس فيه العابها الرهيبة: استعمار الارض, واستغلال البشر, واكتساح الطبيعة ومواردها التي سخرتها بشراهة همجية كمواد اولية لصناعاتها المتنامية. فجردت معظم بقاع العالم من غطائها النباتي, واستغلت مياهها حتى نضبت او كادت. وقضت بلا رحمة على العديد من احيائها البرية والمائية.
اما التلوث الناجم عن الصناعة, وعن مخلفاتها وطرائق استخدامها, فهو معروف للمتابعين بفضل النقاش الواسع الذي تناوله في مختلف ارجاء العالم في العقود الاخيرة.
* * *
فوضى وعبث الشركات والدول الصناعية, هما المسؤولان عن اضطراب الطبيعة وهيجانها. وتغليبهما لمصالحهما الانانية الخاصة, هو العائق امام التوصل الى توافق دولي يواجه المشكلة ويتبنى حلها. ورغم تزايد الحكومات والهيئات المهتمة للامر, الا ان المعالجات التي تم تبنيها حتى الان ما تزال دون المستوى المطلوب. والمتابع للمداولات الجارية حول الموضوع, يعرف ان الولايات المتحدة بالذات هي الرافض الاكبر للحلول المقترحة, مع انها اكبر المتسببين في المشكلة, فيما تدفع نحو القاء معظم اعبائها وتكاليفها على الآخرين, وبخاصة الدول الفقيرة. وفي حال استمرار الوضع على ما هو جارٍ, فان اضطراب الطبيعة والكوارث البيئية, ستتواصل وتزداد مخاطرها.
اما المعالجات المقترحة, التي تراوح اغلبيتها في نطاق مصالح الدول الكبرى والشركات الاحتكارية, فلن تفيد كثيرا..
فالفيضانات لا تُغرف بالدلاء.
والحرارة اللاهبة لا تصدها المظلات.

[email protected]



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكريستال..افتضاح الاخفاق
- حق الاختلاف...البشر ليسوا اشياء !
- خبرٌ عابر..أسوأ من الخيانة !
- تشومسكي ..اضافة جديدة ؟
- سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد
- مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة ...
- القمة والقاعدة..وجهة النداء
- سبب آخر للاعتذار
- خزانة الألم..السينما في خدمة السياسة
- مستعرب وعرب..حب وحوار!؟
- أمل دنقل..بلسان عربي مبين
- آفاتار:استعارات.. واحالات
- تشيخوف..حفاوة جديرة بالتقليد
- ضد الكتاتورية
- غولدستون: تعليق الجرس
- في حوار لم يحدث مع اوباما: بلا حسد! استحق جائزة نوبل!
- محمد علي باشا :الإقليم .. والقيادة
- الثورة الفرنسية : ما لم يطوه التاريخ
- اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !
- انتخابات لبنان : تقدير ..وتذكير


المزيد.....




- للمرة الأولى في فرنسا... محاكمة غيابية لمسؤولين بالنظام السو ...
- الشركة المنتجة لمروحية الرئيس الإيراني المنكوبة تصدر بيانا ...
- ماذا لو أصدرت الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق قيادات إسرا ...
- تمر بأربع مدن.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه تبدأ ال ...
- برلين وواشنطن تنتقدان خطوة -الجنائية الدولية- ضد نتانياهو
- وزيرة الخارجية الألمانية تصل كييف في زيارة مفاجئة
- ألمانيا تدعو لتشكيل تحالف لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي سيبدأ في يونيو مفاوضات رسمية حو ...
- الجنائية الدولية -تسجن- نتنياهو في إسرائيل
- تحذير من الإفراط في تناول الشاي الأسود


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - بسام الهلسه - صيف لاهب