أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نصارعبدالله - كذب الأخطبوط ولو صدق!!














المزيد.....

كذب الأخطبوط ولو صدق!!


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 16:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على سبيل التسلية، وربما من باب الفضول تابعت على مدى مباريات المونديال تلك التنبؤات للنتائج التى كانت تنسب للأخطبوط: " بول" والتى كانت تتناقلها وكالات الأنباء العالمية قبل كل مباراة، وبول هو أخطبوط إنجليزى المولد، ألمانى النشأة والمعيشة إذ أنه نقل فى بداية حياته من إنجلترا، إلى متحف الأحياء المائية فى مدينة أوبرهاوزن بألمانيا ، حيث قضى فيها نحو عامين ونصف ، (يبلغ عمر الأخطبوط فى المتوسط نحو خمسة أعوام، أى أنه الآن فى منتصف العمر) ، وقد خطر لأحد القائمين على المتحف أن يستخدم تناول الأخطبوط لطعامه فى التنبوء بنتائج مباريات المونديال حيث كان يقوم بوضع الطعام فى صندوقين أمام الأخطبوط: أحدهما عليه علم ألمانيا والآخر عليه علم الدولة التى ينتمى إليها فريق الخصم، ..وعندما يتجه الأخطبوط إلى أحد الصندوقيين ويقوم بإحاطته بأذرعه لكى يتناول طعامه منه فإن هذا يعتبر نبوءة بالفريق الفائز،... الغريب أن هذه التوقعات قد صدقت بنسبة 100% ( بوسع القارىء أن يرجع إلى ما هو منشور فى الصحف قبل كل مباراة لكى يراجع بنفسه ما كان يتم التنبؤ به مقدما ) ...وقد دفع هذا بأنصار التفكير الخرافى ...سواء كان تفكيرا خرافيا محضا أو كان تفكيرا خرافيا يحاول أن يتستر برداء علمى المظهر ..دفع بهم إلى القول بأن هناك قوة خفية معينة، أوأن هناك فاعلية ما ، هى التى تتنبأ فى حقيقة الأمر ، وهى التى تقوم ـ بطريقة أو بأخرى ـ بتوجيه بول إلى الصندوق الفائز، وما بول فى حقيقة الأمر ( فى رأيهم ) إلا ممتثل أو مذعن لفاعلية تلك القوة ...والذين يقولون لنا مثل هذا الكلام لم يوضحوا لنا أصلا كيف استطاعت تلك القوة الخفية أن تتعرف أصلا على النتائج قبل حدوثها ، ثم كيف استطاعت توصيل معرفتها وإرادتها إلى بول ، وكيف تمكنت من توجيهه إلى الوجهة التى تريدها ؟؟ أما الذين يميلون إلى الإقتراب أكثر من التفكير العلمى فقد قاموا بدراسة سلوك عدد من الكائنات البحرية فى مواقف مشابهة وخلصوا إلى أن تلك الكائنات تتجه تلقائيا وبشكل غريزى إلى الصندوق الذى يوضع فى الناحية اليمنى ، كما أنها تميل إلى أن تتجه إلى الصندوق الذى يحمل خطوطا عرضية أكثر من ذلك الذى يحمل خطوطا رأسية، .. وأن هذا هو على الأرجح ما حدث فى حالة الأخطبوط بول، فإذا سلمنا بما يقوله هؤلاء الدارسون ، فإن النتيجة التى سنخلص إليها هى أن تنبؤات بول ما هى فى حيقة الأمر إلا تنبؤات ذلك الشخص الذى قام بوضع الصندوق الذى يراهن على فوزه ، حيث قام بوضعه فى الجانب الأيمن حتى يضمن من ثم أن يتجه إليه بول، ومع هذا يبقى السؤال الأساس : كيف استطاع هذا الشخص أن يصل إلى مثل هذا المستوى من دقة التنبؤات ... ولا جواب فى الحالتين إلا بأنها المصادفة ، ..فأنت إذا ألقيت قطعة من النقد فى الهواء وكنت تريدها أن تستقر على أحد الوجهين ، ( فى مثالنا الراهن : الصندوق "أ" أو "ب") ، فإن احتمال أن تتحقق رغبتك هو 50% ..هذا لا يعنى إطلاقا أن قطعة العملة عمليا سوف تستقر فى إحدى المرات على الكتابة ثم فى المرة التالية على الصورة ثم تعود إلى الكتابة ، وهكذا دواليك ، بل قد يحدث أن تستقر خمس مرات متتالية أو حتى عشر مرات على الكتابة ، ثم تعود لكى تستقر مرة واحدة على الصورة ( وهذا هو فى الحقيقة ما تنبنى عليه استراتيجية المقامر الذى قد يشعر بصعود نجمه فى إحدى الليالى فيقامر على رقم معين ويفوز...لكن العاقبة النهائية هى دائما الخسران المبين راجع رواية "المقامر" للروائى العبقرى دوستويفسكى )... لكن ما يعنيه القول بأن احتمال تحقق نتيجة مرجوة لواقعة ما هو 50% ، ما يعنيه طبقا لنظرية باييز ( أشهر من تناول نظرية الإحتمالات ) هو أنه فى الأعداد الكبيرة جدا من المحاولات يضيق الفارق إلى أقصى حد بين المعدل النظرى للإحتمال الذى هو50% وبين المعدل الواقعى الذى سوف يصبح مقاربا جدا لـ 50% ، ..الخلاصة هو أنه حتى وأن أفلح الأخطبوط فى التنبؤ بكل نتائج هذا المونديال، وحتى لو صدق فى اختبارات أخرى عديدة فإنه يظل كاذبا رغم صدق تنبؤاته ، لأنه سوف يجىء اليوم الذى تخيب فيه تلك التنبؤات.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبنودى يتبرع بجسمه
- رحيق العمر
- عن المرأة والقضاء
- فيللا النقراشى باشا
- لابد من تشريع عاجل
- هزيمة وانتصار
- أحمد كامل ( 2)
- أحمد كامل (1)
- صاحب المعالى
- ترتيبنا فى الشفافية
- عن جامعة القاهرة
- شخصيتان من تاسا
- تلك النهاية المروعة
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير


المزيد.....




- استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- قصف إسرائيلي على دير البلح يودي بحياة 5 أشخاص
- مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين
- ذكرى التوسع شرقا ـ وزن الاتحاد الأوروبي في جيوسياسية العالم ...
- كييف تكشف تعداد القوات الأوكرانية المتبقية على الجبهة
- تقرير إسرائيلي: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة -حماس- وهي ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مستودعا للطائرات الأوكرانية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نصارعبدالله - كذب الأخطبوط ولو صدق!!