|
مجلس النواب ..الأقل إنتاجاً والأغلى اجوراً
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 18:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حُسن حظي أو من سوءهِ ، لديَ الكثير من الوقت أقضيهِ في متابعة التلفزيون ، واُشاهد من ضمن ما اشاهده إجتماعات مجلس النواب العراقي ، هذه الاجتماعات التي يثير معظمها الأسى والحزن والإحباط الى جانب السخرية المُرة . علماً ان ( الدائرة الإعلامية ) في مجلس النواب المُرتبطة برئاسة المجلس هي المسؤولة عن تسجيل الاجتماعات وإختيار ما يُرْسَل الى وسائل الاعلام اي ان الذي نشاهده ليس نقلاً مباشراً او كامل الاجتماع . - العديد من الدوائر الحكومية وخصوصاً تلك التي يرتادها يومياً الكثير من المراجعين اصحاب المعاملات ، تمنع موظفيها من إستخدام الهاتف النقال او الموبايل أثناء الدوام الرسمي حتى لايضيع الوقت المُخصص لتمشية أمور المواطنين في مُكالمات شخصية . وكما هو معلوم فان السويعات التي يقضيها عضو مجلس النواب في الايام التي يحضر فيها سيادته الى المجلس ، ليست أقل أهميةً من دوام الموظف في اي دائرة ، بل في الحقيقة ان النائب هو جزءٌ من أهم وأخطر سلطة في البلد ، وان كل دقيقة من دوامهِ المُفْتَرض تكلف الشعب العراقي مبلغاً من المال . وان مدى الجِدية في عملهِ التشريعي والرقابي " المُفترَض " تؤثر مباشرةً على مُجمل الأوضاع في العراق . وعلى الرغم من ان الدائرة الاعلامية في مجلس النواب تختار اللقطات والمَشاهد " الجيدة والرصينة " مِن وجهة نظر رئاسة المجلس ، فان مما يُؤسف له ووسط نقاشٍ حامٍ على مسألةٍ تتعلق بمصير العملية السياسية برمتها وتستدعي التركيز والمتابعة فان العديد من الاعضاء المحترمين يقضون وقتهم " الثمين " داخل الاجتماعات بالتحدث بالهاتف النقال مع عوائلهم او معارفهم بكل إستهتار وعدم شعورٍ بالمسؤولية ! ومن الشائع وأثناء مداخلة مهمة ان يتبادل عضوان متجاوران الضحكات والحديث الطويل حول امور تافهة وبصوتٍ عالٍ ومسموع ! " أخبرني ذلك عضو في مجلس النواب ذاكراً أسماء العديد من زملاءهِ وفي مناسبات كثيرة " . هذا ما يحدث في قاعة مجلس النواب وأثناء الاجتماعات ، ويقول ايضاً ان كافيتيريا المجلس في معظم ايام الإجتماعات وخلال وقت الدوام الرسمي فيها من الاعضاء الذين يحتسون الكابتشينو ما يكفي ل " تكملة النِصاب " لو انهم تكرموا ودخلوا الى القاعة ، ولكنهم لا يفعلون ! - لو طرحنا العُطل الرسمية الصيفية والربيعية لمجلس النواب وايام الجمعة والاعياد والمناسبات الوطنية والدينية والمذهبية والإيفادات الخارجية والداخلية والسفرات العلاجية والسياحية والإجازات المرضية ، لتبقى من السنة حوالي ( 120 ) يوماً ، لو قُسِمتْ على ( 12 ) لأصبح معدل الدوام في الشهر الواحد ( 10 ) ايام فقط ، [ هذا يشمل الاعضاء المواضبين على الحضور وليس هؤلاء المقيمين في عمان وعواصم اخرى الذين يحضرون عشر جلسات في اربعة سنين ! ] ، ولو كان معدل طول الجلسات في هذه العشرة ايام ستة ساعات للجلسة الواحدة ، فهذا يعني ان عضو مجلس النواب المُلتزم يعمل فعلياً ( 60 ) ساعة في الشهر . ولنفترض ان الاجور الحقيقية التي يحصل عليها العضو من راتبٍ الى رواتب الحماية " الشَكلية في معظمها " الى المِنح الضخمة لشراء السيارات الى قطع الاراضي الفخمة ، فان المبلغ يصل " شي على شي " الى حوالي ثلاثين الف دولار في الشهر ، اي بحسابٍ آخر وبما ان ممثل الشعب المحترم متواجدٌ في مجلس النواب في أحسن الاحوال ل ( 60 ) ساعة في الشهر ،فانه يحصل لكل ساعة على (500) دولار فقط ! حتى الساعات التي يقضيها في الكافيتيريا او يتحدث بالهاتف النقال ! - إذا كان مجلس النواب " يراقب " أداء السلطة التنفيذية ، فمن واجب الصحافة الحرة ومنظمات المجتمع المدني ان تُراقب أداء مجلس النواب . وإذا كان المجلس الحالي يعيش أيامه الاخيرة ويستعد لتسليم المُهمة الى المجلس الجديد بعد شهرين من الآن ، فأقترح ان يكون الراتب الكلي لعضو مجلس النواب الجديد لا يتجاوز عشرة أضعاف معدل راتب الموظف العادي فلو كان راتب الموظف ( 300 ) دولار فليكن راتب البرلماني ( 3000 ) دولار ، ولا حاجة مُطلقاً للحمايات الخاصة فالدولة توفر الحماية العادية لهم ، وعند إنتهاء فترة عملهم النيابي أما يعودون الى وظائفهم الاصلية او يتقاعدون حسب رواتبهم الاولى ولا تترتب اي إمتيازات خاصة بهم ، ومن الضروري ان يكون الترتيب هذا ذو أثرٍ رجعي يشمل النواب منذ 2004 ولحد الان وتُسحب منهم كافة الإمتيازات المادية والمعنوية غير العادلة التي حصلوا عليها خلال الفترة الماضية ! ومن الطبيعي ان ينسحب هذا الإجراء على الوزراء والرئاسات واصحاب الدرجات الخاصة وكذلك إلغاء [ المنافع الاجتماعية ] البالغة الضخامة للرئاسات الثلاث !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
..كُفوا عن الإذعان للمطالب الكردية !
-
ليسَ دفاعاً عن الخمر !
-
أيها العراقي ..هل تعرف هؤلاء ؟
-
أخيراً ...قائمة مفتوحة
-
إستجواب الشهرستاني في مكة !
-
معَ مَنْ سيتحالف الكُرد ؟
-
رسائل خاطئة
-
مَنْ سيكون رئيس الوزراء القادم ؟
-
الحركة الوطنية العراقية البعثية
-
حكومة - رشيقة - في اقليم كردستان
-
مِنْ أينَ تُموَل أربعين فضائية عراقية ؟
-
المُسلسل المرير
-
- إئتلاف وحدة العراق -
-
- جبهة التوافق العراقي -
-
ماذا جرى قبل اجتماع المالكي / بايدن ؟
-
إطلالة على المشهد السياسي العراقي
-
برلمانٌ عجيب !
-
مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟
-
حَجي مُتلاعب بملايين الدولارات !
-
الشعارات الإنتخابية ..هنا وهناك
المزيد.....
-
شاهد: مظاهرات غاضبة في أرمينيا تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة
...
-
بوتين للغرب.. لن نسمح بتهديدنا وقواتنا النووية متأهبة
-
إصابة عنصري أمن بالرصاص داخل مركز للشرطة في باريس
-
-إصابة شرطيَين- برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس
-
مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم
...
-
ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر
...
-
-هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا
...
-
روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة (
...
-
شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش
...
-
شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|