أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - المرأة التي تسكنّني في عباءة من غيم أزرق














المزيد.....

المرأة التي تسكنّني في عباءة من غيم أزرق


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:34
المحور: الادب والفن
    


في مملكة الخبايا ، طرق متعرجة المفارق، والاتجاهات ، انحدارات كوديان عميقة لا يصل إليها الملح ، لذلك تراها ، هشة وطريه ، وتكسرك بطحالبها المتشعبة البعيدة في أغوارك السحقية .
هذه المملكة ،لاشيء بها واضح ، أنت تعتقد أنك تراها ولكن في الحقيقة غير مرئية ، تقنع نفسك بأنك تسيطر عليها ولكن هي التي تتحكم بك في هذه المملكة عورات كثيرة لا تحب الظهور وأن هي ظهرت لا تموت بسرعة ، متعددة الأرواح ، شهية في اقتناصك بالضوء وخارجه ، فيها الباطن المتلبس، والظاهر المتعدد بنا ، والحكيم لن يصل إلى فهمها ، والعاقل لن يجروء على البوح فيها،والسكران هو من يفضح ذاته ، وبعدها يقول لم أذق الخمر من يومها .
في أول عتبة تدخلونها ، بيت اللسان ، منقسم قسمين ، ذو وجهين ،ذو حدين ، يشبه الأفعى الملساء بجلدها ، السامة أنيابها ، من منكم يغريه الدخول في مملكتي ، فليقف في بابي ، أنا كاشفة العورات وزلات اللسان ، من منكم دخل مملكتي فليكشف عن عورته ، وليعترف ..، مملكة اللسان لاسلطان عليها عندي ، فيها القول يتربع على عرش اللسان ولا سلطان يتحكم به .
في مملكة اللسان ، أفك الكلام حرفأ ..حرفاّ وأعيد ترتيبه ومنها يطير غيم أزرق ، تلك عباءة أنسجها كل يوم وترتديها المرأة التي تسكننيّ، كانت تشبه الغموض الواقف على خط الأفق .
علقت أطراف ثوبها في الفضاء فبان عري خفيّ من تحتها، أسرجت حلمها في الأزرق المنسوج من خيط المدى عابراَ في الأديم البعيد ، تاركاَ خلفه ظلاَ كسيراً ،مشدوداَ في وتر الأرض ولكن بلا جناحين يطير.
هل يمكنك أن تتخيل هذه الزرقة ، الفضاء وقد تعرى تماماً، أمامك ترى وجهك بتعويذاته، وجسدك بضلاله، ونفسك بينهما بتيهها ،في هذا الأزرق تدرك تمام أنك محاط بالوهم ، الوهم الذي لم يكن يوماً حقيقة ، كجبل الغيم هناك ، إذا قطعته لن ترى الغيم ولن تمسك به.
هل فكرت يوماً بنفسك عندما تطيل النظر في الأشياء المحظورة عليك ، وأنت تدرك أنك تخيط للعنكبوت بيتاً، كنتَ قد استعرته منه ،لتخرج العنكبوت من بيته ، عليك أن تقطع خيط الحرير.
المرأة التي تسكنني ، لا تغادر ني ، هي تكتب بعينيّ ، وترى بيديّ ،وتتمنى بأمنياتي ، ولكنني أنا التي اسقط في فخ رغباتها .
المرأة التي تسكننيّ لها وجهان ، وجه للماء ، ووجه للريح ، تخيط رغباتها في الإبر الصغيرة، تحيكها في الضوء وترتديها في العتمة كي تظهر بلا أثام .

من منكم قادرُ على إظهار الباطن ، كما هو قادر على أ ظهار الخارج، لن يدخل مملكتي أنا لا أجرؤ خوفاً من فوضى ، خوفاَ من فيضانات، خوفاَ من تيه لا قرار له ، هو الباطن الخفي وأنا الجبانة في مواجهته، لذلك أنا مزدوجة ، فهل أنتم مثلي ، إذاً تعالوا إلى تلك المملكة لنختبئ بها ، حتى نتمكن من فتح شبابيك اللغة المحظورة فينا ، ولكن أنا العاقلة بحكمة الشيخ أنهرها ، أقعدي ، لا تتحركي قد تجرحي الخفاء المزيف فينا .
كلنا عراة في تلك الغرف ، بلا ملابس أو رو توش ،وكلنا يدرك ما يرتكبه باطنه من خفايا الروح.
المرأة التي تسكنني ، تذهب في الخفاء إلى بيت الحلم ، وتسأله لماذا هجرتني ،يغلق الباب في وجهها ويقول: أنت "طالق".
خرجت امرأة من جسدي استوقفتني وسألت : أتعرفين طريق الخيانة .
قلت : ويحك ما سرك في السؤال ؟
لكنها شدت عليَ بقوة "أنت مسكونة بي وإليك " أسير"
ذات يوم قال لي : الضوء لك خيولا والفضاء
سأحيك الضوء عباءة ولعينيك منار
ذات يوم قال لي أنت في البعد المستحيل
أنت في النار وأنا في الهشيم
* * *
على باب قلبي تمطر الأشجار
ورقات صفراء …
ورقات خضراء
وكان الزهر أصفر
الرجل الذي أحببته يسألني :
ماذا أحببت بي ؟
المرأة التي أحبته
تسأل من أنت ؟
لقد نسيت .
هذه اليد التي يتكئ عليها رأسي
وتلك الرأس التي تتكئ عليها يدي
كلاهما يدرك تعب الآخر
بارتجاف الأصابع ..
وخفقان القلب ..
تنسل من وراء الباب
ذكريات..
كانت قديمة ..
لكنها لا تزال في سجل الخيانة العظمى محفوظة .



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العابر
- تشكيل
- رجل…… وامرأة
- امرأة الجهات الأربع
- شرقيات
- الرقص على أنغام عربية
- امرأة متصوفة
- حقائب سفر ..للرياح
- عندما تتعرى الأرض تبكي الحجارةُ بعضُ دمعي
- نساء
- كل الأضواء مطفأةٌ… إلا ضوء قلبي إليك
- البيت الذي اسمه ….. الخوف
- لأجل الغياب ..الذي أنا فيه


المزيد.....




- “شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024 ...
- أحمد حمدي يخطف الأنظار بشخصية -حنظلة- الكاريكاتيرية
- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - المرأة التي تسكنّني في عباءة من غيم أزرق