أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - من المخيم الى عرش الناشرين العرب














المزيد.....

من المخيم الى عرش الناشرين العرب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:37
المحور: الادب والفن
    



أثناء قراءتي لمذكرات الأستاذ فتحي البس التي جاءت تحت عنوان " انثيال الذاكرة " الصادرة عن دار الشروق في عمان في العام 2008 ألحت على ذاكرتي مذكرات الصحفي عبد الباري عطوان التي بعنوان " من المخيم الى الصفحة الأولى " فكلا الكاتبين عاشا مرارة التشريد من أرض الوطن ، ومرارة العيش في مخيمات اللجوء ، مع ما يعنيه هذا العيش من عوز وحرمان يصل الى حدّ التجويع، وأنا هنا لستُ في مجال المقارنة بين العملين الابداعيين .
فذاكرة فتحي البس أعادتنا الى ذكريات عن بعض المخيمات التي عاش فيها طفلاً وشاباً مثل العروب والفوار وعقبة جبر وصولاً الى مخيم البقعة في الأردن . وقد رسم لنا فتحي البس بكلماته صورة المعاناة والحرمان والجوع والعري في مخيمات اللجوء التي عاشها أبناء الشعب الفلسطيني بعد تشريدهم من وطنهم ، هذه المعاناة التي اكتوى بنارها الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، ومع ذلك تشبثوا بالحياة التي يعشقونها على أمل العودة الى الفردوس المفقود .
فتحي البس في هذه المذكرات يستذكر طفولته وطفولة أبناء جيله الذبيحة في المخيمات، فأسرته التي كانت تعيش في الفالوجة حياة عز وكرامة ، تحولت جراء نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948 الى السكن في بيوت من الصفيح في المخيمات لا تجد قوت يومها ، ويتحدث الكاتب عن بعض عذابات الوالدين في سبيل تحقيق عيش الكفاف لأطفال زغب الحواصل .
وفتحي البس هذا الانسان الذكي الذي انتشل نفسه وأسرته بعد كفاح مرير من حياة الحرمان الى الحياة الكريمة، يشكل نموذجاً يحتذى للشباب الفلسطيني، فقد كافح في سبيل توفير مصاريفه اليومية والمساعدة في توفير لقمة العيش للأسرة وهو طفل كسير الجناح ، استغل ذكاءه في سبيل تحصيله العلمي ، فتحي البس ذلك الطفل الطالب الفقير سافر الى بيروت للدراسة في " الانترناشونال كولدج " ولم يستطع تكميل دراسته لعدم قدرته دفع أجرة المواصلات ما بين السكن والكلية ، ثم ما لبث ان التحق بحركة " فتح " وعاود الدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت ليدرس الصيدلة، وليجمع في هذه المرحلة ما بين النضال في صفوف فتح والمشاركة في اتحاد طلبة الجامعة وبين الدراسة ، ونجح في كلا الجانبين رغم الصعوبات التي واجهته . ويشارك فتحي البس في " الكتيبة الطلابية " التي كانت ذراع فتح في الجامعة . ويخوض معارك الثورة خصوصاً في الحرب الأهلية اللبنانية .
لم تكن طريق الحياة معبدة أمام كاتبنا بل كانت مزروعة بالأشواك وبالألغام ، ومع ذلك تخطى كل هذه المعيقات بقدرة واقتدار، ونجا من الموت المحقق مرات عديدة ليعمل صيدلانياً بعد عودته الى الأردن في مخيم البقعة ، ثم ليتحول الى طباعة ونشر الكتب وليؤسس دار الشروق للنشر في عمان ورام الله وليصل الى رئاسة اتحاد الناشرين العرب ،وهو بهذا يمزج ما بين الماضي والحاضر لايمانه كما قال بأن " الماضي المبعثر قطعة من مستقبلنا " .
وفتحي البس في مذكراته يكتب لنا جانباً تأريخياً من الملهاة الفلسطينية على رأي أديبنا ابراهيم نصر الله ، فهو يؤرخ دون قصد للتأريخ لجوانب من بدايات تأسيس مخيمات اللجوء الفلسطينية ، ونمط الحياة في هذه المخيمات ، كما يفعل نفس الشيء بالنسبة للحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية في فترة دراسته ، وكذلك بالنسبة لحركة فتح في لبنان ، ورغم الفجائع التي تحويها هذه الذاكرة المغموسة بالدماء والدموع، الا أننا نجد أنفسنا أمام عمل ابداعي مشوق وممتع، يكشف لنا أننا أمام مبدع لديه الكثير مما يقوله .




#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية
- المباح في كلام غير مباح
- عظام أجدادنا غير آمنة
- والتين والزيتون
- مسرحية الملك تشرشل في ندوة اليوم السابع
- أمّة إقرأ لا تقرأ
- زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية عن نكبة فلسطين
- هلّت ليالي العيد
- ثور النبي سليمان -حكاية شعبية
- بدون مؤاخذة -الانفلات الاستيطاني
- التاريخ يعيد نفسه في مسرحية الملك تشرشل
- الاستيطان جريمة يجب انهاؤها
- نحن ...وهم


المزيد.....




- -من أم إلى أم-للمغربية هند برادي رواية عن الأمومة والعالم ال ...
- الناقد رامي أبو شهاب: الخطاب الغربي متواطئ في إنتاج المحرقة ...
- جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2023-2024 “صناعي وتجاري وصناع ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 33 مدبلجة على قصة عشق ومترجمة على فوكس ...
- رئيسي : ندعو الكتّاب والفنانين الى تصوير الصراع بين الشرف وا ...
- أغاني حلوة وفيديوهات مضحكة.. تردد قناة وناسه على نايل وعرب س ...
- الإعلان الأول ح 160.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 على قصة ع ...
- لأفلام حصرية باستمرار.. ثبت تردد قناه روتانا سينما على الأقم ...
- فنون البلاغة العربية.. فلسفتها، ومتى يعد العرب النص فصيحا أو ...
- الرباط.. معرض الكتاب الدولي يستقبل زواره ويناقش -الرواية وعل ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - من المخيم الى عرش الناشرين العرب