|
جهنم تفتح أبوابها للفلسطينيين .. فهل يمكن إغلاقها...؟؟؟
طلعت الصفدى
الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:15
المحور:
القضية الفلسطينية
في الذكرى العشرين لإعلان الاستقلال عام 1988، يتابع الفلسطينيون المنكوبون في الوطن ، والمهجرون قسرا وطوعا في مواقع الشتات المختلفة ، بقلق وبمرارة تراجع النضال الوطني الفلسطيني ، ومحاولات التنكر للتاريخ المشرف ، ولمنظمة التحرير الفلسطينية كونها الكيانية والهوية التي جسدت وتجسد وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، ولكافة المعارك الكفاحية التحررية والاجتماعية والديمقراطية منذ أكثر من قرن ، ضد الثالوث الذي خلق القضية الفلسطينية ، الاحتلال البريطاني، والحركة الصهيونية ، والرجعية العربية والفلسطينية ، ويحسون بالخزي والعار أمام أنفسهم والآخرين مما آلت إليه قضيتهم الفلسطينية كقضية تحرر وطني ، وليست قضية إنسانية ، ومن فقدان البوصلة الحقيقية ، وحرف كفاح الشعب الفلسطيني عن التناقض الرئيس مع الاحتلال الاسرائيلى ، ونزوع البعض لتقسيم الوطن جغرافيا وسياسيا ، مستعينين بوسائل الإعلام الجماهيري ، والتراشق الإعلامي غير المسئول ، وعقد المؤتمرات الصحفية الإباحية ودون محرمات عبر شاشات التلفزة المحلية ، وبعض الفضائيات في الخليج العربي ، وصب الزيت على نار الصراع والفتنة بين أبناء الوطن الواحد ،ويتساءل الفلسطينيون المنكوبون في غزة والضفة ،والمهجرون قسرا وطوعا ،الشهداء بلا قبور ، والإحياء في قبورهم إلى أين نحن ذاهبون ، والى أين أنتم ستأخذون الشعب الفلسطيني ؟؟؟
السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله ، توجه اتهاماتها للحكومة المقالة ، ولحماس في غزة بالانقضاض على الشرعية الفلسطينية ، وعلى حكومة الوحدة الوطنية ، وفي تقسيم الوطن ، وسلخ غزة عن الوطن الأم ،والعمل على تنفيذ مشروعها الظلامى الخاص بإمارة غزة الإسلامية، وأنها ترهن مواقفها لقوى عربية وإقليمية في مقدمتها إيران وقطر ، وتقدم الورقة الفلسطينية بالمجان لهم ، لتحسين شروطهم التفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية نظير الدعم المالي وسطوة المكان ، واستخدام الشعب الفلسطيني في غزة رهينة،والمساومة على عذاباته ،وملاحقة القوى الوطنية وفى مقدمتها حركة فتح ،والانقضاض على كافة المكتسبات التي حققتها الثورة الفلسطينية المعاصرة ، والتعدي على حقوق الإنسان، حقه في التعبير عن الرأي ،وحرية الصحافة، وحرية المرأة ،ومنع التظاهر وإقامة المناسبات الوطنية بما فيها إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد ابوعمار ، والاستيلاء على المقرات والمؤسسات والوزارات والجمعيات بما فيها مقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ورفض الاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ،وممارسة الاعتقالات السياسية لقادة العمل الوطني ،والتلاعب بعواطف الجماهير الغزية ، وممارسة تجارة الإنفاق ، ومسؤوليتها عن رفع الأسعار والفلتان الأمني ، وغياب القانون ، والتعسف في اتخاذ القرارات في سلكي التعليم والصحة ،وتقديم تنازلات للإسرائيليين عبر هدنة طويلة الأجل تصل لخمسة عشر عاما ، واستخدام التهدئة لتحقيق مكاسب خاصة بحركة حماس ، وتعطيل الحوار الوطني الشامل تحت حجج وذرائع واهية الذي كان مقررا عقده في 9/11/2008 برعاية مصرية وعربية ،والتهرب من استحقاقات الحكومة والانتخابات .
الحكومة المقالة ، وحركة حماس ، تتهم الرئيس أبو مازن والسلطة الوطنية برام الله بالتنازل عن الثوابت الوطنية ،والاعتراف بإسرائيل ، وتكثيف اللقاءات المكوكية مع قادة إسرائيل ، وأمريكا دون جدوى ، وتمسكه بخارطة الطريق ، ويعمل على تنفيذها بحذافيرها ، مع أن الإسرائيليين يمارسون ابتلاع الأرض وإقامة المستوطنات ، وبناء جدار الفصل العنصري ، وتهويد القدس ، وتبنيه السلام كخيار استراتيجي ،واستبعاد الكفاح المسلح ، ورفضه لعسكرة الانتفاضة ، وتهكمه بإطلاق الصواريخ التي يقول عنها أنها عبثية ، ولم تحقق شيئا للشعب الفلسطيني ، وان الرئيس ابومازن يخضع لاملاءات أمريكية وإسرائيلية ، وحكومة د. سلام فياض هي حكومة دايتون ،واتهامها بممارسة الاعتقالات ضد المقاومين والمقاومة ، وجمع السلاح ، والتنسيق الأمني مع الإسرائيليين ، وتصفية المقاومة ، وان منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني لأن حماس نجحت في الانتخابات التشريعية الأخيرة تؤهلها لتشكيل الحكومة التي تريد ، ولقيادة الشعب الفلسطيني ، وان الرئيس عطل اتفاقية القاهرة عام 2005 بتفعيل ، وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ، وان قادة الأجهزة الأمنية غير مؤهلين ومشكوك بولاء بعضهم للقضية الفلسطينية ،ويجرى التمييز ضدهم في الوظيفة العمومية ، وتمارس السلطة المزيد من الاعتقالات السياسية لأبناء حركة حماس والمقاومين ، وتهدد موظفي القطاع العام في غزة بقطع رواتبهم حال تعاملهم مع الحكومة المقالة ، وتمنع جوازات السفر من قدومها لغزة ... الخ
ويعبر كل منهما عن موقفه تجاه الآخر ، ويحاول أن يوجه رسائله ليس فقط للفلسطينيين بل وللعالم العربي ، والاسلامى ،والدولي ليستقطبه إلى جانبه ، ويحمل الطرف الآخر مسؤولية ما يجرى على الأرض ، وكل منهما لا يعترف بالتهم الموجهة إليه من الطرف الآخر ، والمواطن مشدود لهذا الصراع بين مكذب ومصدق ، لكن السؤال يلح عليه ويبحث عن جواب من بين المعاناة والألم ما هو مصير القضية الفلسطينية ؟؟ وما مصير الشعب الفلسطيني وفئاته وطبقاته الاجتماعية ، عماله ومزارعيه ، طلابه ومثقفيه ، والمرأة الفلسطينية التي تدفع الثمن مضاعفا من المعاناة والمأساة التي يتحملها المواطن الفلسطيني من جراء هذا الصراع الداخلي ؟؟؟
الواقع والوقائع ، والشاهد والشواهد لا تستحي من أحد ، وليس المهم ما يصرحون به ، أو الشعارات التي ينادون ، إنما المهم ما يجرى على الأرض من ممارسة وفعل ، فهي المحك الحقيقي لتبيان صدق ما يقولون ، ومع أنني لست محايدا في هذا الصراع الدامي والمهين لنضال الشعب الفلسطيني ، والآلاف من كواكب الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن ، والآلاف من المعتقلين في سجون الاحتلال فان الصراع الداخلي المأساوي يعكس إلى أي درجة وصل تقزيم القضية الوطنية الفلسطينية إلى صراع على الحكم والسلطة بين أبناء الشعب الواحد ، في حين أن الاراضى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لا زالت تأن تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلى ، وغلاة المستوطنين ، وأن المرحلة الراهنة لا زالت هي مرحلة التحرر الوطني والاجتماعي والديمقراطي ..!!!
وأمام هذه الاتهامات المتبادلة ، وخطورة الانقسام في الساحة الفلسطينية، والمخاطر التي تحيط بالشعب الفلسطيني وبقضيته الوطنية ، وتهدد وجوده على أرضه ، ووصول الانقسام الداخلي لكل بيت وأسرة وتجمع،هددت نسيجه الاجتماعي والتاريخي ، فان المخرج الوحيد أمام الفلسطينيين التوجه سريعا للحوار الوطني الشامل بلا شروط مسبقة ، ومناقشة كافة الملفات والقضايا على طاولة التحاور، والعودة إلى محكمة الشعب ، وإجراء الانتخابات الرئاسية ، والتشريعية المتزامنة والمتوافق عليها على قاعدة التمثيل النسبي الكامل ، ووضع إستراتيجية كفاحية تحررية وديمقراطية لمواجهة العدو الحقيقي لشعبنا ، وليقول الشعب كلمته النهائية ، فمن يملك الجماهير لا يخاف من الجماهير ، وبهذا فقط يمكننا إغلاق أبواب جهنم أمام الفلسطينيين.
#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها العرب لا تزحفوا على بطونكم باراك حسين اوباما ليس هو الم
...
-
الترحيب بالمتضامنين لكسر الحصار عن غزة
-
أي حوار وطني فلسطيني نريد؟؟
-
أعيدوا لمصر دورها العروبى والاقليمى
-
فى الذكرى لاستشهاد الرفيق ابو على مصطفى
-
كلمة جبهة اليسار الفلسطينى
-
غزة فريسة الإرهاب.. وغياب سلطة العقل !!!
-
غزة منكوبة ... ارحموها ، صالحوها ، أنقذوها !!!
-
غزة بين البحر ، والنفق !!!
-
الزمن والسياسة وواقع الحال الفلسطيني ...!!!
-
المرابطون بين وسام الشهادة.... والمأساة الحقيقية !!
-
فن الكاريكاتير ومقلاع النقد الساخر
-
هل يمكن الاستفادة من التجربة اللبنانية ، وإنهاء حالة الانقسا
...
-
غزة والحصار والخديعة الكبرى
-
كلمة هيئة العمل الوطني
-
رسالة عاجلة إلى قادة حماس...!!!
-
السابع عشر من نيسان(ابريل) يوم الأسير الفلسطينى!!
-
أحذروا المخطط الصهيوني لإلقاء غزة على كاهل مصر الشقيقة!!!
-
نتاج الاحتلال الاسرائيلى ، والانقلاب على الوطن!!!
-
معركة الأرض .. معركة الشعب يوم الأرض 30 مارس ( آذار ) 1976
المزيد.....
-
دراسة جديدة تثبت نظرية أينشتاين بشأن الثقوب السوداء
-
كلوب يُغادر ليفربول.. بصمة لا تمحى وعشرات الألقاب
-
جلسة برلمانية في تايوان تتحول إلى حلبة مصارعة (فيديو)
-
الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في خاركوف وخسائر أوكرانيا ت
...
-
مركز -صدى سوشال- يدعو إلى تحقيق عاجل لـ-تسريب ميتا بيانات مس
...
-
مراسلنا: إصابة 11 ضابطا وجنديا من الجيش التركي بينهم حالات ح
...
-
بولندا ستنفق 2.5 مليار دولار لتعزيز حدودها مع روسيا وبيلاروس
...
-
حزب الله يستهدف ثكنة للاحتلال وإسرائيل تقصف جنوب لبنان
-
الدويري: عملية القسام شرق رفح تحتاج مهارة عالية لتنفيذها
-
الجلادون الإسرائيليون التوّاقون للفظائع
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|