أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - آرام كربيت - أي سلام هذا















المزيد.....

أي سلام هذا


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 10:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يقول الأعلان:
" صادقت لجنة خاصة تابعة للكنيست، أمس بالقراءة الأولى، على قانون يشترط أي «تنازل» عن «أراض إسرائيلية» بإجراء استفتاء شعبي. وينص القانون، الذي يهدف إلى تطويق الحكومات الإسرائيلية في أي اتفاق يتعلق بالجولان السوري المحتل، بشكل أساسي، على أن يكون «أي قرار تتخذه الحكومة في التنازل عن منطقة تقع تحت سيادة إسرائيل، ومن ضمن ذلك الجولان السوري والقدس المحتلان، منوطاً بإجراء استفتاء عام».
وبحسب اقتراح القانون، فإن الاستفتاء العام سيحصل بعد 90 يوماً من مصادقة الكنيست بغالبية ثلثي الأعضاء على قرار الحكومة «بالتنازل» عن الأرض. وقال رئيس لجنة الكنيست، ديفيد طال، إن القانون يساعد رئيس الحكومة في منع تنازلات خطيرة، من دون أن يؤثر ذلك على عملية المفاوضات مع سوريا.
كما هو معروف أن إسرائيل احتلت الجولان عام /1967/ وكل القرارات الدولية تقف إلى جانب سوريا في حقها في أستعادة أراضيها التي أحتلتها بالقوة العسكرية, مع هذا لن تعيدها إلى سوريا إلا باستفتاء شعبي وموافقة الشعب الإسرائيلي على هذا التنازل الذي ليس لها.
يمكننا أن نستخلص الكثير من العبرمن هذا الاستنتاج الفاقع في وضوحه:
هناك في إسرائيل برلمان منتخب وحكومة منبثقة من الأكثرية النيابية يقرران مصيردولة إنشئت بقرارات دولية ومع هذا إذا استعصى عليها أمراً ما تلجأ إلى المجتمع لحل معضلة كبرى ومشكلة مستعصية وخطيرة مثل قضية الجولان والقدس المحتلة.
إن وجود المعارضة, حكومة ظل في أي بلد من العالم يجعل الدولة في حالة نشاط وتجدد وانتعاش ويعمل على تفعيل حيوية المجتمع ودفعه نحو حالة حراك وتطور ونمو ويبعد عنها الخراب والتعفن الداخلي ويجعل من السياسي أوالمفاوض يحسب ألف حساب للرأي العام وممثليه في الأحزاب السياسية عندما يدخل في قضايا مصيرية مثل المفاوضات التي تجري بين بلدين متخاصمين ولو شكلاً, سوريا وإسرائيل.
أما على الضفة الأخرى من الصراع فالأمر مختلف تماماً:
منذ أن جاء نظام البعث إلى السلطة ومن بعده نظام هزيمة /1967/, يمكن أن نسميه نظام الكوارث الدائمة والهزائم المتكررة, وما تلاه من احتقان وخراب.
بمجيئهم إلى السلطة في العام /1963/ ألغى نظام البعث البرلمان المنتخب وعطل الأنتخابات الحرة والنزيهة, وأعلن حالة الطوارئ والأحكام العرفية وجعل من سوريا ملعباً لمصالح الفئة الحاكمة الشخصية والضيقة دون النظر إلى مستقبل سوريا, مستقبلها الوطني والقومي سواء المرحلي أو الأستراتيجي وما زال يفكرمن منظور ضيق وتفكير يحقق للنظام الذي قفز بأنقلاب أبيض إلى السلطة وكرس نظاماً عائلياً, نظام عائلة الرئيس المقبورحافظ الأسد.
لقد نظرهذا النظام ومن موقع مصالحه الشخصية بغرور وتعالي إلى المجتمع ومن موقع غرورالسلطة وقدرتها على كبح أي صوت معارض لسياسته بعيداُ عن الإدراك العميق للمشاكل والمسوؤليات العالقة فيه ومحاولة حلها دائماً بالوسائل الاكراهية. وما زال هذا النظام العائلي الكريه يلجأ إلى الوسائل التقليدية البالية في حل أزماته العميقة والمستعصية على الحل بعيداً عن القدرات الكامنة في المجتمع وإطلاق طاقاته في خلق حلول مفيدة وإيجابية للمشاكل التي خلفتها السنوات الماضية من السياسات الخاطئة والبعيدة عن مصالح سوريا العلية وبدلاً من أن يدخل المفاوضات مسلحاً بتفويض من مجتمعه فإنه يدخلها وهو خالي الوفاض من أي سند أو تفويض مجتمعي أو سياسي وفقاً لحساباته السياسية الضيقة والأنانية والقائمة على تأبيد بقاء هذه العائلة العفنة في الحكم إلى حيث الوقت الذي يأتي ويكنسها من جذورها.
يبدو من تطورات الأحداث أن النظم العربي ومنها النظام السوري فقدوا شرعيتهم السياسية في الداخل, استهلكوا تماماً نتيجة الكوارث الأجتماعية التي سببوها لشعوبهم في حروبهم الأقليمية الخاسرة وسياساتهم الأرتجالية القائمة على شخصة النظام وبقاءه, ولم يعد في جعبتهم أي مشروع سياسي أو اجتماعي أو تنموي, وخلت سياساتهم من أية أفكار تعيد الأمل والحيوية للبلدان العربية لذا لم يبق لديهم إلا اللهاث وراء إسرائيل من أجل أغداق البركة عليهم والمد بطول أعمارأنظمتهم المتكلسة والفارغة ورفع سقف بقاءهم الأفتراضي.
لقد أدرك الفاسد حافظ الأسد أن ورقة الجولان هي الجوكر في لعبة توازناته مع الغرب, ورقة التوت التي يمكن أن تتسترعلى عفنه وديمومة بقاء نظام عائلته بعد الانكفاء على استراتيجيات محدودة التطلع وغياب أي آلية بعيدة المدى تعمل على التصدي لمشاكل المجتمع وتحقيق التوازن بين أطرافه من خلافات أو تناقضات أو نزاعات.
يبدومن استقراء الواقع أن شروط استقرارواستمرارالوضع في الشرق الأوسط على ما عليه أن تكون إسرائيل دولة ضامنة لأمن الأنظمة العربية واستقرارها الأمني على أن تكون هي دولة ينطبق عليها شروط الدولة الحديثة من انتخابات حرة ونزيهة وحكومة منتخبة من قبل المجتمع وبرلمان منتخب حقيقي وفعلي لا مجموعة كركوزات يصفقوا ويبصموا على كل شيئ, وتداول فعلي للسلطة ورأي عام مراقب ونشط يقيم عمل الحكومة والأحزاب السياسية المنخرطة في اللعبة السياسية وإدارتها للدولة في الشؤون المحلية والأقليمية والدولية, مقابل حكومات طرش وأنظمة قروسطية تعمل على تكريس دكتاتورية الفرد وعائلته.
ولأن النظام العربي والإسرائيلي ولدا قسراً, أو مشوهاً, عملية قيصرية, ولدا بدون رأس, مرفوضان من المحيط العربي, لأنها نبتا دون جذور, لهذا ظلا عاجزان على إنتهاج سياسة تعمل على مد الجسور إلى الداخل وتطويره والعمل على تفعيل استراتيجيات تكون لصالح المنطقة وتسعيان إلى سلام حقيقي وفعلي.
لقد ولد النظامان, العربي والإسرائيلي, في ظل وضع دولي معقد وصعب, نظام توازن دقيق, في ظل حروب بالنيابة. لهذا خلقا ليكونا نظام طوارئ, وأزمة, وأزماتهم خيمت على الوضع العربي كله. لقد عاشا في أكناف هذا النظام مدة خمسون سنة. لكن بعد أنتهاء الحرب الباردة وجب تغيير شكل اللعبة بالتحول من نظام طوارئ حرب إلى نظام طوارئ سلام. سيسعى النظامان إلى رعاية سلام قلق, سلام أزمات, سلام أنظمة مأجورة ترعيان مصالحهما برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
ستعمل الأنظمة وإسرائيل على السهرعلى هذا السلام.
إن السلام القلق, أو سلام طوارئ يحتاج إلى إبقاء المنطقة في حالة استنفاروفي ظل أنظمة طوارئ لها وظيفة عملية هو السهر على هذا السلام المشوه.
لم يكن تاريخياً هناك تناقض ما بين النظام السوري أو أي نظام عربي وإسرائيل, لكنهما كانا يحتاجان إلى الوقت. لقد أخذ النظام السوري المرضي عنه أمريكياً وإسرائيلياً/ يقول الأمريكان دائماً: إننا نريد نغيير سلوك النظام, وليس تغييره/ على عاتقه مسؤولية تأريخية من أجل البقاء في السلطة هو تعويم المجتمع السوري وتمزيقه, تغييب الدولة واستنزاف الوطن ونهبه وتجويع الشعب والتنكيل بأبناءه من أجل تهيئة الظروف المناسبة للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
وكلنا يذكر ما قاله حافظ الأسد عند وداعه لأنور السادات في مطار دمشق الدولي في رحلته إلى القدس المحتلة بأن سوريا غير جاهزة للسلام مع إسرائيل, إننا نحتاج إلى الوقت للتقدم إلى السلام مع إسرائيل, وإننا, يقصد سوريا ومصرمتفقان في الجوهرومختلفان في الشكل.
سعى ويسعى النظام / السلطة/ المقطوعة الجذور في سوريا بكل الوسائل على تأمين الشروط الضرورية لديمومته واستمراره وإعفاء نفسه من أية مسؤولية وطنية أو مشاريع قومية في عمل شبه مستقل عن السياسة وفي استقالة سياسية عن الشأن الداخلي كالتنمية والبناء والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة وتخليه عن أي واجب يلزم نفسه به في ما يخص الوضع الأجتماعي والسياسي السوري. كما ليس على جدول أعمال هذا النظام مصالح سوريا العليا كإعادة الجولان المحتل بكرامة كما أخذت, من مستلزماتها:
تهيئة الأرضية الصلبة والحقيقية لأستعادتها, تحسين الوضع الداخلي والانفتاح على المجتمع. لكن ما يفعله هذا النظام هوحزمة من تقبيل الأحذية ومعها جملة من القيود الأمنية.
إن النظام لا يهمه شيئاً إلا وجوده, والجيش الذي قوامه نصف مليون رجل تحت السلاح ما هو إلا جيش من المرتزقة واللصوص هدفه حماية السلطة والعائلة المالكة ولصوصها وقطاع طرقها ولا شيئ غير ذلك.
لقد التقى الكيانان القلقان, إسرائيل والنظام السوري وجهاً لوجه مع بعضهم برعاية تركية في تركية وفي داخل كل واحد منهما نزوع خلاصي لترتيب أوضاعه الداخلية والأقليمية والدولية.
إن السلام الإسرائيلي ـ السوري ـ العربي القادم هو إعادة توزيع المهام الأمنية على بعضهم, العمل في المستقبل على إيجاد منظومة أمنية, تحالف استراتيجي أمني يتخللها إعادة توزيع مصالح الاطراف المشاركة فيه, إسرائيل وسورية والأنظمة العربية وفق جدول أعمال تسعى الولايات المتحدة الأمريكية على السهر عليه وترتيبه في الفترة ما بعد التسوية السياسية والاتفاقات الأمنية والاقتصادية التي تمد بعمر الأنظمة وبقائها وترتيب توزيع جدول الأعمال لإدارة الأزمات الأقليمية ما بين الراعي الأول, الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف المشاركة فيه ويكون بشكل متناغم ومدروس لتوسيعه واحتواء دول وأطراف أخرى, مثل إيران وتركية وغيرها وتحفيزها للدخول فيه وتطويره.
ستكون هذه المنظومة الأمنية تعمل بشكل حثيث على تطويق وتطويع أي حركة سياسية مقاومة أو رافضة أو التي تسعى للنهوض بأوطانها. كما سيسعى الطرفان على إحلال الفوضى وتعطيل الحراك الاجتماعي وإعادة المجتمعات إلى المربع الأول أي إلى الطائفية والعشائرية.
إن مضمون الصراع القادم, لن يكون على الأرض أو المياه أو الحدود, أو الخلافات البينية المشبوهة ما بين إسرائيل والنظام العربي وإنما العمل على ترتيب الوضع الاقليمي بما يسمح للولايات المتحدة الامريكية على وضع استراتيجياتها الهيمنية على أطراف نافذة أو ناشئة من العالم وصياغة جدول أعمال بما يضمن مصالحها في المنطقة لأمد طويل تتحكم من خلاله في شؤون العالم ومراقبة التطورات التي تطرأ عليه والتدخل المباشر فيه إذا أحتاج الأمر.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله والمفاعيل اللبنانية والاقليمية والدولية
- امرأة سويدية اسمها كريتل 4
- امرأة سويدية اسمها كريتل 3
- امرأة سويدية اسمها كريتل 2
- امرأة سويدية اسمها كريتل
- حول طبيعة النظام الدولي
- الرحيل إلى المجهول النهاية
- الرحيل إلى المجهول تدمر 13
- الذئب يشم ويطارد 2
- الذئب يشم ويطارد
- الرحيل إلى المجهول تدمر12
- الرحيل إلى المجهول تدمر11
- الرحيل إلى المجهول تدمر10
- الرحيل إلى المجهول تدمر 9
- الرحيل إلى المجهول تدمر 8
- الرحيل إلى المجهول تدمر7
- الرحيل إلى المجهول تدمر 6
- ملكة دول الشمال مارغريتا الجزء الأخير
- ملكة دول الشمال مارغريتا الجزء الثاني
- ملكة دول الشمال مارغريتا


المزيد.....




- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...
- ماسك يؤيد مشاركة كينيدي جونيور في المناظرة مع بايدن وترامب
- الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان خيارات بديلة عن العملية في ...
- دول عدة تقدم التعازي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد ا ...
- واشنطن تعلن أنها تقترب والرياض من التوصل إلى اتفاق دفاعي
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - آرام كربيت - أي سلام هذا