مصطفى العوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 06:25
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
من حسنات فصل الصيف بالنسبة للعديد من الأسر المغربية هو عودة بعض الأهل و الأحباب المقيمين بالخارج إلى ديارهم ، بعد سنة أو أكثر تفصلهم عن أخر زيارة لهم للوطن الحبيب ، قدومهم للوطن يصاحبه دوما نوع من الحنين و الشوق إلى لقاء ذويهم ، غير أن مسلسل العودة للوطن كثيرا ما يكون شاقا بالنسبة للغالبية العظمى ، فتبدأ المشقة من استعدادات الخروج إلى الطريق الطويل ثم مشاقة العبور في النقط الحدودية ، حيث تبلغ المشاقة ذروتها ، و للمواطن المغربي المقيم في الخارج صورة نمطية خاصة يحملها كثير من المغاربة له في أذهانهم ، صورة الإنسان الميسور في جميع الأحوال ، فعندما تسأل فردا ما عن عمله و يجيبك بأنه مقيم في الخارج فانك لن تزيد من السؤال ، لأن مجرد الإقامة بالخارج يعد لدى الغالبية عملا جيدا في حد ذاته ، صورة المغربي المقيم في الخارج هي صورة الأورو المتحرك بالنسبة لمغاربة أوروبا و صورة الدولار المتحرك بالنسبة لمغاربة أميركا ، هذه الصورة النمطية تزيد من تكريسها قنواتنا الوطنية و التي عندما تريد تذكر مغاربة الخارج فإنها تقدم لهم إشهارا جميلا يوضح لهم كيفية تحويل أموالهم من هناك إلى هنا بطريقة بسيطة و سهلة جدا حسبما تؤكده وصلة الإشهار ، و من يشاهد برنامج بلادي الذي تبثه القناة الأولى أو برنامج مغاربة العالم الذي تبثه القناة الثانية دوزيم بالفرنسية ، فأنه سيلاحظ أن الخاصية الأساسية السارية على البرنامجان هي التركيز على البعد الاقتصادي من خلال تقديم بعض المغاربة الذين برعوا في إنشاء و إنجاح مقاولات لهم أو مشاريع أخرى خاصة سواء داخل الوطن أو خارجه ، في إغفال يكاد يكون تاما عن مغاربة أخريين برعوا في مجالات أخرى ، فمنهم من يشكل اليوم حديث الجامعات الاروبية و غيرها لما أثروا به الساحة الفكرية و العلمية من نظريات و دراسات و كتب تعتبر مراجع أساسية للعديد من دور العلم العالمية ، إن تغيير صورة المهاجر المغربي النمطية الموجودة في أذهان شتى ، يجب أن تبدأ من أحد أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع و هي الإعلام بشكل أو بأخر.
#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟